المدرسة الإعدادية كساب بباجة مؤسسة تربوية والسجن المدني بباجة مؤسسة تأديبية في الظاهر لا توجد أي روابط بين المؤسسين لكن باطن الأمور يؤكد أن السجن كان بالامكان أن يكون مكان الاعدادية المذكورة. السجن المدني بباجة يقع في قلب المدينة يعني في أكثر شوارع المدينة حركة ونشاطا...قبالته محلات تجارية ومطاعم ومقهى ومساكن...وهو ما يجعل عقاب المساجين مضاعفا، عقاب الاقامة بالسجن وعقاب أهل السجين الذين يأتون لزيارته وما تسببها لهم هذه الزيارة من احراج كبير اذ يكفي أن يقف الزائر في الصف ليعلم كل أهالي المدينة أن له سجينا ،هذا بالاضافة الى أن الموقع والمساحة يصلحان كأفضل ما يكون لفضاءات تجارية وترفيهية وما يتبع ذلك من حركة اقتصادية ويد عاملة وغيرهما من الفوائد. وأما المدرسة الاعدادية كساب بباجة فتقع وسط جبل ان لم نقل غابة على مشارف المدينة بطريق الحمرونية ولكم أن تتخيلوا مدى الظلمة وانعدام الرؤية في الصباح الباكر وفي المساء شتاء وما يخلفانه من وحشة ورعب في صفوف التلاميذ وهم سائرون الى المدرسة أو عائدين منها وحتى أعمدة الكهرباء التي تحمل مصابيح وتوزعت على الطريق المؤدية للمعهد فلم تجد نفعا لأن المصباح لا يمكنه أن يقضي ألا بضع دقائق سليما قبل أن تصله حجارة عابثة تقطع عهده بالإنارة سواء بقصد أو بغير قصد فأكثر من متردد بانتظام على هذا الجبل يهمه كثيرا أن يكون الطريق مظلما لأن مآربه لا يمكن قضاؤها تحت الأضواء فكشفها الجبل على القضاء. الولي والاستاذ والتلميذ على حدّ السواء اشتكوا طويلا من ظروف المدرسة الاعدادية كساب باجة، فالأساتذة توجهوا مؤخرا الى مقر ولاية باجة وقدموا الى الوالي كشفا مفصلا عن ظروف العمل بهذه المؤسسة التربوية فلا شيء فيها يشجع على البذل والعطاء والتربية والتكوين والتأطير فالمدرسة لا يؤمها الا المتوسط من التلاميذ أو من كانت نتائجهم ضعيفة وأغلبهم قادمون من الأرياف المجاورة للمدينة... فالأمن والأمان منعدمان داخل هذه المؤسسة التربوية وحولها باعتبار موقعها وما يزيد الطين بلّة احتضان المؤسسة لمبيت للفتيات يحرسه قيمون لاحول ولا قوة لهم داخل مبيت يقع وسط غابة عرضة في كل وقت لزيارة فجئية من طرف غرباء عن اللياقة والأخلاق الحميدة. جدران هذه المؤسسة التربوية تحتاج باستمرار الى الترميم فهي لم تبن على أسس سليمة والأكثر من هذه الأسس فسادا هو قرار تشييد مدرسة اعدادية وسط غابة. موقع المدرسة الاعدادية وموقع السجن صورة واضحة عن فساد التخطيط والتنفيذ بولاية باجة في عهد الرئيس المخلوع واتباعه ممن ساهموا على النهب والسلب والفساد من أجل أمنهم هم فقط ومصلحة المواطن تتصدر دائما مؤخرة الترتيب في جدول الاهتمامات. فكرة المدرسة الاعدادية مكان السجن والسجن مكان المدرسة الاعدادية تبقى مجرد فكرة ومجرد التفكير فيها يعني آليا أن المسؤول الجديد في العهد الجديد قد قلب الترتيب لتتصدر مصلحة التلميذ والأستاذ والولي والمواطن عموما طليعة الترتيب ووقتها فقط سنتحدث عن الأمن والأمان والاصلاح وحسن التخطيط والتنفيذ.