هذا «الطرابلسي» لا ينتمي الى أفراد عائلة النهب والسلب التي نعرفها جميعا بل يقول انه ضحية أحد أفرادها رغم انه طرابلسي! اسمه كمال بن علي بن حسين الطرابلسي أصيل منطقة «خنق مورو» من معتمدية تستور بولاية باجة.. كان له نصيب من مظالم الطرابلسية حسب رأيه وحسب ما صرّح به الى «الشروق» عندما قال: «سنة 1985 فوجئنا بالقوة العامة تخرجنا من أرضنا عنوة بدعوى أنها على ملك شخص آخر صديق مراد الطرابلسي، علما أن الارض مسجلة باسمي وبقية الورثة.. وهي تمسح 136 هكتارا من الارض السقوية وتحتوي على 3000 زيتونة وقد ورثناها عن الآباء والأجداد... لقد أفادونا بأن المحكمة باعت الأرض لهذا الشخص... وتقع بها كذلك مناطق آثار رومانية وهي على ملك حوالي 60 شخصا مات منهم 12 اثر جلطات جراء الظلم الذي سلّط عليهم... وعندما سألنا عن الثمن الذي بيعت به علمنا أنه 205 آلاف دينار اي ما يقل عن «خضارة زيتون»..!». «وفي حين غادر أغلب أصحاب الارض بقيت بها ورفضت مغادرتها على أمل ان ينصفني القضاء... وفي سنة 2005 قدمت شكوى لكن تم ايقافي في أكثر من مرة وعانيت كثيرا من المضايقات خاصة عندما أصبح الرجل يقوم بحفريات بحثا عن الآثار وكان في كل مرة محميا من أعوان حرس وطني ليسوا من المنطقة... وكان مرفوقا بشخص آخر لم أكن أعرفه لكن بعد الثورة علمت أنه مراد الطرابلسي صهر الرئيس المخلوع... وذات ليلة اقتحم منزلي أفراد رسميون يرتدون زيا أزرق وحملوني الى منزل بأريانة وأجبروني على امضاء التزامات بديْن والا فإنهم سيرمون بي في السجن 20 عاما.. وكان مراد الطرابلسي حاضرا في تلك الليلة ولم أكن أعرفه.. وبعد ذلك قدمت العديد من الشكاوى وكان الجواب في كل مرة واحدا «برّه روّح... أمور ما تهمكشي»! بعد الثورة؟ «يوم 26 جانفي تحديدا عدت الى أرضي صحبة عدل منفذ وبقية الورثة فتمكن من معاينة 50 قطعة أثرية مقتلعة ومازالت موجودة.. ذهبت الى الجهات الأمنية والمسؤولين واحدا واحدا لكنهم رفضوا ان يتدخلوا فذهبت الى وزير الثقافة الذي قبلني وكلّفني بحراسة تلك الآثار... ويوم المولد النبوي الشريف وجدت سيارة المعني بالامر وبها قطع آثار فحجزتها وأعلمت أعوان الحرس صباحا لكنهم لم يتدخلوا الا ليلا وبعد ان اتصل بهم وزير الثقافة فحجزوا السيارة داخل المعتمدية.. ولم يقع ضده اي اجراء.. ولعل أغرب ما قاله لي بعد كل ذلك «حتى لو جاءت 20 ثورة فلن تقدر على فعل اي شيء ضدّي..»!! ولعل من أطرف ما حصل مع هذا الشخص الذي لفّق لي قضيتين للانتقام مني أنه أثناء «البحث» معه تمت الامور ب«البورطابل» بينما كنت أنا بالمنطقة الأمنية أُسأل عن أمور لا علم لي بها...!» الثورة لم تصلنا؟ «وبكل أسف أختم هذا النداء بالقول ان الثورة لم تصل الى منطقتنا، فالوضع مازال هو هو.. والمسؤولون السابقون بمن فيهم جماعة «التجمع» مازالوا يصولون ويجولون.. متاعنا يُسرق ولا أحد يسمعنا.. ولا أحد يبعد عنا الظلم ويعيد الينا حقوقنا ويمنع نفوذ هؤلاء الأشخاص.. وكدليل على أن الوضع لم يتغيّر أروي لكم هذه الواقعة: فقد زارتنا قافلة خيرية فالتحقت بها وقلت إننا لا نحتاج الى إعانة بل الى استرجاع حقوقنا التي سلبت منا قبل الثورة ففوجئت بأن رؤساء الشعب هم أنفسهم موجودون وقد كتبوا قائمات في المنتفعين (كالعادة) وأتوا بأقاربهم جميعا.. بعضهم يوزّع الاعانات على الناس وبعضهم الآخر يوزعها على نفسه!! أما المساعدات المالية فقد «استضافها» رئيس شعبة في منزله وقال إنه سيوزعها على أصحابها... أصحاب القافلة التي نظمها السيد فيصل الباي من المرسى وأصدقاؤه، وضعوا مبالغ في ظروف يحمل الواحد منها 200 دينار.. لكن رئيس الشعبة كان يفتح كل ظرف ويعطي المنتفع 40 دينارا ويقول له «صحح».. وطبعا «ديما يمشي»! ولكم أن تتصوّروا كم غنم من مبلغ المساعدة الذي كان 25 ألف دينار بالتمام والكمال..! علما أن الأهالي قدموا ضده شكوى لدى المعتمدية ومازالوا في انتظار «تحرير» المنطقة منه ومن أمثاله».