قال محللون ومديرو صناديق استثمار إن ليبيا لن تستأنف إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية لمدة تتراوح بين 12 إلى 18 شهراً على الأقل، وإن الأضرار التي أصابت المنشآت بسبب التخريب أو الضربات الجوية الغربية قد تؤدي إلى انقطاع لفترة أطول بكثير. واستوعبت الأسواق نقص إمدادات النفط الليبي في الأجل المتوسط، لكن أي أضرار كبيرة للبنية التحتية ستزيد من الضغوط الصعودية على أسعار النفط، في حين أنه من المتوقع ارتفاع الطلب العالمي إلى مستوى قياسي جديد هذا العام. وقال آدم تايلور من ليون جيت كابيتال مانجمنت التي تدير 600 مليون دولار في قطاع السلع الأولية بحسب رويترز «كإجراء أخير قد يقوم الزعيم الليبي معمر القذافي عمداً بتخريب حقول النفط والبنية التحتية النفطية لتثبيط همة التحالف الدولي، وقد يستغرق إصلاح مثل هذه الأضرار عدة سنوات، وهو ما سيجعل إنتاج النفط ضعيفاً لفترة طويلة». وتابع «المسألة الأهم هي استراتيجية خروج التحالف المدعوم من الأممالمتحدة وهل ستنزلق ليبيا إلى حرب أهلية لعدة سنوات، وهو ما قد يسبب انخفاضاً دائماً في إنتاج النفط الليبي». وقال جيريمي تشارلزورث مدير الاستثمار في مون راكر لإدارة الصناديق إنه يعتقد أن الإنتاج قد يظل متوقفاً لمدة 18 شهراً. وتوقع المحللون أمريتا سن من باركليز كابيتال ومايك ويتنر من سوسيتيه جنرال وسايمون واردل من آي. أتش.أس جلوبال إنسايت أن تظل الصادرات الليبية متوقفة لمدة 12 شهراً على الأقل. وأضاف تشارلزورث أن شركات النفط الغربية ستحجم عن إنفاق المال على إعادة الأعمار في ظل فراغ سياسي، وستنتظر لترى نوعية المشهد السياسي في ليبيا خلال ستة إلى ثمانية أشهر من الآن قبل أن تعود إلى توجيه المال إلى هناك مجدداً. بينما قالت سن إن حدوث أضرار كبيرة في البنية التحتية يمكن أن يرفع تكلفة إعادة البناء إلى مستوياتها بعد حرب العراق الذي لا يزال يكافح لزيادة الإنتاج فوق ثلاثة ملايين برميل يومياً بعدما بلغ في ذروته أربعة ملايين برميل يومياً. وذكر ويتنر «سيحاول التحالف الأمريكي الأوروبي تجنب إحداث أي أضرار.. لكنها حرب دائرة هناك، وعلاوة على ذلك هناك احتمال حدوث أعمال تخريب ونهب».