هدّد وزير اسرائيلي أمس بشنّ عملية عسكرية واسعة ومدمّرة على قطاع غزة بذريعة موقف اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من القطاع، في وقت واصلت حكومة الاحتلال حملتها التحريضية من أجل حشد دعم دولي لعدوانها المرتقب. وقال وزير التعليم في حكومة الاحتلال جدعون ساعر: «في نهاية المطاف سنضطر إلى شن عملية عسكرية على قطاع غزة، عملية أضخم من عملية «الرصاص المصبوب» التي نفذها جيش الاحتلال في ديسمبر 2008 وجانفي 2009 وأوقعت 1400 شهيد فلسطيني معظمهم من المدنيين. ضربة.. مؤجلة وأضاف الوزير الاسرائيلي: «لا أعتقد أن هذا سيحدث في المدى القصير لأن هذا (الهجوم) سيكون ثمرة قرار للحكومة الاسرائيلية يتم درسه والتخطيط له بعناية بسبب الوضع الراهن الذي لا يحتمل»، حسب قوله. ويشير هذا العضو النافذ في حزب «ليكود» الذي يرأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى الصواريخ وقذائف الهاون التي تزايدت في المدة الأخيرة وتيرة اطلاقها من غزة على بلدات جنوبفلسطينالمحتلة. من جانبه قال نتنياهو خلال لقائه وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس في القدسالمحتلة انّ اسرائيل جاهزة بكل قوة لضرب الفصائل الفلسطينية في غزة والتي وصفها بالارهابية. وأضاف نتنياهو أن اسرائيل جاهزة لوقف الارهاب وستوقفه، ونحن نخوض صراع جميع أبناء الحضارة ضدّ هذا الشر وهذا الارهاب والهجمات المتعمّدة والمباشرة والقاسية ضدّ مواطنين أبرياء على حدّ تعبيره. وأشار نتنياهو إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصل به هاتفيا الليلة قبل الماضية خلال زيارته لروسيا وقدم تعازيه للعائلات التي أصيب أبناؤها في عملية القدس الاربعاء الماضي. ومن جانبه قال غيتس إنّ العلاقات الأمنية بين الولاياتالمتحدة واسرائيل لم تكن أبدا بحال أفضل مما هي عليه اليوم. لكن إذاعة الجيش الاسرائيلي نقلت عن مصادر رافقت نتنياهو في زيارته الى موسكو قولها إنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي ليس متحمّسا لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة. وأضافت الاذاعة أن الادارة الأمريكية تكيل المديح لنتنياهو على أدائه و«ضبط النفس النسبي في إدارة التصعيد» وفق تعبيرها. ونقلت الاذاعة عن نتنياهو قوله: «إذا اختارت حماس» تصعيد الوضع، فإن اسرائيل ستعرف كيف ترد، لكنه قال إنّ رد الفعل الاسرائيلي سيكون موزونا. «فرملة» أمريكية وفي هذا السياق قالت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس إنّ التقديرات في اسرائيل تشير الى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن تدعم اسرائيل في حرب جديدة أو عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة على غرار عملية الرصاص المصبوب، ولذلك فإنّ احدى الخطوات التي تبحثها القيادة الاسرائيلية هي العودة الى سياسة الاغتيالات. من جانبه حذر رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست شاؤول موفاز من أن كل يوم يمر دون عملية سياسية يشكل خطرا على حياة البشر ويحظر على الحكومة إهدار فرص سياسية. وزعم موفاز أن الفلسطينيين تجاوزوا خطا أحمر في الأيام الأخيرة، وعلى رئيس الوزراء أن يقرّر كيف سيوقف اطلاق الصواريخ.