طالب رئيس كيان الاحتلال الصهيوني شمعون بيريز القاضي الجنوب افريقي السابق ريتشارد غولدستون بالاعتذار لاسرائيل عما كتبه في تقريره حول عدوان «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة، وذلك بعد تراجع الأخير عمّا ورد في تقريره، فيما اعتبر نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» انه من المؤسف ان يخضع غولدستون للارهاب الصهيوني. ونقلت وكالة «سما» الاخبارية عن رئيس كيان الاحتلال زعمه «أن غولدستون تجاهل في تقريره السبب الرئيسي لعملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة وهو اطلاق آلاف القذائف الصاروخية على مدنيين اسرائيليين ابرياء» على حد قوله. دفاع عن النفس؟! وقال ان جيش الاحتلال قد تصرف من منطلق الدفاع عن النفس واجرى تحقيقات في طريقة اداء عملياته زاعما ان جيشه سيبقى في المستقبل ايضا من اكثر جيوش العالم التزاما بالأخلاقيات. ويذكر ان العدوان الاسرائيلي المعروف باسم «الرصاص المصبوب» اسفر عن استشهاد 1460 فلسطينيا وجرح ثمانية الاف اخرين في قطاع غزة. ومن جهتها، نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر في مكتب نتنياهو قولها ان تصريحات غولدستون التي اكد فيها ان اسرائيل لم ترتكب جرائم حرب بغزة ستساعد اسرائيل كثيرا في اي حرب قادمة على قطاع غزة في ظل توفر نفس الظروف التي سبقت الحرب الاخيرة من حيث اطلاق الصواريخ على جنوب الدولة. وقالت المصادر انه يجب استغلال تراجع غولدستون والتعاون معه في الوصول الى كل مكان في العالم ليعطي اسرائيل الشرعية التي تحتاجها والتي فقدتها سابقا لشن اي حرب قادمة في غزة او لبنان. وقال المحلل العسكري لقناة اسرائيلية انه يجب عدم مهاجمة غولدستون شخصيا الان ومطالبته بالاعتذار بل يجب العمل معه على تحسين صورة اسرائيل. ومن جهته دعا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الاممالمتحدة لابطال مفعول تقرير غولدستون والذي ادان اسرائيل بقتل المدنيين المتعمد في قطاع غزة ، وذلك بعد تراجع القاضي غولدستون بخجل عن تقريره. وقال القاضي ريتشارد غولدستون، انه يجب إعادة النظر بتقرير بعثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي رأسها للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية العام 2008 وبداية 2009، خصوصا الاتهامات التي وجهت لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتعمّد استهداف المدنيين. وزعم غولدستون في مقالة نشرها في صحيفة «واشنطن بوست» السبت الماضي انه يعرف الان عما حصل في الحرب على غزة في تلك الفترة، أكثر مما كان يعرف حين كان رئيسا للبعثة. الارهابي الصهيوني وعلى صعيد متصل، انتقد مسؤول فلسطيني أمس القاضي غولدستون بسبب تراجعه عن اتهاماته الحادة لإسرائيل، بشأن الحرب التي شنتها على قطاع غزة قبل عامين. وقال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، في تصريحات لراديو «راية إف إم»، إن غولدستون «يبدو أنه لم يستطع تحمل الإرهاب الذي مورس ضده، فاضطر أن يخضع للأسف الشديد». وأضاف شعث في تعقيب على المقال الذي كتبه غولدستون في صحيفة «واشنطن بوست» «شيء مؤسف أن شخصا محترما وذا مكانة مثله يخضع للإرهاب الإسرائيلي الذي مورس ضده منذ صدور التقرير وحتى الآن». وأشار إلى أنه «تمت مقاطعة الرجل في كل مكان وحظر عليه حضور تعميد أولاده، وحرم من الاستقبال في كل التجمعات الدينية السياسة والاجتماعية في الولاياتالمتحدة وأوروبا وجنوب إفريقيا، وبالتأكيد في إسرائيل التي لم يعد مرحبا به فيها منذ صدور التقرير». وتابع «يبدو أنه بعد ذلك كله كان عليه القبول بالحلول المريحة من أجل إنهاء العقوبات والإرهاب والحظر والحرمان الديني الذي فرض عليه». واكد شعث على أن غولدستون يتحدث عن الإجراءات التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية ما بعد الحرب «فهل هذا يلغي ما قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي والأوامر التي أصدرتها الحكومة الإسرائيلية أثناء الحرب؟».