حذّر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس من ان تؤدي أحداث البحرين الى اشعال حرب طائفية بالمنطقة بينما اعتبر الشيخ يوسف القرضاوي ان للأحداث الجارية في سوريا طابعا طائفيا حين قال ان الرئيس السوري بشار الأسد أمير لدى طائفته العلوية الشيعية. وفي مقابلة مع تلفزيون «بي.بي.سي» العربي لاحظ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس ان القضية في مصر وليبيا ليست طائفية مستدركا بقوله «ولكن في البحرين أصبحت (القضية) بين سنّة وشيعة». حرب طائفية وأضاف المالكي قوله: «إن دخول قوات من دول عربية مصنّفة سنية الى جانب الحكومة السنية في البحرين وضع الشيعة امام حالة وكأنها عملية حشد سني ضد الشيعة». وقال: لقد حذّرنا من تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين وقلنا إن هذه حالة خطيرة. رافضا اعتبار الموقف العراقي تدخلا في الشأن البحريني. وتابع: نقول ان البحرين يختلف عن غيره وهذا ليس تدخلا في الشؤون البحرينية والمنطقة قد تنجرّ الى حرب طائفية ونحن لا نريد للمنطقة ان تشتعل بها نيران التخندق الطائفي.. ودعا المالكي الى حل سريع للازمة في البحرين. وقال: هذه القضية ستكون اشبه بكرة الثلج كلما أهملتها كبرت. واصفا ربط الموقف العراقي المؤيد للمظاهرات في البحرين بالموقف الايراني ب «الشماعة التي يراد منها دائما القول إن هذا هو موقف إيران»... موقف القرضاوي من جهة أخرى رأى الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بُعدا طائفيا في أحداث سوريا الحالية. وقال القرضاوي امس الأول في خطبة الجمعة التي ألقاها في قطر ان «الرئيس الأسد يعامله الشعب على أنه سني وهو مثقف وشاب ويمكنه ان يعمل الكثير ولكن مشكلته انه أمير حاشيته وطائفته. في إشارة الى الطائفة العلوية الشيعية التي تسيطر بشكل واسع على مفاصل السلطة والقوى الأمنية في سوريا. وقبل ذلك كان القرضاوي اعتبر ان سوريا لا يمكن ان تكون بمنأى عن الثورات التي تهز العالم العربي حاليا قائلا إن كل الدول العربية معنية بالثورات. وكانت مصادر اعلامية عربية اتهمت أطرافا غير سورية بالمشاركة في قمع المتظاهرين وسمّت «عناصر ايرانية وأخرى لبنانية من حزب الله». وكان الشيخ القرضاوي أيد تدخل القوات البحرينية وقوات درع الجزيرة ضد المتظاهرين البحرينيين الذين اتهموا بتنفيذ أجندة إيرانية. بيان للهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية يحذرمن المساس بسوريا سوريا قاعدة الصمود ورافعة راية التحرير والحرية والعزة القومية والإسلامية والدرع الذي بقي للأمة يحمي مقاومتها حتى تحرير الأرض والإنسان العربيين في فلسطين. سوريا التي حاربت سنة 1973 وكانت في طريقها إلى تحرير الجولان بعد تحرير القنيطرة لولا أن السادات خذلها بل خذل مصر والأمة بكاملها لما توقف عن القتال وحول النصر العسكري في أكتوبر 73 إلى هزيمة سياسية وأعلن اعترافه بالعدو ضاربا عرض الحائط بالثوابت وبالحقوق العربية. سوريا التي حمى جيشها وشعبها وقادتها لبنان وشعبه ومقاومته الوطنية في وجه جرائم العدوان والتفتيت ووقفت إلى جانب رجال «حزب اللّه» البواسل تدعمهم بكافة أنواع الدعم والمساندة ليتحقق للبنان وللأمة نصران على عدونا الصهيوني خلقا معادلة جديدة في الصراع العربي الصهيوني، النصر الأول الذي تحقق في ماي سنة 2000 والذي أجبر جيش العدو الصهيوني على الانسحاب من لبنان وهو يجر أذيال الخيبة دون مفاوضات عبثية أو تنازلات مذلة، والنصر الثاني الذي تم في أوت سنة 2006 وشهد إلحاق الهزيمة بالجيش الصهيوني الذي كان يقال عنه في واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب الجيش الذي لا يهزم ولكنه هزم على أيدي رجال المقاومة الوطنية التي كانت تدعمها سوريا! سوريا التي تحتضن فصائل المقاومة الفلسطينية مثل حماس الجبهة الشعبية / القيادة العامة الجهاد الإسلامي وغيرها وصمدت في وجه الضغوط والتهديدات الاستعمارية الأمريكية والأوروبية التي طالبتها بالاعتراف بكيان العدو الصهيوني وبطرد المقاومة الفلسطينية من أراضيها. سوريا التي رفضت السلام الصيهوني المزعوم ودعمت المقاومة الوطنية والإسلامية في غزة ضد جريمة الرصاص المسكوب الذي ارتكبها الارهابيون الصهاينة ضد أطفال وشيوخ ونساء فلسطين في غزة هاشم وخرقت الحصار الذي ضربه الصهاينة وحسني مبارك عليها وسهلت المرور إلى غزة وتحملت المسؤولية المادية والسياسية رغم ضخامتها. سوريا التي تحتضن ملايين العراقيين وتدعم فصائل المقاومة الوطنية العراقية وتبذل جهودا جبارة لمنع تقسيم العراق وترفض المحاصصة الطائفية فيه وهو ما يكلفها الشيء الكثير ولكنها تتمسك بثوابتها العربية والإسلامية وتقدم كل تلك التضحيات غير عابئة بالتهديدات الامبريالية والصهيونية إذ المهم بالنسبة إليها مصلحة أمتها العربية حتى قبل مصلحتها القطرية.. سوريا تخصص ثلثي 2/3 ميزانيتها للمجهود الحربي والأمني ودعم المقاومة ولا يبق لمعيشة الشعب السوري وتطوره الاقتصادي والاجتماعي سوى ثلث 1/3 تلك الميزانية السنوية فهل نطلب من سوريا تغيير هذه المعادلة والتخلي عن واجباتها الوطنية والقومية وخاصة عن تحرير فلسطين والاستجابة بدل ذلك إلى الاملاءات الغربية فتعترف بإسرائيل وتقيم «السلام» معها فتحظى برضا أمريكا وأوروبا مما قد يعيد لها الجولان أو البعض منه بمثل ما استعادت مصر سيناء حتى دون سيادة عليها وتتحسن ربما أحوال الشعب السوري الاقتصادية والاجتماعية ولن يطالبها الغرب بالديمقراطية وحقوق الانسان! لكن إذا كانت الأمور على هذا النحو فلماذا لم تتحسن أحوال الشعب المصري رغم اعتراف السادات بالكيان الصهيوني وجنوحه للاستسلام لأمريكا ورغم تخلي مبارك عن فلسطين وتحالفه مع «إسرائيل» والتزامه بكل أوامر أمريكا التي غضت الطرف عن الديمقراطية في مصر وسكتت عن تزوير الانتخابات فيها وركزت في المقابل على مطالبة مبارك بالوقوف ضد المقاومة العربية وضد السودان وتهميش دور مصر العربي؟ لذلك فإن سوريا لصمودها في وجه الامبريالية والصهيونية وتمسكها بحقوق الأمة ولدعمها للمقاومة العربية في فلسطين ولبنان وفي العراق وخاصة لحرصها على عودة الانتفاضة ضد العدو الصهيوني الذي يحتل فلسطين ويبيد شعبها ويخرب القدس ويهدد بتدمير الأقصى مهددة بالعقاب ومطالبة بالانغلاق على نفسها والتوقف عن أداء مهامها العربية والإسلامية والتخلي عن فلسطين لصالح «الشرق الأوسط الجديد» المتأمرك والذي يتبوأ فيه الكيان الصهيوني القيادة والريادة وحماية المصالح العليا لأمريكا وللدول الأوروبية التي صنعت «إسرائيل»، ألم يقل مؤخرا «أذنار» رئيس وزراء إسبانيا السابق «إذا انهارت إسرائيل انهار الغرب كلّه»؟