اعتصم عشرات سواق سيارات الاجرة (التاكسي واللواج) أول أمس أمام مقر ولاية القيروان للمطالبة بحقهم في الحصول على رخص انتظرها بعضهم منذ عقود. وقد انطلق اعتصامهم منذ مساء الخميس الماضي واعتصموا أمام مقر الولاية. وذلك على اثر جلسة بين السلط الجهوية وممثلين نقابيين عن القطاع. وأكدوا أنهم تقدموا بشكايات متتالية الى السلط الجهوية والوزارة في العهد البائد قصد تمكينهم من الرخص دون جدوى. وذكروا انهم ذهبوا الى وزارة النقل منذ 8 سنوات ووعدتهم الوزارة بإسناد 100 رخصة الى ولاية القيروان وأنهم في قائمة الانتظار منذ 2003. وذكروا انهم توصلوا الى اتفاق مع السلط الجهوية لكن تمت عرقلته. ويأتي اعتصام السواق وهو الثاني من نوعه منذ ثورة 14 جانفي، اثر التدخل السلبي- حسب قولهم – لنقابة الأعراف لسواق الأجرة (لواج وتاكسي) التي رفضت حسب زعمهم مقترحا من والي الجهة بإسناد مجموعة من الرخص استجابة لطلبات اهل القطاع. وأوضح المعتصمون أن السلط الجهوية أبدت استعدادها للحوار معهم وايجاد حل لمشاكلهم لكن تم الاعتراض على المبادرة. وأعرب سواق الاجرة الذين اضربوا عن العمل (كأجراء) واعتصموا امام مقر الولاية للاحتجاج على ممارسات نقابة الأعراف لسواق الأجرة واعتبروا أنها عرقلت حصولهم على رخص اضافية.. وقالوا أنهم يأملون في ان يحصلوا على الرخص من النظام الجديد بعد الثورة، كما انتظروا ان تدافع النقابة عنهم لكن ما راعهم أن النقابة عارضت اسناد الرخص حسب زعمهم بدعوى ان القطاع لا يحتمل رخصا اضافية وذلك بعد ان استبشروا لإنشاء نقابة بعد سقوط الشعبة المهنية التي كبلتهم وأفسدت القطاع بإسناد الرخص لمن لا يستحق وعلمت «الشروق» من مسؤول بولاية القيروان أن والي القيروان المؤقت استدعى النقابة الى جلسة عملية مساء الخميس الماضي من اجل تعيين لجنة لإسناد بعض الرخص وذلك قصد تنظيم العملية لكن النقابة رفضت اسناد مزيد الرخص حسب ذات المسؤول. علما وان النقابة تدافع عن حقوق أصحاب الرخص والبطاقات المهنية او ما اصبح يطلق عليهم ب«الاعراف» بينما لم يتم ادراج السواق أي الاجراء في النقابة. 41 سنة انتظار! وقال المعتصمون ان عدد طالبي الرخص تضخم وينتظر معظمهم منذ اكثر من عقد ويتراوح انتظار بعضهم بين 12 و41 سنة قضوها كأجراء دون الحصول على رخص. وشددوا على مواصلة الاعتصام الى حين اطلاق الرخص. واقترحوا ان يتم توزيع الرخص حسب الاولوية وفق الاقدمية في المهنة وحسب اولوية السن الى جانب العوامل الاجتماعية. ويذكر ان سواق الأجرة ليست لديهم نقابة رغم عددهم الذي يقدر بالعشرات. وأعربوا عن رغبتهم في الانضواء تحت نقابة تدافع عن مطالبهم المهنية وبينوا ان وضعياتهم الاجتماعية صعبة وغير مستقرة ومنهم من ينتظر رخصة منذ 41 عاما. وينتظر تدخل السلط الجهوية من اجل ايجاد حلول توفيقية بين موقف النقابة ومطالب السواق المشروعة. حتى لا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي. علما وان مدينة القيروان شهدت توسعا عمرانيا وحركية اقتصادية ملحوظة...لكن ما يخشى على اصحاب السيارات الجديدة هو الحالة المتردية للطرقات والتي قد تضطرهم الى الاعتصام من اجل إصلاحها..بعد حصولهم على الرخص!