من باجة... الى زعفرافة والسمانة... الى سيرتا... عاصمة تونس الشمال الغربي ربوع الكاف... الى «دار الشنوفي» ذاك القصر الصغير الهادئ وسط الحقول الجميلة... كانت مرافقتنا للوفد الفرنسي الذي أدى زيارة لهذه المواقع هي زيارة عمل على رأسها «اريك بيسون» «Eric besson» وزير الطاقة والاقتصاد الرقمي وسفير فرنسابتونس... وعددا من رجال الاختصاص. ويعتبر «اريك بيسون» خامس وزير فرنسي يزور تونس ابان الثورة التونسية والأول الذي يزور مناطق باجةوالكاف. وتأتي هذه الزيارة الميدانية في اطار الشراكة لميدان الطاقة المتجددة ودعم فرنسا للمشروع التونسي لتوسيع شبكة الغاز الى مسافة تمتد الى 2200 كلم... تمر من الشمال الى الوسط ومنها الى الجنوب التونسي. 832 مليون دينار ويبلغ الدعم الفرنسي لشبكة توزيع الغاز بما قدره بالعملة الصعبة ب150 مليون أورو بحسب ما أعلن عنه الوزير الفرنسي وما جاء في تقديم السيد محمد عمار مدير التوزيع بالادارة المركزية لشركة الكهرباء والغاز (الستاغ) اثر جلسة عمل جمعتهما رفقة باقي الخبراء بمقر (الستاغ) بباجة حيث قدمت الشركة تفاصيل هذا المشروع العام التي تنتهي أشغالها في 2016 بعد ان تكون مرت بمدن وولايات الشمال وبنزرت ومنها الى باجة وجندوبة والدهماني وتاجروين وفريانة والقصرين وقفصة وقابس وجرجيس وجربة وبذلك تكون تكلفة المشروع كاملا حوالي 832 مليون دينار تونسي. التنمية الجهوية ... الوفد الفرنسي أدى في زيارته أيضا جولة عبر ربوع ولاية الكاف وتحديدا بمنطقة زعفرانة حيث توجد احدى المزارع المتخصصة في تربية الابقار هي مشروع لشاب في الخامسة والثلاثين من العمر يدعى صحبي بربوش... والذي انطلق في مشروعه منذ 1996 مزرعة هامة تخضع بدورها لمواكبة التطور في التعامل مع المجال الفلاحي للمنطقة بتجهيزات حديثة... لعل أبرزها المختصة في حلب الأبقار ودراسة الحالة الصحية لكل بقرة رقميا. CIRTA العظيمة من زعفرانة وعبر المناطق الخضراء الشاسعة الممتدة الى الأفق البعيد حل ركب الوفد بمنطقة (السمانة) من (سيرتا) العظيمة أو الكاف حاليا الى قصر صغير اختار له صاحبه أن يحوله الى اقامة صغيرة لسياحة مميزة هي السياحة الثقافية والحضارية... هذا القصر هو ما يطلق عليه «دار الشنوفي» نسبة الى لقب صاحبه تقول عنه السيدة روضة الشنوفي أن زوجها المحامي أصيل الكاف... قرر العودة قبل عام الى مسقط رأسه لبعث هذا المشروع الصغير حتى يكون من بين النقاط المضيئة لسيرتا الثرية بالتاريخ... وحول سؤال «الشروق» عن هذه الجنة الصغيرة التي يحاذيها مسبح سياحي وسط مساحة شاسعة خضراء أجابت السيدة روضة مقدمة هذا البيت الصغير على أمل أن تتحول الكاف الى منطقة سياحية فعلية من خلال بعث مشاريع على أرض الواقع... بامكانها أن تفتح سوق الشغل في جهة... وتمنح السائح الباحث عن التاريخ... فضاء أرحب لممارسة هذه الهواية وخاصة منها السياحة الثقافية التي تستهوي الكثرين وتضيف السيدة روضة انها استقبلت بعد الثورة وفدا من الجيل الثالث من الأوروبيين داخل نزلها الصغير «دار الشنوفي» حيث قاموا بزيارة الى المناطق السياحية وسط اجواء هادئة... تعتبرها فرصة لاسترجاع تونس للسياحة وللسياح. الوفد الفرنسي انبهر بربوع الكاف واستمع الى مواطنين وعدد من اطارات الجهة الذين قدموا هوية «سيرتا» ورغبتهم الجامحة في اخراجها من بؤرة التهميش الى النور كمنطقة غنية ولها أرضية خصبة لبعث مشاريع حيوية على المستويين الفلاحي والسياحي. وأكد الوزير الفرنسي أنه يتابع خارطة الطريق التي أعلن عنها الوزير الأول التونسي والتي من بين أولوياتها التنمية الجهوية واثر الزيارة الميدانية التي استمرت يوما كاملا عقد الوزير ندوة صحفية أعلن من خلالها أن الحكومة الفرنسية كانت شريكا فاعلا مع الحكومة التونسية السابقة وانها ستبقى كذلك لأن الشركة الحقيقة هي مع الدولة وليس مع الأشخاص. زيارة ربوع الكاف أو «سيرتا» ابان الثورة... تفتح أبوابها للمستقبل لتكون مشروعا لمنطقة سياحية ثقافية لها أهميتها الكبرى.