قال خبير عسكري غربي إن الضربات التي تستهدف نظام العقيد الليبي معمر القذافي أضعفت أركانه وقواته. لكنه رجح ألا تحسم تلك الضربات بسرعة عملية «فجر أوديسا» التي يشنها منذ أيام تحالف دولي. وقال جيفري وايت المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه لولا التدخل الدولي لربما انتهت الحرب التي يشنها نظام القذافي على الثوار بنتيجة سيئة، خاصة بعدما تمكنت قواته من عزل أجدابيا وهاجمت بنغازي. بينما كانت تهاجم معاقل الثوار في مدن بالغرب مثل مصراتة والزنتان والزاوية ونالوت. وأضاف أن عملية «فجر أوديسا» التي بدأت مساء السبت الماضي جاءت في الوقت المناسب إذ منعت قوات القذافي من تحقيق ما كانت تصبو إليه. ولاحظ الخبير العسكري أن الضربات الجوية والصاروخية استهدفت تعطيل الدفاعات الجوية لنظام القذافي, وضرب قواعده الجوية الهامة كي لا يستخدمها في عمليات جوية مختلفة تشمل مهمات استطلاع ونقل وعمليات هجومية. كما أنها استهدفت مراكز القيادة والسيطرة التي من خلالها يستمر القذافي في إدارة المعركة, وتوجيه ضربات لقواته المدرعة والمدفعية لمنعها من تهديد المدن مثلما حصل على مشارف بنغازي وأجدابيا ومصراتة. وأشار وايت إلى أن تلك الضربات مضافا إليها حظر الطيران فوق شمال ليبيا حققت جملة من المزايا، بما فيها ضرب القدرة الجوية لنظام القذافي, ووفرت دعما نفسيا للثوار, وفي نفس الوقت ضربة نفسية للنظام. ويعتقد الخبير العسكري والأمني أن ضرب كتائب القذافي وآلياتها في المنطقة الشرقية, واستمرار استهداف مراكز السيطرة والتحكم سيضعف أكثر قدرة النظام على تخطيط وتنسيق عملياته العسكرية خاصة في الشرق, لكنه لن يوقفها بسرعة. وحسب «وايت», فإن قدرة النظام على نقل القوات والإمدادات عبر مسافات طويلة لا تزال قائمة, بل تمكن من تنفيذ إستراتيجية مضادة ناجحة إلى حد كبير ضد الثوار. وقال إن ذلك يفترض استهداف القيادة العليا بوصفها هدفا مشروعا، وهو ما لم يحصل بعد. وأوضح أن العمليات التي شنها التحالف وأفضت إلى إضعاف قدرة النظام لم تتح بعد للثوار إعادة بناء قدرتهم الهجومية بسبب افتقارهم للتسليح والتدريب والتخطيط، في حين أنهم مطالبون باستعادة ما فقدوه من أراض, زيادة على المسافة الكبيرة التي تفصلهم الآن عن طرابلس.