غاب منتخب ال «شان» مساء أمس في سلطنة عمان ووقفنا على وجه مخجل للمنتخب الوطني في مباراته الودية مع نظيره العماني. المردود خلال الشوط الأول كان رديئا جدا وبعيدا عن المستوى الحقيقي للكرة التونسية وحتى الاستفاقة خلال الفترة الثانية فإنها لم تكن كافية لأن النجاعة كانت غائبة عن الخط الأمامي رغم التغييرات التي قام بها الاطار الفني. شوط عشوائي حلول هجومية منعدمة.. مشاكل كبرى في وسط الميدان بالنظر إلى تواضع مردود لاعبي الارتكاز وأخطاء فادحة في محور الدفاع.. هذه أبرز الملاحظات التي أمكن الخروج بها في نهاية الشوط الذي شهد تفوقا واضحا للمنتخب العماني هجوما ودفاعيا. مردود المنتخب الوطني كان عشوائيا جدا حيث غابت الهجمة المرتكزة وحتى الفرص التي أتيحت لبن خلف اللّه والعلاقي كانت عبر امدادات طويلة في عمق الدفاع العماني. المنتخب المضيف كان أفضل خلال هذه الفترة والدليل توصله إلى افتتاح النتيجة منذ الدقيقة الثامنة عن طريق ضربة جزاء وهمية أعلن عنها الحكم السعودي جلال الغامدي بعد تدخل من سيف اللّه حسني. أحمد كانو تقدم وسجل الهدف الأول وانتظرنا بعدها ردة فعل قوية من لاعبي المنتخب لكن العكس هو الذي حصل فالمبادرة ظلت لفائدة العمانيين الذين استفادوا من سرعة المهاجم الممتاز عماد الحوسني والتوزيعات العرضية لأحمد حديد وكان بإمكان المنتخب العماني إضافة أكثر من هدف (دق 29 و31) عن طريق بشير والحوسني اللذين استغلا على الوجه الأكمل الضعف الكبير في محور الدفاع التونسي. ورغم السيطرة العمانية الواضحة فإن المنتخب كان قادرا على التعديل عن طريق الشرميطي والعلاقي اللذين لم يستغلا على الوجه الأكمل امدادا رأسيا من عادل الشاذلي كما أضاع بن خلف اللّه فرصة سهلة جدا في الدقيقة 42 رغم وجوده في موقع مناسب جدا للتهديف أما أبرز فرصة فأتيحت للعلاقي الذي انفرد بالحارس الحبسي (دق 45 + 1) وأهدر هدفا محققا. مردود المنتخب كان إذن ضعيفا جدا في هذا الشوط ومن كل النواحي. استفاقة ولكن تفطن المدرب سامي الطرابلسي إلى الصعوبات الكبيرة التي عانى منها المنتخب طيلة ال 45 دقيقة الأولى خصوصا في الجانب الهجومي فقام بإقحام الدراجي والشهودي منذ انطلاق الشوط الثاني ليشهد مردود المنتخب تحسنا واضحا في الأداء الجماعي ولم تكد تمضي سوى 17 دقيقة حتى جاء هدف التعديل بعد توغل في ظهر الدفاع من الدراجي الذي سدّد وتصدى الحارس الحبسي لكرته التي وصلت إلى العلاقي فأسكنها الشباك (دق 62). تشكيلة المنتخب شهدت أيضا تغييرا إضافيا بإقحام عمار الجمل على الجهة اليسرى مكان حاتم البجاوي وكان مردود لاعب يونغ بويز ممتازا حيث وفر حلاّ إضافيا من الناحية الهجومية لكن الاشكال الكبير ظل مرتبطا بالدفاع نظرا لغياب الانسجام بين كريم حقي وسيف اللّه حسني وبطء المدافعين ككل وقد سهل ذلك مهمة المنتخب العماني الذي استغل لاعبوه سرعتهم للتسرب وتشكيل خطر كبير على مرمى الجريدي وخصوصا في الدقيقة 54 التي نجح خلالها حارس المنتخب من فسخ هدف محقق بعد ركنية من بشير وتسديدة رأسية من الحوسني. المنتخب العماني الذي تراجع مردوده بشكل كبير خلال العشرين دقيقة الأخيرة من اللقاء ترك مساحات كبيرة لكن اللمسة الأخيرة ظلت الحلقة المفقودة في هجوم المنتخب الذي ضغط بقوة دون نتيجة تذكر في المقابل استفاد المنتخب العماني من هدية ثانية قدمها له الحكم الغامدي لما أعلن عن ضربة جزاء مشكوك في صحتها في الدقيقة 84 بعد احتكاك في منطقة 18 مترا بين كريم حقي وحسن ربيع وكالعادة تقدم أحمد كانو للتنفيذ ونجح في مغالطة رامي الجريدي. بقية الدقائق شهدت نرفزة واضحة من زملاء الدراجي وخرج المرافق منصف الخويني بورقة حمراء والمنتخب بهزيمة مخجلة جدا أمام منافس يحتل المرتبة 110 عالميا. خلاصة القول بعد 90 دقيقة مردود المحترفين كان خارج الموضوع تماما (باستثناء الجمل)... فنيا الفائدة الوحيدة التي حصلت هي التأكد من أهمية التعويل على اللاعبين المحليين ومنحهم فرصة أكبر فبعض المحترفين أصبح وجودهم في المنتخب لمجرد تسجيل الحضور لا غير، فنيا كذلك لا بدّ من البحث عن منافس في المستوى المطلوب لأن المنتخب العماني وان فاز فإنه لا يبقى مقياسا حقيقيا يمكن من التعرف على النقائص وإصلاحها.