انتهت مواجهة المنتخبين التونسي والعماني الدولية الودية مساء أمس في مسقط بانتصار الفريق الخليجي الذي كان أفضل من أبنائنا على جميع الواجهات ويجب أن يدخل أداء نسور قرطاج في هذه المقابلة الأولى لسامي الطرابلسي كمدرب للمنتخب الأول سريعا طي النسيان وتبقى الغنيمة المادية (حوالي 70 ألف دولار مقدمة لجامعتنا من الاتحاد العماني) من خوض هذه المقابلة الودية التي أسالت كثيرا من الحبر بسبب موعد إجرائها العزاء الوحيد الذي قد ينسي أنصار المنتخب الأداء المحتشم والهزيمة. هذه المباراة كانت الظهور الأول للمنتخب العماني بعد خروجه من "خليجي 20 " باليمن من الدور الأول للبطولة التي ذهب إليها وهو بطل للنسخة الأخيرة من البطولة الخليجية مع التأكيد على أن هذه المباراة تأخرت كثيرا بالنسبة للعمانيين بعد أن فشلوا في إيجاد المدرب الذي سيعقب الفرنسي كلود لوروا الذي أقيل من منصبه وتابع مقابلة أمس في الملعب فاستعانوا بالجهاز الفني للمنتخب الأولمبي بقيادة حمد العزاني على الرغم من توقيعه لعقد تدريب المنتخب الأولمبي لمدة عامين . بينما تحول المنتخب التونسي إلى مسقط بمعنويات جيدة خاصة بالنسبة لإطاره الفني وأغلب لاعبيه بفضل الفوز بكاس إفريقيا للمحليين في السودان ورغم العديد من الغيابات بسبب الإشكال الخاص بلاعبي النادي الإفريقي وإصابة الحارس الأساسي المثلوثي فان الحصتين التدريبيتين التين أجراهما منتخبنا في ملعب السيب بالعاصمة العمانية كانتا كافيتين للدخول في "الموضوع " العماني خاصة مع الحضور اللافت لأبناء الجالية التونسية الكبيرة في عمان لمساندة نسور قرطاج. سامي الطرابلسي بدأ بتشكيلة هجومية قادها الثنائي الشرميطي والعلاقي في مقدمة الهجوم بينما تكفل الثنائي الشاذلي و بن خلف الله بمساندتهما فيما كان القربي وتراوي ثنائي العادة في التغطية الدفاعية في وسط الميدان,أما الدفاع فلعب فيه القائد العائد حقي و مدافع البقلاوة سيف الله حسني في المحور بينما تكفل شادي الهمامي وحاتم البجاوي بتأمين التغطية والمساندة الهجومية في الرواقين الأيمن والأيسر,أما حراسة المرمى فأمنها رامي الجريدي لأول مرة كأساسي مع النسور. وبدأ المنتخبان حوارهما مباشرة دون مقدمات و أهدر العلاقي هدفا سهلا دق 5 بعد تمريرة ممتازة من خلف الله وضعته وجها لوجه مع حارس ويغان الانقليزي والمنتخب العماني علي الحبسي الذي صد كرة مهاجم ماينز الألماني ببراعة. وكان رد العمانيين سريعا اثر توغل استخدم فيه الحوسني مهاراته الفنية وأجبر حسني على ارتكاب المخالفة التي أعلنها الحكم السعودي خليل جلال الغامدي ضربة جزاء دق 9 نفذها أحمد مبارك الشهير بكانو بنجاح محرزا الهدف الأول في المقابلة. وكاد العجمي يضاعف النتيجة دق 15 اثر توزيعة دقيقة من قائد المنتخب العماني بشير تلقاها برأسية كان لها الجريدي بالمرصاد. ووجد زملاء خلف الله صعوبة كبيرة بعد الهدف العماني في احتواء حماس منافسيهم بشن هجومات معاكسة لم تكن مركزة والحصول على بعض المخالفات سيئة التنفيذ التي لم تزعج الحارس والدفاع العماني. وأضاع الثنائي بشير والحوسني فرصتين حقيقيتين لمضاعفة النتيجة دق 28 و30 عند انفرادهما بالجريدي تصدى هذا الأخير للأولى ومرت الكرة في الثانية جانب القائم. وأخطأ حسني مرمى عمان دق 45 براسية مباغتة اثر مخالفة نفذها القربي ولكن الكرة مرت فوق العارضة بقليل.بينما أضاع العلاقي كرة التعادل في الوقت البديل بطريقة غريبة رغم انفراده بالحارس ولكنه سدد جانب القائم. وانتهى الشوط الأول دون أن يقدم فيه المنتخب التونسي شيئا يذكر إلا الكثير من العصبية الزائدة والنرفزة المجانية لا معنى ولا مبرر لها وحصد منها 5 ورقات صفراء وأفلت الشاذلي من إقصاء مستحق ولا يمكن تفسير هذا الانفلات الانضباطي إلا بما واجهه من مهارات فنية عالية وتفوق واضح للعمانيين. وبدأ الطرابلسي الشوط الثاني بإقحام الدراجي والشهودي مكاني بن خلف الله والشرميطي في محاولة لإعطاء نفس هجومي جديد لأداء المنتخب التونسي الذي كان سيئا جدا في الشوط الأول. ومحا الجريدي هدفا لا جدال فيه دق 54 اثر ركنية استقبلها الحوسني برأسية قوية وموجهة وصدها الحارس التونسي ببراعة. وانفرد بشير دق58 بالجريدي وكان قريبا جدا من الهدف الثاني ولكن تدخل حسني في اللحظة الأخيرة أنقذ مرمانا من مضاعفة النتيجة. واستغل المنتخب التونسي دق 63 خطأ عمانيا في التغطية الدفاعية على الدراجي الذي أفلت من رقابة مدافعين وسدد كرة تلقاها العلاقي الذي سجل هدف التعادل بكل يسر مترجما أفضلية طفيفة لنسور قرطاج في الشوط الثاني وهو هدف قوبل بفرحة عارمة من حوالي 600 تونسي تابعوا المقابلة في ملعب السيب في مسقط. وأجرى الطرابلسي تغييرين آخرين في الشوط الثاني بدخول الجمل وجمعة مكاني البجاوي والشاذلي. وضاع الهدف الثاني على حقي اثر مخالفة نفذها القربي دق 76 ولكن تسديدة قائد المنتخب التونسي الرأسية مرت جانب القائم بقليل. وحصل المنتخب العماني على ضربة جزاء ثانية دق 85 قاسية جدا اثر مكاتفة عادية بين حقي وربيع نفذها كانو مرة أخرى بنجاح محققا هدف الانتصار,وهي ضربة جزاء أثارت غضبا شديدا من بنك احتياط المنتخب التونسي أدى إلى إقصاء الحكم السعودي لوديع الجريء العضو الجامعي المشرف على المنتخب من الملعب. وانتهى اللقاء بانتصار للمنتخب العماني مستحق بالنظر إلى مردوده الجيد في المقابلة عموما وفي الشوط الأول خصوصا في مواجهة منتخب تونسي لاح مفكك الأوصال فاقدا تماما للانسجام.