أكد الرئيس السوري بشار الاسد أن بلاده تتعرض لمؤامرة لإحداث صراع طائفي داعيا الى ضرورة وأد الفتنة، لكنه أقرّ بمشروعية مطالب السوريين الذين خرجوا للتظاهر ضد حكمه وقال إن الاصلاح ضروري لكنه يتطلب وقتا لأن التسرّع لن يفيد. وفي أول خطاب منذ اندلاع الاحتجاجات في جنوب سوريا قبل أسبوعين قال الاسد ان «سوريا تتعرض لمؤامرة كبيرة تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية». متآمرون وأضاف الاسد في جلسة أمام البرلمان أن مدبري المؤامرة «خلطوا بين ثلاثة عناصر: «الفتنة والاصلاح والحاجات اليومية» معترفا بأن «معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تُلبّ». وتابع الاسد «أعداؤنا يعملون كل يوم بشكل منظّم وعلمي من أجل ضرب استقرار سوريا» لكنه شدد على أنه لا يقول إن «كل من خرج متآمر، فالمتآمرون قلّة». واتهم الرئيس السوري من وصفهم ب«الأعداء» باستهداف سوريا، واعتبر أنهم «أذكياء في اختيار الأساليب» مقابل «غبائهم في اختيار الوطن والشعب». وقال إن «الشعب السوري شعب مسالم ولكن اذا فُرضت علينا المعركة اليوم فأهلا وسهلا بها». وأكد الاسد أن البقاء بلا اصلاح «مدمر لكنه حذّر من ان الضغط للتسرع فيه سيكون على حساب النوعية». وتابع الأسد خلال الخطاب الذي قاطعه العديد من النواب بترديد الشعارات المؤيدة له أو إلقاء قصائد شعرية تمدحه، قائلا «لا مكان لمن يقف في الوسط ازاء هذه المؤامرة، مضيفا «يعلم كل أعدائنا بشكل منظم لضرب الاستقرار في سوريا وتزايد الدور السوري بمبادئه يُقلق الاعداء» مؤكدا «ان سوريا تعرّضت لامتحان وفي كل مرة تزداد منعة». وأعرب الرئيس السوري عن أسفه للأحداث التي مرت بها سوريا وضحايا هذه الاحداث، مؤكدا ان هذه التحولات التي تحدث في المنطقة «ستترك تداعياتها وسوريا ليست بمعزل عن هذه الاحداث، لكن مع ذلك حصل ما يعزز وجهة النظر السورية بشأن الحالة الشعبية العربية التي كانت مهمّشة لعقود الآن عادت الى قلب الأحداث في منطقتنا». اتهامات وأكب الاسد في كلمته ان الفتنة في سوريا بدأت قبل أسابيع بتحريض عبر الفضائيات، ففي بعض الفضائيات أعلنوا عن تخريب أماكن قبل تخريبها بساعات». وقال الرئيس السوري: «عندما كشف الشعب السوري بوعيه الشعبي والوطني المؤامرة أصبحت الأمور سهلة وكان الرد من قبل المواطنين أكثر من الدولة وعادت الوحدة الوطنية سريعا». واعتبر ان ما يحدث في سوريا يأتي في اطار سلسلة من الخطوات تهدف الخطوة الاخيرة منها الى تفتيت سوريا حتى تزول آخر عقبة أمام اسرائيل». وأضاف الأسد : «بدأوا بالتحريض بالفضائيات والأنترنات ثم موضوع التزوير، تزوير المعلومات والصورة وكل شيء، وبعدها أخذوا محورا آخر وهو المحور الطائفي وتحريض الطوائف على بعضها البعض، ولتعزيز ذلك أرسلوا ملثّمين ليدفعوا الناس الى الخروج الى الشارع تحسبا لهجوم الآخرين، ثم دخلوا بالسلاح وقتلوا الاشخاص». وعن سبب بدء الاحتجاجات من درعا في أقصى الجنوب السوري قال الاسد «البعض يقول درعا لأنها حدودية وأنا أقول اذا كانت حدودية فهي في قلب كل سوريا، وإن لم تكن في وسط سوريا فهي في قلب سوريا والوفاء للسوريين وهذا تاريخها وهي النسق الاول في مواجهة اسرائيل والدفاع عن الوطن». ولكن رغم خطاب الاسد الذي رأى بعض المراقبين أنه لا يحمل اي مؤشرات للإصلاح تواصلت الاحتجاجات في اللاذقية حيث خرج المئات احتجاجا على الخطاب «الذي لم يقل فيه الاسد شيئا» حسب تعبيرهم. وأطلقت الشرطة النار على المحتجين، وتحدثت مصادر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.