يتحول الاجهاض لدى بعض التونسيات الى شرّ لا بدّ منه في بعض الأحيان للتخلص من رواسب علاقات جنسية غير منظمة وحتى أمام هذا «الشرّ» يوفر الطب طرقا مختلفة من الاجهاض فمنها الاجهاض الجراحي ومنها الاجهاض الدوائي. الاجهاض الدوائي هو طريقة لإيقاف الحمل باستعمال حبوب تتناول عن طريق الفم ولا يتطلب تخديرا ولا جراحة وفي أحدث الدراسات التي قام بها قسم الصحة الانجابية بمصحة فرحات حشاد بسوسة تؤكد أن عدد حالات الاجهاض بلغت حوالي 1812 حالة 56 منها تمت بطريقة الاجهاض الجراحي (أي حوالي 1050 حالة) و42 من حالات الاجهاض بالاجهاض الدوائي. ويوضح الدكتور الحبيب السعيدي أستاذ كلية الطب بسوسة والمشرف على هذه الدراسة سبب تفضيل الاجهاض الدوائي لدى الكثير من النساء والذي بلغ 762 حالة أي بنسبة 42 ليؤكد أن هذه الطريقة من الاجهاض نسبة فشلها محدودة لا تتجاوز 4.5 (وهي من أحسن النسب في العالم) فمن جملة 762 حالة لم تسجل سوى 7 حالات تعرضن لمضاعفات النزيف الدموي أي بنسبة ضعيفة تستقر في حدود 0.9. من ناحية أخرى فإن مضاعفات الاجهاض الدوائي (العقم، أوجاع في الرّحم، حمل خارج الرّحم) محدودة إذا ما قورنت بمضاعفات الاجهاض الجراحي فمن نزيف الى ثقب في الرحم الى مضاعفات في الامعاء اضافة الى ما ينتج عن البنج في العملية الجراحية من مضاعفات خطيرة تصل في بعض الأحيان الى الموت. **الطريقة المفضلة في نابل بعيدا عن سوسة وفي مركز الصحة الانجابية بنابل بلغ عدد عمليات الاجهاض في الفترة الممتدة من 16 أكتوبر 2002 الى 31 جويلية 2004 حوالي 1596 حالة وتشير الدكتورة ضُحى حلاّب أن 56 من هذه الحالات وهو ما يساوي 894 حالة تمت عن طريق الاجهاض الدوائي لتخلص الى القول أن نسبة كهذه تبين أن طريقة الاجهاض الدوائي مفضلة ومقبولة أكثر من الاجهاض الجراحي لا لأنها أقل مضاعفات علاجية فحسب وإنما أيضا تضمن أكثر أسرار المرأة أو الفتاة لأن العلاقة ثنائية بين طبيب والمريضة بينما في الاجهاض الجراحي يوجد طاقم طبي كامل. **للعازبات نصيب عمليات الاجهاض الدوائي ليست حكرا على المتزوجات بل حتى الفتيات العازبات لهن نصيب فيها إذ تؤكد مصادر من قسم الصحة الانجابية بمصحة فرحات حشاد أنه من ضمن 762 حالة اجهاض دوائي يوجد حوالي الرّبع حالات اجهاض لغير متزوجات (عازبات)، أما في نابل فإن طلبات الاجهاض الدوائي للعازبات تصل الى حدود 12.5 من جملة 894 حالة اجهاض دوائي. والأكيد أن هذه النسب المرتفعة لعمليات الاجهاض الدوائي التي تقدم عليها العازبات لا تعبر عن حقيقة النسبة الجملية التي بالأكيد ترتفع أكثر خاصة في ظل تفضيلهن الاستنجاد بالمصحات الخاصة وهو ما يصعّب من تحديد عددهن بصفة محددة. يذكر أن طريقة الاجهاض الدوائي تتم تحت اشراف طبي بعد القيام بالفحوصات اللازمة والكشف بالصدى للتأكد من أن الحمل داخل الرحم وليس خارجه وللتأكد من أنه لم يتجاوز المدة القصوى أي 8 أسابيع من الحمل. يذكر أيضا أن الاجهاض الدوائي يتمّ باستعمال نوعين من الحبوب تؤخذ كالآتي: حبّة واحدة من نوع «الميفيجين» تتناولها المرأة في المصحة تحت المراقبة الطبية. حبّتين اثنتين من نوع «سيتوتاك» تتناولها المرأة بعد يومين (48 ساعة). * ر ب ------------------------------------------------------------- **الاجهاض الدوائي * هل يتطلب الاجهاض الدوائي مراقبة طبية؟ يجب على المرأة أن تقوم بعيادة المراقبة بعد 15 يوما من حصول الإجهاض. * متى يجب القيام بفحوص استعجالية؟ عند حدوث نزيف قوي يتواصل أكثر من 12 ساعة أو يتطلب استعمال 4 حفاظات نسائية على الأقل خلال ساعتين. * أين يمكن اجراء عيادة ستعجالية للمرأة؟ يمكن للمرأة التوجه إلى : * ا لمصحة التي قامت فيها بالعيادة والتي تناولت فيها الحبة الأولى (أيام العمل من الثامنة صباحا الى الواحدة بعد الظهر ماعدا الأحد). * المستشفى الذي وجهت إليه عند العيادة الأولى مصحوبة بورقة التوجيه. ----------------------------------------------------------- **ما هو مفعول الحبة الأولى من نوع «ميفيجين»؟ يقتصر مفعول هذه الحبة على إيقاف نمو الحمل، ويمكن للمرأة في أغلب الأحيان مواصلة نشاطها العادي في البيت أو في العمل. ماذا يحدث للمرأة بعد تناول الحبة الأولى؟ في أغلب الحالات لا تشعر المرأة بأية مضاعفات، ولكن في بعض الحالات النادرة يمكن أن تشعر بخروج البويضة الملقحة مصحوبة ببعض الدم. في هذه الحالة يمكن للمرأة إما: * التوجه الى أقرب مصحة للتأكد من حصول الإجهاض. * أو مواصلةعملية الإجهاض الدوائي وذلك بتناول الحبتين الثانية والثالثة. متى تتناول المرأة الحبتين الثانية والثالثة؟ يجب تناول الحبتين الثانية والثالثة معا وفي نفس الوقت وذلك بعد 48 ساعة من تناول الحبة الأولى. ويسبب ذلك حدوث تقلصات في الرحم ينتج عنها تحريك البويضة من مكانها ثم دفعها الى خارج الرحم. ماذا يجب على المرأة أن تفعل؟ يجب على المرأة : * التوقف عن القيام بالأنشطة المعتادة. * عدم الركون إلى الفراش. * المشي في الغرفة ذهابا وإيابا لتسهيل إخراج البويضة الملقحة.