بتطور عدد السكان تزداد الحاجة إلى رعاية صحية أكبر وتوفر مستشفى جهوي به أهم الاختصاصات الطبية ومخابر ذات جودة عالية. وهذا ما تفتقده مدينة تاجروين. فالمستشفى المحلي أصبح غير قادر على تلبية حاجيات السكان كما أن الضرورة أصبحت تقتضي تقريب الخدمات الصحية من المواطن أين ما كان خاصة طب الاختصاص رغم ما يبذله الإطار الطبي وشبه الطبي العامل بالمستشفى المحلي من مجهودات إضافية حتى تكون الخدمات الصحية على أحسن ما يرام. ففي مدخل المدينة يظهر المستشفى المحلي شاسعا ومظهره الخارجي يبدو لائقا وعند الولوج إلى الداخل وتحديدا إلى قسم العيادات الخارجية فرغم كثرة العيادات اليومية فالتنظيم يمكن اعتباره جيدا إلا أن الإشكال يبدو أمام عيادات الأطباء فهي متلاصقة وبجانب بعضها إضافة إلى قسم الأمراض المزمنة وكل هذا في مساحة ضيقة لا تتسع للأعداد الكبيرة للمرضى. وعند الدخول إلى القسم الاستعجالي فأول ما تعترضك تلك الحفر المنتشرة في كل مكان انطلاقا من الباب الرئيسي والمياه الراكدة كلما أمطرت. وفي هذا القسم يوجد مكتب التخطيط على القلب ولكن الآلة الطبية الموجودة لا تستجيب للمواصفات المطلوبة والتي تتطلب الدقة ومن النوادر ما رواه لنا أحد المرضى لما حمل تخطيطا للقلب من المستشفى إلى أحد الاختصاصيين الخواص بالعاصمة حيث سأله هذا الأخير هل أن هذا التخطيط وقع اجراؤه باليد أم بالجهاز الطبي؟ وغير بعيد عن هذا القسم يوجد قسم طب الأطفال ولكنه بقي مغلقا لعدم تعيين اختصاصي في هذا المجال فحتى قسم الولادات الموجود ليست به التجهيزات الكافية مما يضطر القابلات إلى إرسال النساء الحوامل إلى المستشفى الجهوي بالكاف للقيام بالكشوفات اللازمة أو للولادة وفي أغلب الأحيان تضطر هؤلاء إلى الذهاب إلى أحد الخواص تجنبا للمواعيد وكثرة المصاريف. المطلب الملح الذي يدعو إليه السكان اليوم هو تحويل المستشفى المحلي إلى جهوي وبالتالي إحداث بعض الاختصاصات الطبية وإعادة تجهيز المستشفى بتجهيزات حديثة لأنه مهما اجتهد الإطار الطبي وشبه الطبي فلن يتمكن من العمل في راحة تامة في غياب التجهيزات الضرورية وإن تحقق هذا فبإمكان المستشفى أن يستقبل المرضى من المستشفيات المجاورة ويجنبهم عناء التنقل إلى المستشفى الجهوي بالكاف والمصاريف الزائدة التي يتكبدونها من جراء المواعيد المتكررة والمتباعدة حتى أنه في بعض الأحيان تتدهور حالة المريض أو يتوفى والتحاليل الطبية لم تحضر نتائجها.