عن دار المهى للنشر صدرت للأديب محمد بوعمود مجموعته الأدبية الخامسة باللغة الفرنسية في طبعة أنيقة تتصدرها صورة الشهيد محمد البوعزيزي قدم الكاتب من خلالها جردا شاملا لمدينة سيدي بوزيد من كل النواحي الاقتصادية منها والاجتماعية مع مقارنتها بمختلف الولايات الأخرى ليتضح ان هذه الولاية تقبع فعلا في القاع من كل النواحي وان أهاليها يعانون الأمرين وحادثة البوعزيزي مثال عن المآسي الحياتية المعيشة بسيدي بوزيد وأنت تتجول في شوارع المدينة يتراءى لك بعض الكهول وهم بصدد احتساء أشياء مختلفة منذ الساعات الأولى من الصباح وتلك نتيجة حتمية لبطالتهم الدائمة ويأسهم المفرط.. أو يتراءى لك طفلا لا يتجاوز ال 11 عشر سنة وهو يشتغل حمالا.. أو طفلة تعمل من 8 إلى 16 ساعة بأحد المعامل المجاورة بأجر لا يتجاوز ال50 دينارا في الشهر. وإذا عدنا إلى موضوع الكتاب فنجد ان الكاتب طرح مأساة محمد البوعزيزي منذ بدايتها إلى حدود فرار الرئيس المخلوع. طارق بن الطيب البوعزيزي أو محمد كما يسمونه من مواليد 1984 له أخ أكبر وأخت صغرى فقد والده وعمره آنذاك 3 سنوات.. بعد 6 أشهر تزوج عمه من أمه ربما حماية للأبناء ورأفة بهم وقد أثمر هذا الزواج 4 أطفال. هذه بداية مشوار الشهيد محمد البوعزيزي إلى جانب عدة تفاصيل تهم حياته اليومية إلى لحظة وفاته واندلاع شرارة الثورة التونسية نجدها مدونة بالكتاب.