تونس «الشروق» محسن عبد الرحمان: عبر عدد من المبدعين من مختلف الهياكل والمجالات الفنية عن استيائهم من موقف وزير الثقافة والمحافظة على التراث في التعامل مع مشاغلهم المهنية، محملين اياه مسؤولية الركود الثقافي الكبير الذي تعيشه البلاد حاليا. ودعا فنانو مسرح الحمراء للفنون بالعاصمة الى اعتصام بدأ تنفيذه أمس الخميس 31 مارس 2011، احتجاجا على وضعية الفنانين وتهميشهم، كما نظم التشكيليون منذ حوالي شهر اعتصاما بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون، احتجاجا على توقف الانشطة الثقافية بالبلاد. ويتهم المبدعون وزير الثقافة والمحافظة على التراث، بتعطيل الانشطة الثقافية والفنية، عبر تجميد لجان الدعم والامتناع عن صرف منح الدعم وميزانيات التنشيط الثقافي في المندوبيات الجهوية واللجان الثقافية ويتساءلون عما قدمه هذا الوزير، للثقافة منذ توليه الوزارة. نكبة ثقافية وتقول الممثلة ريم الحمروني، عضو نقابة المهن الدرامية، أن قطاع الدرامايات مشلولا، وفي شبه تهديد للمهنة، وللمهنيين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل وتطالب عضو النقابة بضرورة حل القضايا العاجلة على الأقل، وهي صرف منح الدعم من أجل تنشيط الحياة الثقافية والفنية من جهة، وحياة المبدعين من جهة أخرى، وتصف الممثلة ما تقوم به وزارة الثقافة بالعيب في اشارة الى اهتمام وزير الثقافة بالعملة والموظفين في الوزارة على حساب المبدعين والابداع عموما، وتقول ان هناك نكبة ثقافية كبرى في تونس حاليا. وتبين الممثلة ليلى طوبال أن الابداع هو عمل مثله مثل كل الاعمال، وبالتالي وجب العناية به، وليس تهميشه مثلما هو جاري الآن وتؤكد أن وضعية الفنان ما فتئت تسوء يوما بعد يوم وفي اعتصام فناني مسرح الحمراء في رأيها، احتجاج على هذه الوضعية وعلى وزارة الثقافة التي لم تقدم للمبدع شيئا يذكر. ماذا أعد الوزير للمهرجانات الصيفية ويقول الشاعر الغنائي حاتم القيزاني عضو مستقيل من نقابة الموسيقيين، أن من أسباب استقالته من النقابة عدم تحقق أي مطلب من المطالب التي تقدموا بها الى وزارة الثقافة. ويؤكد أنه لم ير شيئا من وزير الثقافة، ما عدا الوعود والحديث عن «الآثار»، ويتساءل ماذا أعد الوزير للمهرجانات الصيفية بعد أن أكد عدم الغائها، ويرى أن الفنان مازال في أعتى وزارة الثقافة، «عرابني»، وهي نفس الصورة التي روج لها النظام السابق. ويدعو القيزاني وزير الثقافة الى الالتفاف للمبدعين ولو بعين واحدة، لأن الابداع عمل مقدس وليس «لهوا» أو «مجونا». اليوم العالمي للمسرح بلا مسرح ويؤكد المخرج السينمائي ابراهيم اللطيف من جهته أنه لم ير شيئا يذكر من وزير الثقافة الحالي، سواء لفائدة قطاع السينما أو قطاع المسرح أو قطاع الفنون التشكيلية ويتساءل: كيف يمر اليوم العالمي للمسرح مثلا وبلا مسرح مرور الكرام ويرى المخرج أن مهمة وزارة الثقافة الحالية، هي الانقاذ وتصريف الأعمال، ومن هذه الأعمال في نظره صرف منح الدعم على الانتاج السينمائي ومنح المساعدة وهي منح مبرمجة في ميزانية الوزارة المقررة مسبقا. كما يدعوا الى وجوب اجتماع لجان الدعم والشراءات حتى لا تتفاقهم ديون المنتجين، ويرى المخرج في تجميد هذه المنح واللجان، اضرارا بالقطاع، سواء من حيث الانتاج أو من حيث بطالة التقنيين ويؤكد أن عشرات التقنيين هم الآن في حالة بطالة، بسبب عدم صرف منح الدعم ولم يغفل اللطيف الانقسام الجاري الآن في قطاع السينما، بين الهياكل النقابية والجمعياتية متسائلا عن موقف الوزارة من هذا الانقسام، وما اذا كانت مع هذا الشق أو ذاك. تجويع المبدعين ويتساءل الكاتب لسعد بن حسين نقيب الكتاب التونسيين، عن سر الركود الثقافي المخيم على البلاد في هذه المرحلة محملا وزارة الثقافة مسؤولية ذلك... ويقول: ما أعجب له أن كل دور الثقافة صارت قبلة للاجتماعات السياسية في حين تقلصت الانشطة الثقافية فيها، وحتى العروض الفنية التي تجوب البلاد انما يؤمنها الفنانون بالتعاون مع المجالس الجهوية والمحلية لحماية الثورة... أين وزارة الثقافة؟... تمت المصادقة على ميزانية الدولة بما فيها ميزانية وزارة الثقافة قبل اندلاع الثورة، فلماذا تعطلت لجان الدعم ولجان الشراءات وتعطلت معها كل المشاريع الفنية الجديدة ان القطاعات الفنية تشغل آلاف المبدعين الذين لديهم عائلات والتزامات مالية معينة فلماذا يبقون دون شغل ودون انتاجات جديدة... اني أحمل وزارة الثقافة، ليس مسؤولية الركود الثقافي بالبلاد فحسب، وانما مسؤولية بطالة المبدعين وتجويعهم.