يشكو عدد من الفنانين والتقنيين العاملين في مجالي المسرح والسينما، منذ أيام من تدهور أوضاعهم المادية بسبب البطالة المفروضة عليهم منذ عدة أشهر. وقال الممثل صادق الحلواس، وهو ممثل محترف يعمل حاليا في شركة مسرحية خاصة، إنه لم يشتغل منذ أكثر من خمسة أشهر، مؤكدا أن التمثيل هو مصدر دخله الوحيد. ويمرّ القطاع الثقافي والفني منذ أشهر بحالة من الركود تضاعفت أكثر بعد ثورة 14 جانفي حيث توقفت كل الأنشطة الثقافية، وخصوصا العروض الفنية بسبب عدم استقرار الأمن في البلاد. حتى يستقرّ الأمن وكان وزير الثقافة والمحافظة على التراث قد صرّح منذ أيام أنه لا يمكن استئناف الأنشطة الثقافية بالبلاد ما لم يستقر الأمن إلا أن هناك العديد من العاملين في القطاع، وخصوصا المحترفين منهم سواء في المسرح أو الموسيقى أو السينما أو الفنون التشكيلية، ليست لديهم أي مداخيل سوى الفن. ويؤكد هؤلاء أنهم تضرّروا كثيرا من عدم استئناف الأنشطة الثقافية. برقية من نقابة المهن الدرامية الى وزير الثقافة ويذكر الممثل صالح حمودة كاتب عام نقابة المهن الدرامية بالاتحاد العام التونسي للشغل أن مكتب النقابة وجه عديد المراسلات الى وزير الثقافة والمحافظة على التراث، لاستئناف العروض المسرحية المدعومة، أو منح أصحاب هذه العروض، تسبقة مالية على العروض. وأكد أنه وجّه برقية أخرى الى الوزير للتذكير، ويعترف كاتب عام النقابة، بتدهور الأوضاع المادية لعديد المسرحيين سواء كانوا ممثلين أو تقنيين، ويدعو وزير الثقافة بالمناسبة، الى ضرورة الاستجابة لهذه المطالب حفاظا على كرامة المبدعين. اتحاد الممثلين يلتقي وزير الثقافة يذكر المخرج سليم الصنهاجي رئيس اتحاد الممثلين التونسيين من جهته، أن مكتب الاتحاد قابل وزير الثقافة، وعرض عليه الأوضاع المادية للممثلين عقب الأحداث الأخيرة، كما قام بمراسلته في الغرض ولكنه لم يحصل على ردّ منه الى الآن. ويؤكد رئيس الاتحاد تجاوبه مع مطالب الممثلين وخصوصا في هذا الظرف بالذات، ويعترف أن هناك من الممثلين من بات عاجزا حتى عن توفير أدنى متطلبات الحياة. التهديد باعتصام وهدّد عدد من الفنانين التشكيليين منذ أيام بالقيام باعتصام من أجل استئناف الأنشطة الثقافية بالبلاد، لأنهم باتوا عاجزين عن إقامة المعارض في الفضاءات الثقافية بسبب عدم استقرار الأمن. توقف الانتاج السينمائي والتلفزي وعبّر السيد علي بن عبد اللّه، مدير تصوير، عن خشيته من تواصل بطالة التقنيين العاملين في مجال السينما والسمعي البصري، مشيرا الى توقف الانتاج والتصوير في المجالين منذ أشهر عديدة، ويتساءل كيف سيعيش تقني السينما إذا لم تكن هناك حركة إنتاج. ويأمل هذا الأخير في عودة مرحلة الانتاج الى الدوران في أقرب وقت ممكن. ويدعو الفنانون والممثلون والعاملون في مجالي المسرح والسينما وزير الثقافة الى ضرورة استئناف الأنشطة الثقافية والفنية في البلاد، حتى تعود الحياة الى الناس.