يحل السيد خوزيه لويس زاباتيرو رئيس الحكومة الاسبانية اليوم بتونس حيث يرأس رفقة السيد محمد الغنوشي الوزير الاول الاجتماع السادس رفيع المستوى التونسي الاسباني يومي 8 و9 سبتمبر الجاري. وتندرج هذه الزيارة في اطار المشاورات السياسية السنوية رفيعة المستوى بمقتضى معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار المبرمة بين البلدين في اكتوبر 1995. ويرافق رئيس الحكومة الاسبانية وفد حكومي هام وعدد من سامي المسؤولين من بينهم بالخصوص وزير الخارجية السيد ميغال انجيل موراتينوس ووزيرة الثقافة السيدة كارمين كالفو. وستتيح هذه الزيارة الاولى للرئيس الجديد للحكومة الاشتراكية في اسبانيا الفرصة لاستعراض واقع وافاق العلاقات الثنائية التي شهدت منذ تحول السابع من نوفمبر 1987 دفعا كبيرا جسمته بالخصوص زيارة الرئيس زين العابدين بن علي الى اسبانيا في ماي 1991 وزيارة الملك خوان كارلوس في نوفمبر 1994 الى تونس. وقد تجلت ابعاد هذه الحركية بفضل معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار وهي الاولى من نوعها التي تبرمها تونس مع بلد اوروبي يعد على الصعيدين الاقتصادي والتجاري رابع حريف لتونس وخامس مزود لها. وشهدت المبادلات بين البلدين تطورا مطردا اذ تحتل اسبانيا حاليا المرتبة الثامنة بالنسبة الى الاستثمارات الخارجية المباشرة بقيمة جملية تبلغ 322.5 مليون دينار مع وجود 46 مؤسسة اسبانية بتونس توفر 3900 موطن شغل، وهو حضور مرشح لمزيد من الدعم بفضل ما تلقاه التشجيعات والحوافز التي توفرها تونس في هذا المجال من اهتمام لدى المستثمرين الاسبان. وعلى صعيد آخر تعد اسبانيا ثامن بلد يقبل منه السواح على تونس بمعدل 80 ألف سائح سنويا فضلا عما يقوم بين البلدين من روابط متينة في مجالات التعاون الثقافي والعلمي والتقني. وتتلاقى وجهات النظر التونسية والاسبانية بخصوص عديد المسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما ان البلدين يتقاسمان العديد من المبادئ والمثل في مجال السلم والاستقرار والتضامن وهي عوامل ستمكن من دفع العلاقات التقليدية والتاريخية القائمة بين البلدين.