يعد منجم الجريصة المورد الاساسي الذي كانت تعيش من خلاله كامل المنطقة باعتبار أن طاقة تشغيله تقدر ب 70 عاملا بالاضافة الى ما يوفر من انتاج يسوق الى بعض المناطق الأخرى مما أدخل حركية بسيطة على المنطقة وظل لفترة طويلة النواة الاقتصادية الاساسية في الجريصة. يوفر المنجم كميات هامة من الحديد، ويزود مصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة بما يحتاجه من مواد أولية لكن المصنع غير سياسته وأصبح يقتني المواد التي يحتاجها من أماكن أخرى سواء ذات طابع محلي أو عن طريق الاستيراد، وهو ما أثر على تسويق انتاج منجم الجريصة مما ساهم في تعطيل حركته وتقليص العمل وما يقتضيه ذلك من التخلي عن اليد العاملة واضافة أرقام جديدة الى سجل العاطلين عن العمل. كما تضم الجريصة عديد مقاطع الحجارة لكنها أضرت بالمستوى الصحي للسكان من ذلك تفشى الامراض التنفسية وغيرها مما أثقل كاهل الاهالي بمصاريف صحية هم في غنى عنها. ورغم ما تتوفر عليه المنطقة من أراض حبلى بالموارد الأولية وبالثروات الطبيعية الا أنها تعاني من التهميش والبطالة مما جعل العديد من أهاليها يغادرونها من أجل البحث عن لقمة العيش في مناطق أخرى قد لا تفي بالغرض لكنها الحل الأوحد لمن أوصدت الابواب في وجوههم. يذكر أن الجريصة هي منطقة منجمية تحتوي أيضا على عديد المصانع مثل مصنع الاسمنت المقام بالجهة الا أن طاقته التشغيلية محدودة ويحتاج الى مزيد الدعم من أجل حل معضلة التشغيل لأفراد يقيمون على أراض تحتضن ثروات باطنية مخزونة بداخلها في حين يعيشون الفقر والحرمان كما تشكو المنطقة من سوء أو انعدام البنية التحتية فالطرقات غير معبدة بالاضافة الى غياب المواقف الاساسية اذا أن المستشفى الوحيد تشكو من نقص فادح في الاطار الطبي وشبه الطبي ونقص الأدوية والادوات العلاجية ومستلزمات الاقامة الأساسية مما يحرم الاهالي من أبسط حقوقهم في الصحة.