سقط عشرات اليمنيين أمس بين قتيل وجريح عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين في مدينة تعز الجنوبية الأمر الذي نفاه مصدر حكومي، وأصيب المئات بعد إطلاق الشرطة القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين في الحديدة غربا، بينما تواصلت الاحتجاجات المطالبة بتنحّي الرئيس علي عبد اللّه صالح في أنحاء متفرّقة من البلاد. وأكدت مصادر طبية وشهود عيان أن 19 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب حوالي 1300 بجروح في تعز. وقال مدير المستشفى الميداني بساحة الحرية في مدينة تعز جنوبي اليمن إن حالات خطرة قد تتعرض للوفاة وإن أكثر من أربعين حالة اختناق وصلت المستشفى خلال مسيرة أمس التي طالبت أيضا برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأبنائه وأقاربه كما دعت إلى عصيان مدني. مجزرة كبرى من جهته قال محمد مقبل الحميري وهو نائب مستقيل من البرلمان إن مجزرة كبرى وتصفية دموية تنفذ بشكل عشوائي في مدينة تعز. وفي السياق قالت شاهدة ل«الجزيرة نت» إن عشرات سقطوا بين قتيل وجريح أمام مبنى محافظة تعز برصاص القناصة. وقد خرج عشرات الآلاف من مناطق عديدة بمحافظة تعز في مسيرة سلمية منذ الصباح الباكر للتنديد بما قالوا إنها مجزرة ارتكبتها أمس الأول قوات الأمن ضد المحتجين في المدينة. وقالت مصادر إن نحو ألف شخص أصيبوا أمس الأول بعضهم برصاص قوات الأمن وآخرون جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع في تعز. في المقابل نفى حمود خالد الصوفي محافظ تعز سقوط قتلى وإطلاق النار عشوائيا على المتظاهرين، معتبرا أنهم حاولوا اقتحام مبنى المحافظة مما اضطر الجنود إلى إطلاق النار في الهواء في مرحلة أولى لتحذيرهم ثم اضطروا للدفاع عن أنفسهم بعد أن تمكن مندسون داخل صفوف الشباب من التهجم عليهم. وفي الحديدة غربي اليمن قالت شاهدة عيان ل«الجزيرة نت»إن قوات الأمن المركزي أطلقت الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على آلاف تجمعوا أمام مبنى المحافظة احتجاجا على قمع المعتصمين وطالبوا بإسقاط النظام، مما أدى إلى سقوط 25 جريحا أغلبهم عانوا من حالات إغماء. كما تحدثت عن إطلاق للرصاص أيضا من مبنى البنك الأهلي اليمني المجاور لساحة الاعتصام في المحافظة. وفي اتصال هاتفي مع «الجزيرة» تحدث عبد الحفيظ الحطامي وهو صحفي من الحديدة عن إطلاق رصاص حي وعن مدرعات كانت داخل محافظة الحديدة تطلق الرصاص من رشاشات تجاه المعتصمين بساحة التغيير، مما أدى إلى سقوط ثلاثين جريحا على الأقل. كما قالت مصادر للجزيرة إن مسلحين بزي مدني يطلقون النار على متظاهرين بالمدينة. وأصيب أمس الأول بالحديدة أكثر من أربعمائة شخص برصاص قوات الأمن ومن يسمون «البلطجية» الذين تصدوا لمسيرة سلمية ليلية تضامناً مع المعتصمين في تعز. المعارضة تندد في غضون ذلك، انتقدت قوى معارضة في اليمن قيام الأمن باستخدام القوة لتفريق مظاهرات في تعز والحديدة. وقالت أحزاب اللقاء المشترك إن الاعتداءات على المعتصمين تأتي ضمن ما سمته مسلسل جرائم اتهمت الرئيس اليمني ونظامه بارتكابها منذ أكثر من شهرين، مؤكدة أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وأن المسؤولين عنها سيلاحقون أمام القضاء الوطني والدولي. وأضافت أن الرئيس وأقاربه لم يفهموا رفض الشعب لهم وأن ما يرتكب بحق المعتصمين لن يزيدهم إلا إصراراً وسيكسبهم مزيداً من الالتفاف الشعبي. كما أدانت جماعة الحوثي في بيان لها ما وصفته بجريمة ارتكبها النظام اليمني بحق المعتصمين من أبناء ساحة الحرية، وأكدت أنها باقية على موقفها المساند لمطلب إسقاط النظام بالنضال السلمي. واتهمت الحركة في بيان صدر عنها الرئيس صالح بتلقي الدعم من جهات تعطيه الضوء الأخضر لقمع الشعب اليمني.