سقط عشرات القتلى والجرحى برصاص قوات الأمن أمس في ساحة التغيير بقلب العاصمة صنعاء بعد تجدد المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح في ما أطلق عليه ب«جمعة الإنذار» بينما أعلنت السلطات حالة الطوارئ في البلاد. وأكد شهود عيان ومصادر طبية أن حصيلة القتلى تجاوزت ال40 قتيلا بينما تجاوز عدد الجرحى المائتين في اطلاق النار على المتظاهرين، حيث تلقى معظمهم طلقات في الرأس والعنق والصدر. وأوضح الشهود ان المعتصمين تعرّضوا لكمين في ساحة التغيير وأن مصورا لل«بي.بي.سي» أصيب بجروح اثر تعرّضه لإطلاق نار. وذكر الشهود ان إطلاق النار من المباني المجاورة لساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء استمر حوالي ساعة ونصف الساعة. جريمة مخططة وقال القيادي في المعارضة اليمنية محمد الصبري «إنها مذبحة ومجزرة وجريمة مخططة وواضحة» مشيرا الى ان عديد الأطفال كانوا من بين القتلى. وأكد الصبري ان «هذه الجريمة ستعجّل برحيل النظام» كما ان «هذه الجريمة لن يفلت منها المجرمون وعلي عبد الله صالح وأبناؤه » حسب قوله. وشدد القيادي المعارض على ان «الشعب اليمني سيواجه القتلة، والناس جميعا لديهم الاستعداد للشهادة حتى يرحل هذا النظام». من جانبه اتهم طارق الدعيس الطبيب في المستشفى الميداني بساحة التغيير «قوات الأمن اليمني بقتل المعتصمين عمدا عن طريق اصابتهم اصابة مباشرة في الرأس والعنق». وحسب مصادر طبية فإن سيارات الاسعاف في المستشفيات الحكومية رفضت نقل الجرحى. وفي وقت سابق أمس تجمهر مئات الآلاف في ساحة التغيير لأداء صلاة الجمعة مؤكدين اصرارهم على مطالبهم بضرورة إسقاط النظام ورفض أي مبادرة لا تحقق هذا الغرض. وتجمّع آلاف المناصرين للرئيس اليمني في ساحة التحرير بصنعاء للتعبير عن تأييدهم للنظام ورفضهم الإطاحة بالرئيس. احتجاجات في الجنوب كما تجمهرت حشود كبيرة في ساحة الحرية في مدينة تعز جنوب العاصمة صنعاء لأداء صلاتي الجمعة والعصر جمع تقديم مؤكدين عزمهم على مواصلة الاحتجاجات حتى تنحّي الرئيس، ورفعوا لافتات ترفض اي مبادرة او حوار قبل تنحّي صالح. وخلال خطبة الجمعة طالب الخطيب بضرورة رحيل صالح واقالة أبنائه وأقاربه من الجيش وتشكيل ادارة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد والاعداد لانتخابات عامة. وذكر مراسل قناة «الجزيرة» في تعز أن مؤيدي صالح تجمّعوا في ساحة أخرى في المدينة (ساحة الشهداء) وعبّروا فيها عن تأييدهم لتوجهات صالح والمبادرة التي أطلقها مؤخرا وتتضمن اصلاحات سياسية. وفي تعز ايضا ألقت الشرطة اليمنية القنابل المسيلة للدموع على تجمّع من المتظاهرين المطالبين برحيل صالح، وانضم الى الشرطة رجال من مؤيدي الحكومة وهاجموا المتظاهرين بالقضبان الحديدية والعصي والسكاكين وفق تأكيدات شهود عيان. وبعد ذلك بساعات اندفع رجال الشرطة ومسلحون «مأجورون» (وفقا لوكالة «أسوشيتد برس» للأنباء) في اتجاه المتظاهرين متسلّحين هذه المرة بالرصاص الحي والمطاطي لتفريق المتظاهرين بالقوة. وأدان «الحراك الجنوبي» ما حدث في ساحة التغيير داعيا الى محاكمة المتورطين في تلك الاحداث. في ذات السياق استقال وزير السياحة من الحكومة والحزب الحاكم في اليمن.