تتواصل أزمة عدد من الزملاء الصحفيين بعد ان فقدوا وظائفهم المهنية بعد انتفاضة 14 جانفي.. اذ تم نهاية شهر مارس المنقضي تسريح ما لا يقل عن 21 صحفيا وتقنيا من جريدة «العرب الدولي» لصاحبها رجل الأعمال الليبي محمد أحمد الصالحين الهوني.. ما دفعهم لتنفيذ اعتصام يوم أمس الاثنين استنكارا لهذا القرار وللمطالبة باسترجاع كافة حقوقهم. ولئن كان سبب فقدان الوظيفة بالنسبة الى الزملاء في الصحف الحزبية «الحرية» و«Le Renouveau» اليوميتين و«الوحدة» و«المستقبل» الاسبوعيتين مرده الازمة السياسية التي عاشتها الأحزاب وهي حزب التجمّع المنحل وحزبي الوحدة الشعبية وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين... فإن الأمر يختلف بالنسبة الى الزملاء في جريدة «العرب الدولي» ويتعلق أساسا «بنهاية أعمال» بالنسبة الى رجل الأعمال المذكور وتصفية لحسابات شركة وهمية على حدّ قول المعتصمين. «الشروق» حضرت اعتصام الزملاء واستمعت لمطالبهم وحاولت الاتصال بإدارة الجريدة للاستماع للرأي المخالف... لكن باب الإدارة كان مغلقا رغم انه أول أيام الاسبوع... وبسبب إصرارنا على الاستماع لرأي الإدارة اطلت علينا السكرتيرة، التي كانت متواجدة بمفردها حسب ما أكده الزملاء، من خلف باب زجاجي مغلق تتأسف لعدم وجود اي كان من العاملين في الإدارة للردّ على أسئلتنا. في المقابل رابط الزملاء وعددهم 21 صحفيا وتقنيا أمام المصعد وعلى السلالم رافعين شعارات «لا لإهانة الصحفيين ولا لتهميشهم» مطالبين باسترجاع حقوقهم المادية، والمعنوية. وأجمع الزملاء المطرودون ان صاحب الجريدة، ومقرها الرسمي في لندن ، كان يجبرهم على المساهمة في تأليف كتب تمجّد وتلمّع صورة النظام السابق وقائده المخلوع بن علي مثل كتاب «الطريق الثالث» و«تونس كما يراها الآخرون» و«تونس قصة نجاح» وهو الكتاب الذي يوثّق انجازات تونس وهي تترأس منظمة المرأة العربية.. دون حصولهم على اي مستحقات رغم انه يحصل على دعم سنوي يقارب المليار من وكالة الاتصال الخارجي وحوالي 50 مليون شهريا مقابل تلميع صورة نظام بن علي. وعلى مستوى العقود قالت الزميلة منال العابدي ان صاحب الجريدة استعبد الصحفيين من خلال عقود وهمية وغير قانونية. كما قالت إنها شخصيا أمضت سنتين من العمل دون اي عقد يذكر ثم مكنها صاحب الجريدة من عقد لم يضمن لها حقوقها المادية. أما الزميلة سلوى الواد والمنتدبة بشكل نهائي في الجريدة منذ عام 2004 تقول إن صاحب الجريدة أعلم كل المطرودين كتابيا وعبر «إعلام بانتهاء عقد» عن قراره التخلي عن خدماتهم بسبب افلاس الشركة. وأضافت الزميلة سلوى انها تشكر الله لأنها تخلصت من سداد قروض كادت تعمّق أزمة فقدانها الوظيفة. من جهته قال الزميل علي الهمامي إنه يستعد للزواج هذه الصائفة وأنه رهن منزل عائلته من أجل الحصول على قرض بنكي وإن طرده من وظيفته بات يهدد حياته وحياة اسرته. وأكد الزملاء المعتصمون ان أغلب المطرودون متزوجون ولهم أبناء ويواجهون ديونا والتزامات مادية. كما قالوا ان صاحب الجريدة أخبرهم ان مؤسستهم الاعلامية تضررت من تضرر الاقتصاد التونسي والليبي لذلك قرر التخلي عن بعض الوظائف.. مؤكدين انه لا تفسير لقوله عدا ان الجريدة تضررت بسقوط نظام بن علي المموّل للصحيفة وأزمة نظام القذافي في ليبيا والمموّل هو ايضا للصحيفة. ويطالب الزملاء بضرورة تدخل الدولة لحجز ممتلكات صاحب الجريدة في تونس لأنها أساسا من تمويلات الشعب والتي حصل عليها رجل الأعمال الليبي كمنحة لتلميع صورة نظام قمعي استمرّ 23 سنة في قيادة الدولة. ويؤكد الزملاء على تمسكهم باسترجاع كافة حقوقهم المادية ويستنكرون تخلي مدير مكتب تونس السيد سليم الكراي عنهم.