ولئن أسهمت الأحداث الأخيرة في تونس في تحقيق الحرية المطلقة للإعلام كمكسب طالبت به أجيال متعاقبة من الإعلاميين على مر سنوات طوال فإن عديد المؤسسات الإعلامية وجدت نفسها اليوم في وضعية حرجة قانونيا ومهنيا وماديا. وتعتبر مؤسسة دار العمل بصحيفتيها "الحرية" وle renouveau لسان التجمع الدستوري الديمقراطي في مقدمة هذه المؤسسات باعتبار توقف الصحيفتين عن الصدور منذ أكثر من أسبوع بسبب ما يمر به الحزب حاليا من أزمة ومن تغييرات جذرية على مستوى تواجده في الساحة السياسية وقدرته على التفاعل مع مختلف مستجداتها وتشغل الصحيفتان أكثر من 60 صحفيا وصحفية وتشغل المؤسسة بمطبعتها الساجاب أكثر من 300 عامل. وقد تشكلت لجنة عاجلة صلب النقابة الوطنية للصحفيين للتفاوض مع مختلف الجهات المعنية لإيجاد حلول جذرية لاستمرارية المؤسسة واستئناف نشاط الصحيفتين كما قام الزملاء الصحفيون بتوجيه رسائل خطية إلى الحكومة وإلى رئيس الدولة المؤقت لتحسيسهما بضرورة التدخل العاجل لفض مشاكل المؤسسة المهنية والمادية وعلاوة على دار العمل، لم تصدر هذه الايام جريدة الخبير باعتبارها تقوم بالطباعة في "الساجاب" التابعة لدار العمل المتوقفة عن النشاط منذ أيام. هذا ووجدت صحيفة "الصباح" العريقة التي يملكها محمد صخر الماطري صهر الرئيس المخلوع في وضعية ضبابية بعد هروب صاحبها خارج تونس والشأن نفسه لإذاعة "موزاييك" و"شمس آف م" اللتين تملكهما العائلات الحاكمة سابقا. وتجرى الاتصالات حثيثة هذه الأيام بين مختلف الأطراف المتدخلة لإيجاد حلول قانونية ومادية لإخراج هذه المؤسسات من أزمتها وضمان استمرار عمل صحفييها وموظفيها.