في أول حفل موسيقي ينظم في القصرين بعد الثورة حلت يوم أول أمس الأحد فرقة البحث الموسيقي بقابس المناضلة بأرض عاصمة الشهداء لإحياء حفل لا كذاك الذي كنا نشاهده في مهرجاناتنا وإنما هو حفل ملتزم بأتم معنى الكلمة وهو حفل خيري نظمه المسؤولون عن جمعية السباسب لمساعدة القاصرين عن الحركة العضوية والمصابين بالقصور الكلوي لفائدة هؤلاء المحرومين من أجل اكمال تهيئة مقرهم الذي دُمّر يوم 25 فيفري الماضي الذي لقب بالجمعة الأسود لدى أهالي القصرين لما لحق المدينة من خراب وتدمير للمحلات والمؤسسات وبمساهمة المندوبية الجهوية للثقافة بالمكان التي تكفلت بمصاريف الحفل وبقاعة المركب الثقافي بالقصرين في حركة تنم عن تضافر جهود كافة أبناء الجهة من أجل المساعدة على اعادة البهجة في نفوس الاهالي الذين عاشوا تحت الرصاص واللهيب أثناء الثورة وتحت التخريب والنهب بعدها، عجت القاعة بالحاضرين رجالا ونساء صغارا وكبارا ليتبين الذوق الرفيع لاهالي عاصمة الشهداء والصورة الحقيقية لابناء القصرين الذين يهبون من أجل الكرامة والحرية ويهبون أيضا من أجل اعادة البناء، قائد الفرقة وجه في البداية تحية الى عاصمة الشهداء القصرين الأبية التي دفعت أكثر من خمسين شهيدا من أجل تحرير تونس من الظلم والطغيان ودعا الى ضرورة اليقظة والانتباه من الالتفاف على الثورة والبقاء على الوفاء للشهداء ولاحظ أن الحرية اليوم تعبق في سماء تونس ولكن التونسيين يتنفسونها بصعوبة نظرا لمحاولات إحباطها من قبل العديد ممن لا يريدون الخير للبلاد ثم افتتحت الفرقة الأمسية بأغنية جديدة أعدت خصيصا للتغني بثورة الكرامة وعنوانها «وصية فاضل ساسي للبوعزيزي» والأول هو شاب شهيد سقط في أحداث الخبز سنة 1984 لما كان بن علي مديرا للأمن آنذاك وكانت آخر عبارة نطق بها هي «ردوا بالكم على تونس» والبوعزيزي طبعا غني عن التعريف والكل يعرف قصته كما رددوا أغاني قديمة لا يمكن لها ان تموت مثل «يا نخلة وادي البي» و«يا شهيد» صفق لها الحاضرون بحرارة ورددوا معظم الاغاني وقوفا احتراما للشهداء وفي أيديهم أعلام تونس بحجم كبير، هذا وقد كان الحاضرون يرددون بين الأغنية والأخرى شعارات تنادي بالوفاء للشهداء ووجهوا رسائل الى الحكومة المؤقتة تنادي بضرورة الانتباه الى خطر الالتفاف على الثورة مما أنسانا ذلك الجمهور الذي كان يرقص على أنغام الأغاني المبتذلة التي أرقت بصرنا طيلة خمسين سنة.