تواجه حوالي 450 عائلة في باجة الجنوبية محنة العطش منذ ما يزيد على أسبوع في هذه الأيام الحارة وذلك بسبب قرار قطع الماء عن عشر مناطق ريفية لتأخر بعض المواطنين عن خلاص الفواتير. بوزيتونة والخربة وهنشير منصور والعايفية وولنغاع والشعبة والخلافنية والحجاج قرى أو «دواوير» لحقها هذا الإجراء التعسفي في نظر بعض المتابعين لأن تطبيق القانون يقتضي حكمة وترويا خاصة إذا تعلق الأمر بقطاع حيوي استراتيجي كالماء والكهرباء مع فئات ضعيفة فقيرة بعيدة عن الأضواء المالية والاعلامية والسياسية والإيديولوجية، هجرها جل شبانها بسبب غياب موارد الرزق ولم يبق الا النساء والشيوخ والأطفال وقلة من الكهول. لتقصي الأمر توجهنا الى عديد الأطراف فأفادنا السيد جلول أمين مال الجمعية المائية أن هذه الجمعية تؤمن مداخيلها من خلاص الفواتير التي يدفعها المواطنون وتقوم بتسديد مستحقات شركة توزيع المياه والعملة والاصلاحات فضلا عن شركة الكهرباء والغاز نظرا الى أن إيصال المياه الى هذه القرى التي يقع بعضها في مرتفعات يقتضي تشغيل ثلاثة محركات بالتناوب تعمل بالطاقة الكهربائية. سألناه عن الديون المتخلدة بذمة الجمعية ففاجأنا من خلال ما في يده من وصولات الفاتورة الأخيرة بالنسبة الى كل المواطنين أنها تقدر ب 1300 دينار وقد تم خلاصها أما فاتورة ال«ستاغ» الأخيرة فقد بلغت 2500 دينار ونظرا الى تراكم الفواتير التي لم يتم خلاصها فقد بلغ الدين الجملي (وقد تحققت «الشروق» من ذلك) 7500 دينار هذا ما جعل ال«ستاغ» تتسبب في قطع المياه على آلاف المواطنين يتوزعون على 10 قرى فقيرة جدا!.