احتضنت قاعة دار الثقافة فريد غازي بحومة السوق ظهر يوم الخميس الفارط أمسية غنائية نظمتها مجالس حماية الثورة بجربة وأحيتها فرقة «عيون الكلام» للثنائي خميس البحري وأمال الحمروني، ولقد انتظمت هذه الأمسية احتفالا بالثورات العربية وبذكرى يوم الأرض فكانت الأجواء «ثورية» داخل القاعة التي ازدانت بأعلام العديد من الدول العربية ورفعت فيها الشعارات المنادية باسم الشهيد والرافعة لعلامة النصر وبتوحيد الشعوب العربية. اثر اعتلائها للركح، صافحت أمال الحمروني الجمهور مشيرة الى أن آخر حضور فني لها بجرية يعود الى سنة 1984 هذا التاريخ أعاد ذاكرة بعض الحاضرين بالقاعة الى جانفي 1984، الى أحداث الخبرة وهو ما جعلهم يرددون «يا شهيد الخبزة» وهي احدى أغاني لزهر الضاوي التي تغنت بتلك الأحداث ، هذه الأغنية كانت من بين العديد من الأغاني الأخرى التي أدتها مجموعة «عيون الكلام» خلال الأمسية، فلقد افتتحت المجموعة الأمسية بأغنية «هذه الشمس التي لا تنطفئ» من كلمات الشاعر العراقي أحمد مطر ثم غنت للشيخ إمام «الخط داخطي» لتعود الى الشاعر العراقي أحمد مطر وتغني تغني» فكرت أن أكتب شعرا لا يهدر وقت الرقباء ولا يتعب قلب الخلفاء ولا تخشى من أن تنشره كل وكالات الأنباء» وبعد هذه الأغنية توقفت بعض اللحظات لتسأل أمال الحمروني الجمهور ان كان منهم من عاش الاعتقال والنفي لتغني بعد ذلك عن المنفى وعن رجيم معتوق مرددة«ذوق المنفى، المنفى ذوق يامسافر شور الجندية ومقيل في رجيم معتوق باسم المدرج والكلية» كما أدت أمال الحمروني بعض الأغاني الجديدة مثل «مازال فيك أنفاس» وهي من كلمات الطيب بوعلاق وألحان خميس البحري، أمال الحمروني غنت كذلك لآدم فتحي «اصح اصح طال النوم، أمك قمرة وأبوك نجوم» وهي أغنية من تلحين شيخ إمام، فرقة «عيون الكلام» غنت للشهيد وللحرية وللكرامة وللأرض العربية وغنت كذلك للمرأة غنت للنساء ل «نساء بلادي» وتغنت بهن أمال الحمروني مرددة« وصفت وصفت فلم يكفي وصف ، نساء بلادي ونصف» الشاعر الصغير أحمد كان حاضرا في الأمسية لكنه حاضر بشعره وكلماته «كتبت كتبت فلم يبق حرف» وهي كلمات لحنها جمال قلة وأدتها بكل امتياز أمال الحمروني هذا الأداء المتميز للفنانة جعل الجمهور يتجاوب مع كل الأغاني ويرددها مرددا معها الشعارات الثورية، مجموعة «عيون الكلام» تجاوبت هي الأخرى مع الجمهور واستجابت لطلباته ومن بين هذه الطلبات أغنية«خذ البسيسة والتمر يا مضنوني» وأغنية« هيلا هيلا يا مطر» التي رددها كل الحاضرين في الوقت الذي كانت فيه أمطار الربيع تنزل بجزيرة الأحلام، هذه الأغنية كانت مسك ختام الأمسية الغنائية التي كانت أمسية رائعة أمتعت الجمهور الذي حضر بأعداد محترمة وتفاعل وتجاوب مع فرقة« عيون الكلام» الجديرة بالكثير من الاحترام.