شهدت جهة الوطن القبلي منذ اندلاع الثورة تراجعا ملحوظا في جميع القطاعات الاقتصادية كالسياحة والفلاحة وهو ما أثر سلبا على مسار التنمية وساهم في تأزم الأوضاع الاجتماعية لعديد العائلات. فالنشاط السياحي مازال لم يشهد بعد ذروته المعتادة حتى أن أغلب الوحدات السياحية من نزل ومطاعم ومراكز تنشيط مازالت خارج الخدمة وهو ما سبب تزايد البطالة المقننة بما أن عمال هذه الوحدات السياحية أحيلوا على البطالة الاجبارية منذ عدة أشهر الشيء الذي ساهم في تردي أوضاعهم الاجتماعية. أما في القطاع الفلاحي فإن جل الفلاحين يجدون صعوبة في ترويج منتوجاتهم الفلاحية خاصة منها القوارص التي شهدت ركودا غير مسبوق بسبب وفرة الانتاج وافتقار الجودة وفقدان الاسواق الخارجية، بالاضافة الى تفاقم مديونية الفلاحين وهو ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر ولم يجدوا من يصغي إليهم خاصة في ظل الصراع القائم داخل منظمتهم حول الزعامة الموهومة. في المقابل ساهم اضراب اعوان الجهوية للنقل بنابل الذي شن في الأيام القليلة الماضية في تعطيل النشاط داخل أغلب المؤسسات الصناعية والتجارية وشل الحركة في كامل ولايتي نابل وزغوان بعد أن عجز المواطنون عن التنقل الى مواطن عملهم خاصة وأن أغلبهم يحملون اشتراكات شهرية بالاضافة الى وجود خطوط لا تؤمنها سوى حافلات النقل. أما أهم ما يلفت انتباهنا فهو توقف أشغال أغلب المشاريع الاقتصادية والتنموية التي انطلقت أشغالها قبل تاريخ 14 جانفي على غرار مشروع توسعة الطريق الجهوية الرابطة بين قرمباليةونابل وتهيئة وتوسيع المستشفى الجهوي الطاهر المعموري بنابل في حين أن مشاريع أخرى كانت مبرمجة ولم تر النور بعد مثل المستشفى المحلي والمركب الرياضي بمدينة بوعرقوب والقائمة تطول. وتجدر الاشارة الى أن أغلب المعتمديات بولاية نابل لم تسدد فيها الشغورات كما أن عديد المجالس البلدية استقالت سواء بصفة جماعية أو فردية. وما زاد في استياء المواطنين هو تعدد لجان حماية الثورة فكل مجموعة تنشق عن الأخرى وتؤسس لجنة لحماية الثورة حيث توجد في مدينة بوعرقوب 4 لجان لحماية الثورة والعدد قابل للارتفاع. حتى أن المواطنين اصبحوا لا يهتمون بما يقوله هؤلاء الحماة أو بالاحرى هؤلاء الثوار، والحل يكمن في الاسراع بتعيين معتمدين جدد وتعيين لجان خصوصية من قبل السلط لتسيير أعمال البلديات التي استقال أعضاء مجالسها الى حين فض هذا التكالب على الكراسي بالاحتكام الى صناديق الاقتراع وكسب المشروعية من المواطنين دون سواهم.