كثّف زياد التلمساني خلال الأيام الأخيرة اتصالاته بعدد من الوجوه الترجية وبعض الإعلاميين المحسوبين على الفريق سعيا إلى ضمان دعمهم في معركة الرئاسة التي قرّر خوضها. زياد اتصل بإعلامي معروف خلال الأيام الماضية طالبا مساندته ومشيرا إلى أن وضعية الترجي أضحت تتطلب إجراء تغيير على رأس النادي وقد ردّ «الزميل» بأنه غير مستعد للدخول في أي مسعى يستهدف رئيس الترجي وهو موقف مبدئي يتجاوز شخص الرئيس الحالي. الزميل سأل التلمساني: من أين ستأتي بالأموال في هذا الوقت الذي أضحت فيه «كاسة» الترجي خاوية تقريبا بعد انقطاع الموارد القارة المتأتية من البروموسبور والنقل التلفزي والاستشهار فكان الرد بأن له علاقات وسيحسن توظيفها لجلب الأموال ودعم الخزينة وبالتالي لا وجود لأية مشكلة من هذه الناحية. بين الواقع والأمنيات من حق زياد التلمساني أن يحلم برئاسة الترجي وهو الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إدراك هذه الغاية بعد انسحاب عزيز زهير ولعل الجميع يذكر تلك الندوة الصحفية المشهورة التي عقدها ليعلن خلالها ترشحه وجاءت التعليمات في مساء تلك الصائفة لتطلب فرض تعتيم عليها مع استدعاء حمدي المدب على عجل من قبل وزير سابق لإعلامه بتكليفه برئاسة الترجي. المشكلة أن موضوع الموارد يبقى حجر الأساس في أي مسعى لرئاسة فريق كبير في حجم الترجي الرياضي ناهيك وأن حمدي المدب اضطر خلال الأسبوع الماضي إلى توفير مبلغ هام من ماله الخاص يتجاوز 270 ألف دينار لتأمين رحلة البينين لمواجهة نادي أسباك في إطار رابطة الأبطال ولم يكن ممكنا اللجوء إلى الخزينة لأن الموارد غير متوفرة. بعض الأطراف المقربة من حمدي المدب أكدت لنا أن الرجل ضاق ذرعا بالوضعية الحالية التي تتسم بكثير من الغموض والضبابية وانعدام الدعم في ضوء توقف النشاط الرياضي وثقل الالتزامات المادية الملقاة على عاتق الفريق والسؤال المطروح... هل أن التلمساني مؤهل لضمان موارد معتبرة تكفل استمرارية الحياة بشكل طبيعي في فريق يصرف مئات الملايين (يوميا) شأنه شأن الأندية الكبرى. هل يوجد إجماع حول شخصه داخل العائلة الترجية وهل أن اتهام حمدي المدب بالتورط مع عائلة الرئيس السابق في بعض المشاريع التجارية كاف لضمان إزاحة الرئيس الحالي... علما بأن بعض الأطراف تتساءل إن لم يكن زياد قد حظي بدوره بتغطية لبعض أنشطته التجارية.