كشفت تقارير اخبارية أمس أن ثوار ليبيا يستعدون لأسوإ السيناريوهات حتى تقسيم البلاد رغم تأكيدهم على تمسكهم بليبيا الوطن الموحد، فيما أكد القائد العسكري للمعارضة اللواء عبد الفتاح يونس أن قواته تلقت أسلحة من دول حليفة بينما عم الغضب في بنغازي تجاه المواقف التركية من تسليح الثوار. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الى انه وبعد ان امتد الصراع في ليبيا من أسابيع الى أشهر وبدا التقدم في ساحة المعركة يراوح مكانه فإن المنطقة التي يسيطر عليها الثوار تستعد لتكون دولة مستقلة «بحكم الأمر الواقع». فترة من الانقسام؟! وقالت الصحيفة انه ومنذ اندلاع انتفاضة 17 فيفري التي أنهت حكم العقيد القذافي في بعض المناطق الشرقية وعلى رأسها مدينة بنغازي فإن المدارس والعديد من قطاعات الاعمال مازالت مغلقة، ولكن الشرطة عادت الى الشوارع والمستشفيات تعمل والمحال التجارية بدأت تفتح أبوابها تدريجيا. وأشارت الى أنه وخلف الكواليس «يتودد قادة المعارضة للشركاء الدوليين وهم يحاولون بناء نظام سياسي واقتصادي لفترة من الانقسام يتوقع ان تطول الى اجل مفتوح». وفي هذا السياق أشارت الصحيفة الى ما اعتبرته «خطورة رمزية» لتوجهات الثوار عندما استقبلوا أمس الاول ناقلة نفط في ميناء طبرق قد تشير الى أنه بإمكانهم قيادة البلاد. كما استقبل قادة الثورة في بنغازي لأول مرة مبعوثا أمريكيا لتقديم المساعدات للمجلس الوطني الانتقالي الذي يدير شؤون المنطقة الشرقية. ونسبت ال«واشنطن بوست» الى فتحي باجا وهو رئيس الشؤون الدولية في المجلس الانتقالي قوله «نحن لا نرغب في الانقسام ولا نسعى اليه، ولكن هذا السيناريو قد يحدث». محور العلاقات وعلى صعيد متصل تحولت مسألة تسليح الثوار في ليبيا الى محور أساسي لنسج العلاقات مع بقية الدول خاصة بعد اشارة عبد الفتاح يونس الى ان التفوق العسكري لقوات القذافي مازال مستمرا وان الوضع في ليبيا مازال كما هو. وأشار يونس خلال مقابلة مع قناة «الآن» اللبنانية الى أن الثوار تلقوا أسلحة خفيفة من دول صديقة دون تقديم تفاصيل حول نوعيتها والكمية التي وصلتهم، مؤكدا انها لا تفي بالغرض. وفي الاتجاه ذاته طرد ثوار ليبيا سفينة تركية محملة ببضائع إغاثة من ميناء مدينة بنغازي احتجاجا على موقف الحكومة التركية المعارض لتسليح الثوار. وأكد متحدث باسم الهلال الاحمر التركي الذي أرسل السفينة في تصريحات لوكالة الانباء الألمانية امس في أنقرة «السفينة غادرت الميناء، لكن الطاقم لا يزال ينتظر أمام السواحل الليبية». ويشعر الثوار بغضب من تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي حذر الاسبوع الماضي من توريد الاسلحة للمعارضة الليبية خشية تزايد خطر «الارهاب» في شمال افريقيا. وتحاول الحكومة التركية اجراء حوار مع القيادة السياسية للثوار لتهدئة غضبهم، خاصة بعد ان هاجم فريق من الثوار مبنى القنصلية التركية العامة في بنغازي. وقد أفادت قناة «ان. تي. في» أن حوالي 400 شخص مسلح حاولوا اقتحام مبنى القنصلية احتجاجا على تصريحات أردوغان.