أكد وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم أنّ نظام العقيد معمّر القذافي مستعدّ للحوار مع الثوار بشرط تسليم أسلحتهم واستبعاد المتوّرطين منهم في طلب الدعم العسكري الأجنبي، في وقت تتواصل المساعي الديبلوماسية الى ايجاد مخرج سياسي للأزمة. وقال الكعيم إنّ الأشخاص الضالعين في طلب المساعدة العسكرية الأجنبيّة، لن يكون لهم مهام في العملية السياسية المقبلة في ليبيا، وإنّ الذين يطلبون دعم جيوش أجنبيّة سينبذون من طرفي النزاع، في إشارة الى المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار. واعتبر الكعيم أنّ هذا المجلس «لا يمثل القاعدة الشعبية في ليبيا». وأكد المسؤول الليبي أمام صحفيين أجانب في طرابلس أنه يتعين على المعارضين تسليم أسلحتهم حتى يتمكنوا من المشاركة في العملية السياسية، لافتا الانتباه الى أن السلطات الليبية مستعدّة لتقديم ضمانات لأي عملية سياسية عبر مراقبين من الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة قادرين على تبديد أي شك. رسالة إلى أوباما وفي سياق المساعي الديبلوماسية الى ايجاد حل للأزمة الليبية قالت وكالة الأنباء الليبية أمس إن العقيد القذافي بعث برسالة الى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد إعلان واشنطن انسحابها من الحملة العسكرية على ليبيا. وقالت الوكالة إن القذافي «بعث برسالة الى أوباما في أعقاب انسحاب أمريكا من التحالف الاستعماري العدواني الصليبي على ليبيا» ولم تكشف الوكالة عن فحوى الرسالة ولم تقدم أية تفاصيل اضافية. وفي سياق متصل سعى النائب الأمريكي السابق كيرت ويلدون أمس الى اقناع القذافي بالتنحي عن السلطة حين التقاه في طرابلس في مهمة غير رسمية. وقال ويلدون لصحيفة «نيويورك تايمز» إنه يزور طرابلس بدعوة من القذافي، مضيفا أنه التقاه مرّات كافية ليدرك مدى صعوبة إجباره على الاذعان». وأوضح النائب الجمهوري السابق أن زيارته الى طرابلس تتمّ بعلم وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض. ودعا ويلدون الى وقف فوري لاطلاق النار بين الجانبين ومراقبة الأممالمتحدة للهدنة، مضيفا أنّ على الجيش الليبي الانسحاب من المدن المتنازع عليها وقوات المتمرّدين وقف محاولات التقدم. صفقة مع الأبناء في الأثناء أفادت تقارير اخبارية بأن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين يعكفون على دراسة اقتراح رفع حظر السفر وإلغاء تجميد أرصدة عائلة العقيد معمر القذافي مقابل تخليهم عنه. وقالت وكالة أنباء «أسوشييتدبرس» إن مسؤولين في وزارة الخزانة الأمريكية والخارجية البريطانية أعدوا تفاصيل الاقتراح الذي قالت عنه مصادر ديبلوماسية غربية «إنه عرض لا يمكن رفضه». وتجري مناقشات مكثفة لعرض التفاصيل النهائية على اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل. كما ستجري مناقشات حول الموضوع بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي خاصة لتحديد موقف أي أسماء وردت في قائمة العقوبات المفروضة على ليبيا. ومن المعتقد أن أولاد القذافي السبعة وابنته وزوجته وابني عمه وآخرين مقربين منه يساعدونه في تعزيز أركان حكمه منذ سنوات طويلة. ويرى الغرب أنه يمكن منح هؤلاء الفرصة لرفع أسمائهم من القائمة السوداء الدولية والحصول على مليارات الدولارات من الأرصدة المجمدة إذا تخلوا عنه. لكن منتقدي هذا الاقتراح يرون أنه يمثل نموذجا سيئا ويتساءلون عن مدى شرعية تقديم حوافز تشمل مليارات الدولارات لأشخاص قد يكونون متورطين في سلب هذه الأموال من الشعب الليبي. كما يشكك مراقبون في امكانية نجاح هذا الاقتراح في الاطاحة بالعقيد معمر القذافي.