رفضت واشنطن نداء شخصيا من العقيد معمر القذافي الى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف ما سماه «حربا ظالمة» على ليبيا وطالبته في المقابل بالرحيل فورا عن السلطة وعن ليبيا. وتلقى أوباما رسالة من ثلاث صفحات من القذافي يطلب فيها وقف الحملة الجوية الغربية على قواته لكن المسؤولين الأمريكيين قابلوا نداءه بالرفض. رد واضح وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الليلة قبل الماضية «أعتقد أن السيد القذافي يعلم ما ينبغي له أن يفعله. ينبغي أن يكون هناك وقف لاطلاق النار وينبغي أن تنسحب قواته من المدن التي أخذتها بالقوة.. وينبغي اتخاذ قرار بشأن رحيله عن السلطة.. ورحيله عن ليبيا.» وقال جاي كارني المتحدث باسم اوباما للصحفيين المرافقين له الى بنسلفانيا «يمكننا تأكيد انه وردت الينا رسالة لكن من الواضح انها ليست الاولى. والشروط التي وضعها الرئيس كانت واضحة وهو الافعال لا الاقوال.» ورفض الكشف عن مضمون الرسالة. وقيل إن الرسالة كما ورد في نسخة اطلعت عليها وكالة انباء «اسوشييتد برس» خاطبت أوباما بكلمة «ابننا» و «معالي» وانها حثته على وقف ما سماه القذافي «حربا ظالمة على شعب صغير في بلد نام». وقال مسؤول امريكي ان واشنطن تلقت رسائل كثيرة من القذافي على مر السنين وأن أحدثها لم تكن افضل حظا من سابقاتها اذ لم تحمل على محمل الجد شأنها شأن الرسائل الاخرى. وكان اوباما حث القذافي على الرحيل لكنه اصر على ان الولاياتالمتحدة لن تستخدم القوة العسكرية للاطاحة به. وقالت كلينتون «لا أعتقد ان هناك أي غموض بشأن ما هو متوقع من السيد القذافي في هذا الوقت.» «كلما حدث ذلك بسرعة وانتهت اراقة الدماء كان ذلك أفضل للجميع.» حل وسط من جانبه حمل النائب الأمريكي السابق كورت ويلدون الذي وصل الى طرابلس حزمة من الاقتراحات تتضمن حلا وسطا لتسوية النزاع في ليبيا. وتنص حزمة الاقتراحات على الوقف الفوري لاطلاق النار وانسحاب القوات الحكومية من جميع المدن الليبية والسماح بوصول منظمات الاغاثة الدولية الى كافة انحاء البلاد. ومن بين مقترحات ويلدون كذلك تنحي القذافي عن السلطة مقابل تولي منصب الرئيس الشرفي للاتحاد الافريقي والسماح لنجله سيف الاسلام بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، أما السلطة في البلاد فستنتقل خلال الفترة الانتقالية الى حكومة تصريف أعمال يقودها رئيس الوزراء الحالي البغدادي المحمودي وأحد زعماء المعارضة الليبية. ويقترح ويلدون أيضا تشكيل لجنة دولية مستقلة يشارك فيها ممثلون عن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي وبعض دول الشرق الأوسط من أجل التحضير لاجراء انتخابات برلمانية حرة في البلاد. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من جهته أن المسألة المطروحة اليوم في ليبيا هي «معرفة شروط رحيل معمر القذافي». وقال الوزير الفرنسي في جلسة استماع بمجلس الشيوخ بباريس ان ما يتم مناقشته اليوم هو «معرفة الشروط التي سيرحل بها القذافي وليس كيف سيبقى في الحكم، اعتقد أنها أول نقطة مسجلة». وأضاف جوبيه أن «القذافي فقد مصداقيته وأدى استخدامه القوة ضد شعبه الى المطالبة برحيله «معترفا بوجود خلافات مع دول أوروبية أخرى بشأن طريقة تنحيه». وأوضح جوبيه «ليس واردا أننا نريد التخلص من القذافي» لكنه أضاف أن «هذا الخيار يبدو مخرجا لا مناص منه للأزمة الراهنة».