يبدو أن سيل الخلافات حول رئاسة القائمات التشريعية والذي لم تسلم منه أحزاب المعارضة في الانتخابات السابقة قد انطلق بعد أيام قليلة قبل اتمام الاجراءات القانونية لتقديم الترشحات والاعلان الرسمي عن رئاسة القائمات وأعضائها واللون المميز لها والشعار الذي ستحمله خلال الحملة الانتخابية. تعيين حزب الوحدة الشعبية للسيد الحسين الهمامي رئيسا لقائمة الحزب في ولاية نابل اثار حفيظة النائب في البرلمان حاليا والكاتب العام لجامعة الحزب في نابل صالح السويسي الذي اعتبره تعيينا غير موفق ومخالفا للعمل الحزبي وغير متوافق مع رغبات هياكل الحزب ومناضليه. «السويسي» أشار ل»الشروق» أنه شرع في الاعداد لقائمة مستقلة سيترأسها هو شخصيا وستتقدم للمنافسة في دائرة نابل وأضاف المتحدث أن خطوات قطعت في سبيل تشكيل هذه القائمة التي ستضم مناضلين آخرين ووجوها معروفة على الصعيدين الوطني والجهوي سيكون من بينهم منتمون لحزب الوحدة الشعبية. وقال السويسي ان الوفاق يكاد يكون حاصلا بين ثلة من السياسيين على برنامج انتخابي واضح وان القرار قد اتخذ في شأن شعار القائمة الذي سيكون «القائمة الوطنية من أجل الوطن» ولونها المميز هو «الرمادي» (وهو اللون السابق لقائمات حزب الوحدة الشعبية والذي غيرته هذه السنة باللون الذهبي). ومع اقراره بأن التفاهم أصبح مستحيلا مع القيادة الحالية للحزب فإن السويسي أشار بأن الأسبوع القادم سيشهد وضوح الموقف النهائي من العلاقة مع الحزب وقال: «هي ليست وضعية شخصية لأن هناك آخرون يدعمون نفس التوجه ويأملون في اتخاذ موقف مشترك يعبّر عن رؤية متكاملة ورصينة تعطي الانطباع حول الاستقالة أو الانسلاخ المتوقع عن الهياكل الحالية للحزب. يذكر ان علاقة السويسي بحزبه كانت تبدو في ظاهرها جيدة كما انه كان ذي حضور لافت في مجلس النواب مما يوحي بأن الخلاف مع قيادة الحزب جاد وعلى محاور هامة وليس هامشيا أو عابرا. الملف في غاية الحساسية ويبدو أنه مرشح للمزيد من التفاعلات خاصة وأنه قد يفتح الباب لتطورات تمسّ الحياة الداخلية لأحد أحزاب المعارضة كما أنه قد يفتح «شهية» آخرين للتحرك وتنسيق المواقف.