اسابيع قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات التشريعية القادمة التي ستنظم في شهر اكتوبر القادم ورغم انشغال بعض الاحزاب بترتيب شؤون بيتها والبعض الآخر بمؤتمراتها الوطنية الا ان التشريعية القادمة تلقي بظلالها على احزاب المعارضة وعلى كل هياكلها. بعض الاحزاب ومنها حزب الوحدة الشعبية يبدو انه بلغ مرحلة متقدمة في الإعداد لتشريعية اكتوبر القادم. مصادر من داخل الحزب اكدت في مناسبات عديدة ان قائماتها الانتخابية تكاد تكون جاهزة في كل الدوائر وقام الحزب على امتداد الاشهر الماضية باتصالات واسعة في عدد من الجهات تم خلالها استقطاب وجوه عرفت باشعاعها وذلك قصد اعطاء حظوظ اكثر للقائمات الانتخابية. وتضيف المصادر ان عملية ضبط القائمات تتم تحت اشراف مباشر للأمين العام للحزب السيد محمد بوشيحة الذي اعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة والتي ستنظم بالتوازي مع الانتخابات التشريعية. ورغم اهتمام حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بصفة كلية الآن بالاعداد لمؤتمرها الوطني الذي ستنطلق اشغاله يوم الجمعة القادم الا ان قائمات التشريعية تبقى محل اهتمام «المناضلين» ويبدو ان حسمها لن يتم الا بعد انتهاء اشغال المؤتمر رغم ان اغلب نواب الحركة الحاليين اعلنوا عن رغبتهم في اعادة الترشح. وتأتي رغبة هؤلاء في الوقت الذي برزت فيه اصوات الكثير من المناضلين في الجهات تطالب بأن يكون للجامعات الكلمة الاخيرة في اختيار رئيس القائمة باعتبار ان بعض النواب ترشحوا في الانتخابات السابقة في دوائر لا يقيمون بها وكانت الحركة حينها تمرّ بظروف استثنائية انتفت الآن بعودة الكثير من المناضلين وتركيز الجامعات من جديد. والحال نفسه بالنسبة الى الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي يهتم الآن بترتيب شؤون بيته الداخلي في الوقت الذي تتجه فيه انظار كوادره نحو التشريعية القادمة حيث ينتظر ترشحه في اغلب الدوائر الانتخابية. لكن الجميع يعترف الآن بوجود «إشكال» لدى البعض من احزاب المعارضة يتمثل في اختيار رئيس القائمة الانتخابة الذي تكون له حظوظ اوفر بل ومُطْلقة في الدخول الى البرلمان. وتتعالى الآن الاصوات داخل احزاب المعارضة بضرورة اختيار رؤساء القائمات من كوادر الحزب ومناضليه في الجهة نفسها وعدم الالتجاء الى التعيين من طرف القيادة لوجوه ليست لها علاقة بالجهة التي يترشح فيها. مصادر مطلعة داخل احزاب المعارضة تؤكد ان حسم مسألة رؤساء القائمات لن يكون بالأمر الهيّن وان القيادات قد تضطر لتقديم بعض التنازلات او الدخول في «مواجهات» لا طائل من ورائها ولن تزيد الا تعميق «الخلافات».