مشويات طرابلس الغرب سجن كبير... المراسلون في العالم أكدوا هذه الحقيقة من مصادرهم المتنوعة. لكنهم لم يشمّوا رائحة السمك، بل رائحة الموت التي تزكم الأنوف. اللحوم البشرية المشويّة لا تلتقطها الأنوف المزكومة بالموالاة والخوف والطمع... لا للطمأنينة من أجمل ما قرأت للكاتبة المصرية مي التلمساني: «الثورات لا تنتهي لكنها تعيد تجديد نفسها كلما ركن أصحابها إلى الطمأنينة». سلطة بديلة حين تصبح السلطة الرابعة سلطة راكعة يصبح «الفايس بوك» السلطة الخامسة البديلة... لا صوت يعلو فوق صوت الفايس! الارهاب الجديد الارهابيون الجدد اعتدوا على الممثل عاطف بن حسين لأنه تجرأ على ذكر بعض نقائص بورقيبة (الكمال للّه) لولا سيارة الجيش لذهب شهيدا لحرية التعبير... تضامننا الكامل مع عاطف وكل صاحب رأي حرّ... تورّم الزعامة! في كتابه «عواصف الاستقلال» ذكر الباحث عمار السوفي أن بعض المواطنين رشقوا بورقيبة بالطماطم لما أشعل سيجارة في رمضان أمام مكتبه بل أنه طلب بفعل تضخم الزعامة المرضية لديه أن يؤم الجماعة في الصلاة وهم من «الزواتنة» لما طلبوا منه أداء الصلاة معهم قائلا: «إما أنا الامام أو لا صلاة»!!؟ ويضيف صاحب الكتاب أن السلطات الاستعمارية اضطرت الى أن «تخصّه بحماية خاصة» (ص99). فيها نظر.. قيل لوزير الثقافة: صباحك سكر.. سيدي الوزير.. قال: أوصيكم بالحجر والتراث والشجر... قالوا: والبشر؟ قال: تلك مسألة فيها نظر!! خطير... ما يجري داخل قناة «نسمة» فيه اعتداء على الحريات وضرب للمكاسب الاعلامية واستهتار بحرية الكلمة.. آن الأوان كي تتجنّد كل القوى الوطنية ومكوّنات المجتمع الوطني لتعيد الأمور الى نصابها. من يجرؤ؟ اشكون ينجّم يقول ل«الصيد» فمك أبخر؟! «بلطجية» أم «بلاطجة» يوصف الفتوات في مصر ب«البلطجية» وفي اليمن ب«البلاطجة» وفي تونس ب«الخلايق»، لماذا لا يجتهد مجمع اللغة العربية بالقاهرة أو دمشق لتوحيد «التخوليق» و«الباندية» في كلمة واحدة؟!