الزائر القادم الى مدينة الرديف بقدر ما تبهره بعض مظاهر التطور في مجال البنية الاساسية و جمالية الوسط الحضري داخل المدينة و حسن التنظيم بين الانهج و الشوارع الرئيسية داخل المدينة اضافة الى توسط بعض الحدائق وسط السوق لتضفي مسحة جمالية تبهر الزائر وانتشار بعض مظاهر البناء العصري و العمودي و هو ما يعكس رؤية حضارية تنم عن تطلع اهالي المنطقة الى مواكبة مظاهر الحداثة في علاقة المواطن بالحيز الجغرافي المعيشي والمحيط السكني. لكن كل هذه المشاهد التي تعكس مظهرا من مظاهر التمدن والتحضر و التقدم لا تشفع لك خلال هذه الايام فبمجرد ان تقوم بجولة داخل وسط المدينة و داخل الاحياء المتفرعة خلال هذه الفترة الرمضانية و المتسمة بارتفاع درجات الحرارة حتى ترمق عيناك مظاهر و مشاهد الفضلات و سط المدينة من مخلفات وبقايا فضلات المتاجر و اصحاب المعروضات حيث بعد كل عملية انتصاب ليلي او عمل يومي تظهر نقاط سوداء هنا و مصبات عشوائية هناك و رائحة تزكم الانوف حتى تخال وسط المدينة لم يقع تنظيفها منذ سنوات خلت. لكن الامر الذي يثير الغرابة و يتطلب المتابعة من قبل هياكل الاشراف هو غياب تام لعمال حضائر البلدية للقيام بواجبهم اليومي في العناية بنظافة المدينة وجماليتها في ظل غياب ادارة حازمة تتولى تسيير هؤلاء العمال اما داخل الاحياء و الشوارع الخلفية يبدو الوضع اكثر كارثية باتم معنى الكلمة حيث انتشرت مقابل كل منزل او زاوية لمجموعة من المنازل عدة نقاط سوداء تراكمت داخلها فواضل المنازل بشكل يثير الاشمئزاز حيث تعفنت محتوياتها بمفعول ارتفاع درجات الحرارة لتنبعث منها روائح تزكم الأنوف و تغير اتجاه المار من قربها حيث تكاثر من حولها الذباب و الناموس و جميع انواع الحشرات. والغريب ان بعض الاهالي في محاولة لاخفاء هذه القاذورات يعمدون الى حرق هذه المزابل لتتفاعل المواد المحترقة كيمياويا و تبعث روائح كريهة و دخان اسود ينتشر فوق سماء محيط هذه الاحياء و يدخل البيوت حاملا معه ابخرة لمواد كيمياوية تستنشقها انوف الاطفال و كبار السن و المرضى و هو ما يجعل محيطه الصحي مهددا بظهور اعراض لامراض و اوبئة قد تكون لها تاثيرات سلبية على الصحة. لكن الغريب ان البلدية تصم اذانها و تتعلل بنقص التجهيزات و عطب الجرارات و الجرافات اضافة الى انعدام الموارد المالية المخصصة لمجال النظافة وما زاد الامر سوءا عجز الاهالي عن ايجاد صيغة توافقية لتشكيل قائمة اسمية تتولى رئاسة البلدية ضمن نيابة خصوصية تقوم بمتابعة موضوع النظافة و العناية بالمحيط العام للمدينة .