انعكست «الحرب الباردة» الدائرة حاليا بين الرياض وطهران، سجالا بين رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان سعد الحريري «سني» المدعوم من السعودية وحزب الله اللبناني «شيعي» المدعوم من ايران، مما يثير قلقا من تبعات هذه المبارزة السياسية على لبنان. وقالت عميدة كلية العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت فاديا كيوان ان السجال «دليل اضافي على ان الازمة الداخلية اصبحت اكثر ارتباطا بشكل عضوي في المواجهة الاقليمية والتي راينا مؤشرات لها بصورة خاصة في البحرين». ورأت امل سعد غريب من المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات - معهد الدوحة ان «اللاعبين الاقليميين كشفوا كل اوراقهم»، لتصبح بذلك مواقف رئيس حكومة تصريف الاعمال «جزءا من الخطاب العربي المعادي لايران» مضيفة ان «خطاب الحريري بات يشبه ايضا الخطاب الامريكي الرسمي» تجاه ايران. في المقابل كثف نواب ينتمون الى تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس حكومة تصريف الاعمال الجمعة والسبت من هجماتهم على حزب الله وعلاقته بايران. وقال النائب احمد فتفت ان «حزب الله يعتبر شيعة لبنان جالية ايرانية»، بينما راى النائب نبيل دو فريج ان «تدخل نصر الله في شؤون البحرين يؤذي الاقتصاد الاغترابي»، في اشارة الى 400 الف لبناني ينتشرون في الخليج، بحسب تقديرات غير رسمية. وشدد النائب جمال اندراوس من جهته على ان حزب الله «جزء من ميليشيات الرئيس الايراني في لبنان واصبح كالمرتزقة التي تسعى الى خربطة الاوضاع». واعتبر استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الامريكية عماد سلامة ان خطاب فريق الحريري «ليس الذروة ابدا، بل انه بداية لتصعيد كبير». وأوضح «هناك امور كثيرة لم يتحدث عنها الحريري بعد وهي ترتبط باشكالية سلاح حزب الله واشكالية وجود حزب الله وعلاقته بالدولة وبالطوائف الاخرى ومن بينها الطائفة الشيعية». وكتبت صحيفة «النهار» أمس ان السجال «الذي يتعدى الساحة الداخلية مؤشر لكون لبنان لن يسلم من التوتر الاقليمي»، بينما اعتبرت «الديار» ان «اللبنانيين لن يخرجوا سالمين من الحرب الباردة السعودية الايرانية». ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس «الى تحاشي السجالات والمواقف التي تزيد الامور تعقيدا»، مشددا على ان «سياسة لبنان الخارجية ترتكز الى مبدإ الابتعاد عن المحاور وتلافي جعله ساحة للصراعات الاقليمية والدولية». وتقول كيوان ان التصعيد بين الحريري وحزب الله «اذا استمر، والارجح انه سيستمر، سيمعن في اغراق البلاد في الازمة وفي ارتباط الدينامية الداخلية بديناميات المواجهات الاقليمية».