أفرزت كما هو معلوم أول ممارسة ديمقراطية في تاريخ النادي البنزرتي صعود مهدي بن غربية لرئاسة الجمعية ومحمد رضا الشريف لمنصب نائب رئيس بعد منافسة مشوّقة مع خالد التراس حيث رجحت في النهاية كفّة بن غربية بفارق 23 صوتا (466 مقابل 443). الطريف في العملية أن من اختاره مهدي بن غربية ليدخل معه التجربة من أجل منصب نائب رئيس سمير يعقوب لم يحالفه الحظ وكانت الكلمة للمجموعة الثانية التي فاز منها محمد رضا الشريف متقدما ب 162 صوتا (472 مقابل 310) وهو من فريق الترّاس. هذه النتيجة قد تكون أرضت الطرفين لكنها أكيد أسرّت الجميع خاصة الذين آمنوا بأن المشهد تغيّر كما في السياسة والفضاءات مفتوحة للجميع ولا مجال للحديث مستقبلا عن فوز ساحق وانتصار كاسح. رسالة الصناديق وصلت الى كل من حاول العبث واللعب في الكواليس مثلما لعب في مجالات أخرى قبل ثورة 14 جانفي. هل اكتمل النصاب؟ تحدثت أطراف عن اشكاليات طرحت في الجلسة العامة ربما كانت تحرج البعض لو طفت على السطح من ذلك مسألة اكتمال النصاب فعدد المسجلين بسجل المنخرطين 1501 وعدد الذين حضروا الجلسة العامة لم يتجاوز 500. أما عدد الذين صوّتوا فقد كان 938 من جملة 1501 مسجّلين وفي كلا العمليتين لم يصل العدد الى الثلثين، عن هذه المسألة أجابنا الأستاذ توفيق بوزيان رئيس لجنة الانتخابات: «ربما يمكن الحديث عن النصاب القانوني في الجلسة لكن في الانتخابات الأمر ليس مطروحا قانونيا ولا يمكن الحديث عن نصاب في الانتخابات». وإلى العمل أكّد الرئيس الجديد مهدي بن غربية بعد فوزه في انتخابات 8 أفريل ل «الشروق» أنه سيشرع مباشرة في تنفيذ الوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية والتي ستشمل اعادة هيكلة النادي وتطوير البنية التحتية ومن جهته اكد سمير يعقوب أبرز الوجوه القريبة من رئيس النادي ان أوّل خطوة ستكون دراسة ميدانية معمّقة لكل المجالات ستوضع على ذمّة إدارة النادي بعدها سيشرع في التنفيذ. هيئة ائتلافية فارق الأصوات بين مهدي بن غربية وخالد الترّاس لم يكن كبيرا حيث انحصر في 23 صوتا مما يعني ان الحظوظ كانت تقريبا متساوية وأجمل ما في العملية كلّها هي تهنئة الثاني للأول في النهاية تحت هتافات الجماهير باسم النادي البنزرتي فقط هتافات اهتزت لها المدينة في قلب الليل باعثة برسالة الى طيور الظلام التي أرادت أن تؤجج فتنة بين أحباء الفريق الواحد سويعات قبل انطلاق العملية الانتخابية غير ان جمهور النادي أكّد أنه متحضّر ولا تعنيه الا راية الفريق وهناك عدد من الأحباء طالبوا الرئيس ونائبه بتكوين هيئة ائتلافية تجمع بين كل مكوّنات النادي على أن لا تضم داخلها أي وجه من وجوه فاشلة أكلت سابقا من جميع الموائد وتعوّدت النزول خلسة من القطار السابق والصعود من النافذة في القطار اللاحق.