للمرة الرابعة يحل المطرب السوري إيهاب ياغي ببلادنا لإحياء بعض الحفلات.. وفي كل مرّة يزداد حبّه لتونس.. هل تورط في حبّ تونس؟ ابتسم دون أن يعلّق على عبارة «تورط» التي يبدو أنها لا تعبّر بما فيه الكفايةعن حبه لهذا البلد. الرجل تربّى في أحضان بلد الموشح والقدود.. تشبع بالطرب ثم صقل موهبته عبر الشهادات التي أحرز عليها وهو متمكن من عزف العود لقّب في سوريا بالطفل المجزة وكان عمره 10 سنوات بل انه أجرى أول حديث مازال يذكره رغم مرور عقدين من الزمن بكل تفاصيله.. كرّمه الر احل حافظ الأسد بوسام يعتز به كثيرا باعتباره أفضل طفل سوري يغني وكرّمه بإيفاده في بعثة ترفيهية الى ألمانيا لمدة شهرين وبعدها اقترح عليه المخرج المصري أحمد الخطيب تصوير فيلم عن أطفال الحجارة ليغني فيه من ألحان بليغ حمدي وهذا الشريط شارك فيه عدة أسماء مثل جميل راتب وأمينة رزق وفريد شوقي وماجدة الخطيب وغيرهم من النجوم ولكن التصوير لم يكتمل لاعتبارات مازالت مجهولة.. وكان من المنتظر أن ينطلق إيهاب ياغي انطلاقة صاروخية لكن صوته خفت بعد غياب امتدّ طيلة 5 سنوات بسبب الاغتراب في أوروبا بعد خلاف نشب بينه وبين شركة الانتاج التي يتعامل معها وبعد ألبومه الأول «طلّيت» الذي ضمّ بعض ألحانه وألحان الملحن احسان المنذر بدأ بعد يعدّ لألبومه الثاني وهو يراوح بين اللون العاطفي المتداول واللون الطربي ولعل أفضل أغنية تجسّد هذا الاتجاه أغنية «ماغبت عن عيني» وهي من ألحانه ولكنه ينوع في أغانيه بحثا عن ايهاب ياغي ليشكل هويته المستقلة في نوعية من الأغاني مثل «قمرك نوّر» و»حبي الأكيد» و»أنا عاشق». وبقدر ما يعتزّ إيهاب ياغي بألحانه فإنه يعمل على اثراء رصيده بألحان الكبار مثل محمد سلطان الذي وعده بلحن وقد يلتقي به قريبا في القاهرة ورغم نجاح بعض ألحانه فإنه يؤكد أنه ليس ملحنا وانه يحترم كل الملحنين الكبار ولكنه يمارس التلحين لدعم موهبته.. ومثلما أكدها في ألبومه الأول ستكون بعض الأعمال في ألبومه الثاني حاملة لإمضائه.. إيهاب ياغي مصرّ على أن تكون سنة 2004 سنة العودة بقوة من خلال شركة عالمية وأنه وضع خطة عمل لإنجازه طموحه. وبخصوص حضوره في تونس قال ايهاب: «من المؤسف أن أعمالي غير مروجة في تونس رغم أن في رصيدي ألبوما وأيضا «كليبان» وأنا أعمل على تأكيد حضوري في تونس بدعم من شركة «فوني»، وأعتزم خوض تجربة المهرجانات التونسية ولكن بعد ضمان كل أسباب النجاح لأن الجمهور التونسي صعب جدا ولا يمكن لأي فنان أن يواجه هذا الجمهور في المهرجانات ما لم تكن أغانيه مغنّاة ومعروفة لدى هذا الجمهور. إيهاب ياغي عاد بذاكرته الى غربته قائلا «هي أيام مضت.. وأنا أشكر كل الذين حاربوني وكانوا وراء سفري.. لكل جواد كبوة ولكن المهم أن ننهض لنواصل المسيرة بثبات وإصرار.. ولولا هؤلاء لما أدركت أن الاصرار هو المفتاح..».