دارت في نهاية الأسبوع الماضي مباريات الإياب للدور الأول الخاص بتصفيات منطقة إفريقيا المؤهلة إلى نهائيات الألعاب الأولمبية «لندن 2012». في هذه اللقاءات تعرفنا على أغلب المنتخبات التي ستتكون منها المجموعات الأربع لكن ما لفت الانتباه أن هناك منتخبات فقيرة وصغيرة تمردت على أسياد القارة واسألوا الكامرون كيف عبثت بها تنزانيا وكيف هزمت السودان غانا أمام جماهيرها وفجرت مفاجأة من العيار الثقيل؟ شكرا للمنتخب الليبي المنتخب الليبي ورغم الوجع والظروف والحروب إلا أنه شارك ولعب وسجل الأهداف لكنه فشل في الترشح وهذا أمر متوقع فالبلد الشقيق لعب ضد جنوب إفريقيا فانهزم في مباراة الذهاب بأربعة أهداف لهدفين وتحصل في الإياب على نتيجة ممتازة وهي التعادل السلبي فبرافو لمنتخب الجماهيرية ويكفيه شرف اللعب ومحاولة الفوز ونسيان الأوجاع والحرب الداخلية. هذا ما جنته عليّ بلادي المنتخب الإيفواري لم يلعب والسبب معروف حيث الحرب الأهلية والصراع ما بين رئيس انتهت ولايته وآخر جاء بالانتخابات وكل هذا جعل هناك هجرة جماعية للدول المجاورة للكوت ديفوار وجعل النشاط الرياضي متوقفا هناك وهو ما أثّر على المنتخب الإيفواري الذي لم يلعب وأكيد أن الاتحاد الإفريقي سيراعي ذلك ويأخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والعباد. ترشح بدون فوز المنتخب السينغالي لم ينتصر ولم ينهزم لكنه ترشح على حساب المنتخب الأنغولي فاللقاء الأول بينهما دار في داكار وانتهى بالتعادل السلبي (00) وفي المباراة الثانية انتهت التسعون دقيقة بالتعادل بدون أهداف أيضا وكان لا بد من وقت إضافي وفيه سجل كل منتخب هدفا ليتأهل المنتخب الضيف بفارق الأهداف المسجلة على أرض منافسه في المقابل فإن منتخب أنغولا لم ينهزم لكنه لم يترشح أيضا... غانا «آوت» رغم أنّ غانا كانت ولا زالت وستظل قوية ومهابة خاصة في الشبان إلاّ أنّ المفاجأة حصلت حيث تمكن المنتخب السوداني من إبعاد غانا عن طريقه بعد مقابلتين حيث انتصر صقور الجديان في غانا بهدف لصفر وانتهى اللقاء الثاني بالسودان بهدف في كل شبكة. غانا لن تكون ضمن المجموعات وسوف تتابع التصفيات الإفريقية والنهائيات الأولمبية على عكس ما جرت العادة حيث اعتاد هذا المنتخب ترويع المنتخبات العالمية. تنزانيا أسقطت الكامرون فجر منتخب تنزانيا مفاجأة من العيار الثقيل عندما أزاح أحفاد الهداف روجي ميلا بعد أن تبادل كلاهما الفوز بالنتيجة ذاتها أي هدفين لهدف لكن بضربات الجزاء خرجت الكامرون غير مأسوف عليها ولا يعرف هل أن الكامرون هي من تراجعت أم أن منتخب تنزانيا هو من تطوّر وتحسّن فأزاح بذلك واحدا من أكبر وأعظم منتخبات القارة؟ نيجيريا تستعرض عضلاتها الكروية المنتخب النيجيري تأهّل على حساب منتخب ضعيفة وبلا تاريخ وهو منتخب غينيا الاستوائية فالنسور الخضر انتصروا ذهابا بخماسية دون ردّ وفازوا خارج الديار بأربعة أهداف لهدف ونيجيريا ستكون كالعادة مرشحة وبقوة نظرا لما تملكه من عشرات اللاعبين الأفذاذ في البطولة المحلية أو في الملاعب والنوادي الكبيرة والصغيرة في القارة العجوز أوروبا وبالتالي ستكون مرشحة لتصدر مجموعتها. صدام عربي مؤكد سوف تكون الكرة العربية ممثلة وبقوة في قرعة صبيحة الأربعاء بالقاهرة حيث أن هناك خمسة منتخبات هي مصر وتونس والمغرب والجزائر والسودان وفي ظل تواجد أربعة مجموعات فأكيد أننا سنتابع منافسة عربية ومن المؤكد أن يتواجد في نفس المجموعة أكثر من منتخب عربي بما أن المنتخبات العربية عددها خمسة فيما ستكون هناك أربع مجموعات وهذا ما يجعل تواجد أكثر من منتخب عربي في نفس المجموعة مؤكد عند سحب القرعة. أربع مجموعات (16) منتخبا سيقع توزيعها على أربع مجموعات أي كل مجموعة فيها أربعة منتخبات وسوف تكون هناك ستة لقاءات ما بين ذهاب وعودة والمنتخب الذي يجمع أكثر نقاط هو من سيحل أولا لكن نؤكد من الآن أن من يضمن المركز الأول في مجموعته ليس بالضرورة أن يذهب إلى نهائيات لندن في صائفة 2012 لأنه سيقع اختيار أفضل ثلاثة منتخبات حلت أولا من مجموع أربع مجموعات وهذا ما يجعل قيمة الأهداف المدفوعة والمقبولة لها أهمية بالغة. مباراة فاصلة قلنا إن المنتخبات الثلاثة الأفضل سوف تذهب مباشرة إلى لندن فيما سيكون أسوأ منتخب حل أولا مجبرا على إجراء مباراة فاصلة في أفريل القادم بلندن ضد منتخب آسيوي والفائز يترشح للنهائيات الأولمبية وهذا ما يعني أن اللجنة الأولمبية الدولية اختارت هذه المرة ثلاث بطاقات ونصف البطاقة للقارة السمراء ومن يدري فقد تكون للقارة السمراء أربعة منتخبات خلال صائفة 2012 بلندن لو نجح ممثل إفريقيا في إزاحة ممثل آسيا.