«بترت ساقي اليمنى والسبب عون أمن... لم تسلم ساقي اليسرى ودائما السبب نفسه... ربّما القدر شاء ذلك وربما حركة الزمن المتواصلة أرادت أن أكمل ما تبقى لي من العمر مبتور الساقين لأن عون الأمن الأول طلبت منه سيجارة والثاني لتردّدي على مقرّ احدى الوسائل الاعلامية لتبليغ صوتي الذي ظل مكتوما الى حدّ كتابة هذه الأسطر». بهذه العبارات استهل حسين حجلاوي حديثه معنا ليتحدّث عن محنته التي انطلقت منذ سنة 2004 قائلا إن رحلة معاناته انطلقت يوم 21 أوت 2004 بينما كان مقيما بقسم الامراض الصدرية للتداوي حيث أنه وفي حدود الساعة الواحدة والنصف صباحا نزل من القسم للخارج وبقي يستنشق الهواء وإذ بسيارة توقفت أمامه فسلّم على سائقها وطلب منه تمكينه من سيجارة إلا أنه ما راعه الا أن ترجّل سائقها نحوه (حسين) واعتدى عليه بكل عنف دون أي سبب بذلك مما أدّى الى اصابته بكسر على مستوى ساقه اليسرى وآخر على مستوى مرفقه الى جانب أضرار بأسفل ساقه اليمنى ليكتشف في ما بعد أنه عون أمن فتقدم ضدّه بشكوى وأصرّ على تتبعه عدليا الا أنه وبسماع المظنون فيه بحثا وتحقيقا أنكر الاعتداء على أي نفر داخل المستشفى وبثبوت إدانته أصدرت المحكمة حكمها بسجنه (عون الأمن) لمدّة 3 أشهر وذلك بتاريخ 28 جوان 2008 مع حمل المصاريف القانونية عليه. يضيف حسين أن تلك الكسور المصاب بها اضطرته الى الخضوع الى عملية جراحية إلا أن وضعيته الصحية ساءت أكثر ليضطرّ سنة 2007 الى قص ساقه بسبب تعفّنها. ومنذ ذاك الوقت وهو يعاني الامرين خاصة وأنه يعيش ظروفا مادية صعبة للغاية حتى أنه عاجز على توفير مصاريف علاجه فحاول «حسين» الالتجاء الى وسائل الاعلام لابلاغ صوته والتعريف بالمظلمة التي لحقته وأخذ يتردّد على مقر احدى القنوات التلفزية لمقابلة أحد الصحفيين لعرض مشكلة عليه الا أنه لم يتسنّ له ذلك فكان الجواب الوحيد الذي يتلقّاه يوميا من أعوان الأمن والاستقبال المتواجدين بالمقر هو: «اليوم مش ممكن ارجع لاحقا» ولم ييئس حسين وظل يتردّد عليهم بين الحين والآخر وهو ما اقلق أحد الاعوان الذي حاول طرده من مقر التلفزة وأمام تعنت حسين دفعه بقوة فهوى على الأرض ليصاب ببعض الجروح على مستوى ساقه اليمنى استدعت خضوعه مرة أخرى لعملية جراحية انجر عنها سنة 2010 قص الساق الثانية ليجد حسين نفسه مبتور الساقين وعاجزا عن القيام بأبسط شؤونه الخاصة الى جانب حالة الفقر المدقع التي يعيشها وسط منطقة ريفية مهمّشة بولاية سيدي بوزيد وتسمّى منطقة «قطرانة». «حسين» اليوم يناشد السلط المعنية التدخل السريع لايجاد حل له وانقاذه من حالة البؤس التي يعيشها كما يطالب بمحاسبة كافة المتسببين له في ما آل إليه.