يشهد المركز الجهوي للصندوق الوطني للتأمين على المرض بحمام الأنف هذه الأيام اكتظاظا كبيرا نتيجة اقبال العديد من الوافدين عليه من كافة مدن الضاحية الجنوبية للعاصمة باعتباره المركز الوحيد المتواجد بالمنطقة اضافة الى عدد هام من خارج الولاية الذين يلتجئون الى دفع ملفاتهم بهذا المركز المتواجد على الطريق الوطنية رقم 1 ولذلك يصبح من الصعب دراسة كل الملفات في إبانها وينتج عن ذلك تأخير في الاستجابة لطلبات كافة المنخرطين بالصندوق خاصة أصحاب نظام المرض المزمن الذين هم في حاجة ماسة الى استرجاع المصاريف التي تعتبر من الأمراض الثقيلة وتثقل كاهلهم كما تسبب هذا الضغط في نوع من الفوضى داخل إدارة مركز حمام الأنف حيث أصبح المواطن تائها بين المكاتب باحثا عن الاسترشاد أو المعلومة أو لتصويب خطإ تسرب في دراسة ملفه. «الشروق» التقت بعض المواطنين داخل المركز، فالحاجة فاطمة تقول بأنها ظلت أكثر من ثلاثة أشهر تنتظر استرجاع مصاريف دواء ضغط الدم، ولقد قدمت للمرة الثالثة للمركز لمعرفة سبب ذلك وفي الأخير اكتشفت بأن سبب هذا التأخير ناتج عن خطإ إداري كما أجمع العديد من المنخرطين المتواجدين أمام أحد المكاتب بالطابق الثاني بأن من أهم نواقص المركز هي الاعلام والاتصال وهنا وجب التفكير في إعادة النظر في ترتيب مكتب للارشادات لتسهيل الخدمات للمواطن الذي ظل يبحث عن الاجابة متنقلا بين مكتب الاستقبال بالطابق السفلي وصعود الطوابق العليا بالفضاء الاداري الذي يحتاج الى توسعة وترميم. فالمبنى ضيق جدا ويحتاج الى توسعة والمدارج جد ضيقه لا تسع سوى شخص واحد. فحسب مصادر معلومة، فإن البناية هي على وجه الكراء لفائدة أحد الخواص وإنها هيئت لفترة ظرفية وجيزة وكان من المفروض التفكير في مقر آخر يليق بمستوى الادارة التونسية علما وأن المنخرطين نوهوا بالخدمات المسداة من طرف أعوان الاستقبال راجين أن يعمل بقية أعوان الادارة على نفس النسق رغم ما يعانونه من ضغط في حجم العمل كما أفادنا السيد أحمد ساسي الذي يعاني من مرض السكري المزمن بأنه يحصل على مستحقاته إلا بعد فترة طويلة. وقد أعرب كافة المنخرطين عن تذمرهم من طول دراسة الملفات خاصة في هذه الفترة بالذات لأسباب متعددة وهم يطالبون بكل إلحاح الاسراع في فتح مركز جديد للتأمين على المرض بمدينة رادس لتخفيف العبء عن مركز حمام الأنف وقد باتوا يفكرون في القيام باعتصام أمام مقر مركز حمام الأنف بعد الخروج من قاعة الاستقبال علما وأن هذا الطلب هو قديم جديد وقد تمت دراسته من طرف الادارة العامة للصندوق الوطني للتأمين على المرض ولقي استحسان اللجنة وذلك في فترة ما قبل الثورة ثم تبخر لأسباب نجهلها ويؤكد الجميع على اعادة النظر بكل جدية في تحقيق حلم هذه الفئة من أبناء شعبنا الذين يعانون العديد من الصعوبات الصحية والمادية والاجتماعية فهم في أشد الحاجة الى هذا المرفق العمومي الذي نعتبره هدية ثورتنا المجيدة الى هؤلاء خاصة أصحاب الحاجيات الخصوصية منهم.