اندلعت أمس معارك عنيفة بين قوات القذافي والثوار في مصراتة في محاولة لكل منها للسيطرة على المدينة فيما اعترف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بأن حلف شمال الأطلسي لا يبذل جهدا كافيا لحماية المدنيين الذين سقط عدد منهم أمس في قصف للقوات الدولية. وفي الوقت نفسه دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الحلف الأطلسي إلى «مواصلة وتكثيف» مجهوده العسكري في ليبيا من أجل حماية المدنيين على حدّ قوله. وقالت مصادر متطابقة ان مصراتة تعيش اليوم وضعا مأساويا في ظل استمرار المعارك بين كتائب القذافي والثوار في المدينة التي تعتبر ثالث أكبر مدن ليبيا وآخر معقل كبير للثوار في شرق طرابلس حيث تواجه (المدينة) حصارا وهجوما عنيفا منذ أسبوعين.. وذكرت المصادر أن قوات القذافي تواصل حشد الدبابات والعربات المصفحة داخل المدينة وتتمركز أمام مبان عامة. ضحايا جدد من جانبه قال التلفزيون الرسمي الليبي أمس إن غارة جوية نفذتها طائرات حلف الأطلسي على مدينة ككله إلى الجنوب الغربي من العاصمة طرابلس أسفرت عن سقوط عدد من المدنيين وعدد آخر من أفراد الشرطة. وأضاف أن بوابة ككلة تعرضت إلى قصف ما وصفه ب«العدوان الاستعماري الصليبي أول أمس حيث كان يتواجد عدد من أفراد الأمن العام لتسيير حركة المرور والتأكد من الهويات الشخصية». وفي تطوّر ميداني آخر قتل ثلاثة مدنيين أول أمس بنيران القوات الموالية للقذافي غرب أجدابيا التي استعاد الثوار السيطرة عليها بعد معارك شديدة. وأكدت مصادر طبية أنه تم نقل ثلاث جثث صباح أمس إلى مستشفى أجدابيا. وكان الثوار قد استعادوا أول أمس السيطرة على أجدابيا، محور الطرف الرئيسي على مسافة 160 كلم جنوب بنغازي معقل الثوار إثر معارك ضارية أوقعت ما لا يقل عن 50 قتيلا منذ السبت الماضي معظمهم من عناصر قوات القذافي قتلوا في ضربات للحلف الأطلسي. اتهام بالتقصير في هذه الأثناء أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس أن حلف الأطلسي لا يؤدي دوره «بشكل كاف» في ليبيا لتدمير الأسلحة الثقيلة لدى قوات العقيد معمر القذافي وحماية المدنيين لا سيما في مصراتة. وقال الوزير الفرنسي إن على حلف الأطلسي أن يلعب دوره بشكل كامل. وأضاف «حلف الأطلسي أراد تولّي القيادة العسكرية للعمليات ووافقنا على ذلك.. يجب أن يؤدي دوره اليوم أي أن يعمد إلى منع القذافي من استخدام أسلحة ثقيلة لقصف السكان. وأعلنت الخارجية الأمريكية مشاركة مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية، وليام بيرنز، في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا الذي يعقد في العاصمة القطرية الدوحة اليوم. وأصدرت الوزارة بياناً أوضحت فيه أن مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الأوروبية والشؤون الأوروبية الآسيوية، فيليب غوردن، ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، سيرافقان بيرنز إلى قطر. ويبدأ اليوم اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا التي تعمل على وضع استراتيجية تحرك في ليبيا تحت غطاء قرارات الأممالمتحدة وضمان «القيادة السياسية» للعملية العسكرية والمدنية الدولية في ليبيا.