رفض حلف شمال الأطلسي «الناتو» أمس الاعتذار عن الغارة التي شنتها مقاتلات تابعة له استهدفت دبابات للثوار الليبيين وأسفرت عن مقتل وجرح عدد منهم نافيا وجود مأزق في ليبيا سواء على الصعيد السياسي أو العسكري. كما طالب «الناتو» المعارضة بعدم السماح لعناصر «متطرفة» باختراق صفوفها وهو ما يؤكد وجود أزمة ثقة بين الثوار والغرب، فيما واصلت الكتائب الموالية للقذافي في قصفها لمصراتة وأجدابيا. وقال القائد المساعد للعمليات العسكرية للأطلسي في ليبيا الاميرال راسل هاردينغ في ندوة صحفية في جنيف «لن نقدم اعتذارا، فالوضع الميداني كان ولا يزال متغيرا وغير محدّد». أزمة ثقة وأضاف هاردينغ وفق ما نقلت عنه الوكالة الفرنسية للأنباء «حتى الأمس لم تكن لدينا معلومات بأن المجلس الوطني الانتقالي يستخدم دبابات». وتواجه قيادة الأطلسي متاعب كبيرة في عملياتها في ليبيا أهمها لجوء قوات القذافي الى استخدام المدنيين دروعا بشرية وهو ما يعرقل الضربات الجوية وفق ما أكده مسؤولون في «الناتو». وفي هذا الصدد قال معهد ستراتفور الأمريكي للدراسات الاستخبارتية في ورقة تحليلية إن فرنسا ترى الآن بوضوح أن الوضع الحالي لن يقود على الأرجح الى نجاح حقيقي في الميدان. وأشارت الورقة الى أن الغارات الجوية قضت الى حدّ كبير على الأهداف السهلة لقوات القذافي خارج المدن إلا أن تغيير هذه القوات لتكتيكاتها والاندساس في صفوف المدنيين يقود على ما يبدو الى حالة من الجمود. ومن جانبه عبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن خشيته من أن تواجه قوات الحلف الأطلسي جمودا يستمر لأشهر. قصف مصراتة وأجدابيا وعلى الصعيد الميداني تقدمت القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي أمس صوب المناطق الشرقية من مدينة مصراتة المحاصرة منذ أسابيع مما فجّر معارك في الشوارع ودفع السكان الى الفرار من المنطقة. وقال المتحدث باسم المعارضة حسن المصراتي في تصريح لوكالة (رويترز) إنّ القوات الحكومية حاولت التقدم من الجانب الشرقي من منطقة مأهولة بالسكان وإن مقاتلي المعارضة تصدوا لها وإن الاشتباكات مستمرة. كما قصفت قوات القذافي أمس بالمدفعية الثقيلة المدخل الغربي لمدينة أجدابيا وهو ما أرغم الثوار على التراجع الى وسط المدينة. وأكدت الوكالة الفرنسية للأنباء أن قوات العقيد أطلقت ست قذائف مدفعية على البوابة الغربية لأجدابيا وأن القصف أدى الى «انتشار الذعر بين الثوار الذين تراجعوا سبعة كيلومترات الى وسط المدينة». هذا وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أمس تمديد العقوبات على النظام الليبي لتشمل خمسة من أركان النظام وجمعيتين تابعتين لأسرة العقيد. وجاء في بيان للوزارة أن الأشخاص الخمسة هم رئيس الحكومة البغدادي المحمودي ووزراء النفط شكري غانم والمالية عبد الحفيظ الزليطني ومدير الأمن الداخلي توهامي خالد ورئيس مكتب القذافي بشير صالح.