خرجت الجزائر عن صمتها حيال الأزمة الليبية وقالت إن قوات التحالف الدولي هي المتحكمة في المجلس الانتقالي الليبي المعارض، وهي التي تقرّر مواقفه السياسية والعسكرية. وقال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية إن «الجزائر تدفع الآن ثمن موقفها الداعي إلى حلّ سلمي للصراع في ليبيا وعدم وقوفها مع أي طرف في القضية. واعتبر ولد قابلية في حديث لصحيفة «الخبر»الجزائرية الصادرة أمس أن الاتهامات التي يوجهها المجلس الانتقالي في ليبيا للجزائر حول إرسال مرتزقة لدعم الزعيم الليبي معمر القذافي, نابعة من عدم تقبل المجلس موقف الجزائر الرافض لأخذ موقف غير محايد في الصراع والتنديد بالقذافي. وأوضح أن التحالف الذي يقصف ليبيا هو من يريد إقحام الجزائر في هذا الصراع رغم موقفها الواضح منذ البداية. وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي اتهم أمس الأول الجزائر علنا بإرسال مرتزقة للقتال إلى جانب قوات القذافي. وفي سياق متصل, قالت «الخبر» إن لجنة أمنية عليا جزائرية اجتمعت منتصف مارس الماضي برئاسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وضمت قيادات الجيش والاستعلامات العسكرية والأمن والدرك وقررت اتخاذ جملة إجراءات سريعة منها زيادة عدد القوات في الجنوب بنقل قوات برية وجوية إضافية والحصول على معدات مراقبة جوية من دول غربية وإنشاء مهابط للمروحيات وطائرات استطلاع خفيفة لمواجهة تداعيات تردي الأوضاع في ليبيا على الجزائر. ونقلت الصحيفة عن مصدر جزائري وصفته بالعليم أنه تقرر خلال الاجتماع التنسيق بيه قيادة الجيش والدرك مع المديرية العامة للأمن عبر إنشاء مدارس تدريب العناصر ومكاتب لانتقاء الضباط في مناطق الجنوب بهدف زيادة عدد منتسبي الجيش والدرك والشرطة من سكان المناطق الجنوبية لضمان الأمن والحد من البطالة في تلك المناطق. وتتضمن خطط قيادة الجيش زيادة الاعتماد على عسكريين وضباط صف وضباط من أبناء أقصى جنوبالجزائر.