لماذا لم ير اختراع الحاوية الحائطية النور رغم المزايا العديدة التي يتوفر عليها لجمع الفضلات المنزلية؟ سؤال يطرح في الوقت الذي تتخبّط فيه الأحياء بالعاصمة وبجميع المدن في الفضلات التي تنذر بحلول كارثة صحية لو استمرّ الوضع على ما هو عليه. مزايا صاحب الاختراع أحمد بستة قال انه «اخترع الحاوية الحائطية من منطلق إيمانه بضرورة الحفاظ على نظافة المدن بدرجة أولى»، وأضاف أن الحاوية قادرة على استيعاب 7 أكياس من الفضلات لأن حجمها يكفل لها ذلك. وأوضح أن 7 أكياس تعادل 7 أيام في الأسبوع بما يعني أنه لو تمّ اعتماد هذه الحاوية الحائطية لتجنّبنا أكداس الفضلات الملقاة حاليا بالشوارع بسبب إضراب أعوان وعملة النظافة وحول المزايا الأخرى لهذه الحاوية قال مخترعها: «ان له فوائد بيئية حيث يمكن الحصول على مواد عضوية واستخراج الغاز والطاقة والغبار لاستغلاله في الفلاحة البيولوجية». وأضاف ان حفظ الفضلات بالحاوية الحائطية يمكّن كذلك من جمع البلاستيك وإعادة رسكلته وجمع الأدوية المنتهية صلوحيتها وجمع الحاشدات والبطاريات المضرّة للتربة والمائدة المائية. وذكر أن الحاوية تحتوي على جيوب يمكن استغلالها للقيام بعملية فرز للفضلات. وخلُص الى القول بأن شعاره في الحياة هو منزل نظيف في شارع نظيف يعادل مدينة نظيفة. وعرّج على ما يمكن أن توفره الحاوية من الحفاظ على التوازن البيئي حيث يعود القطّ الى مهمته الأساسية ألا وهي صيد الفئران عوض أكل الفضلات. تجاهل وبخصوص تفاعل الهياكل المعنية مع هذا الاختراع قال: «خلال العهد السابق اتصلت ببلدية تونس وتبنّى شيخ المدينة الفكرة لكن ظلّ ذلك في مستوى الكلام فقط ولم يتمّ اتخاذ أي قرار لدعم تصنيعه وترويجه». وأضاف أنه اتصل كذلك بالرئاسة سابقا فأحالوه الى وزارة البيئة التي لم تحرّك ساكنا كما اتصل بوزارة الصحة العمومية وبوزارة التجهيز لكن كلهم «فرحوا» بالمشروع ولم يقوموا بأي إجراء عملي ليرى المشروع النور. مقترحات ونظرا لأهمية الاختراع خاصة بعد أن عاش التونسي هذه الأيام ظروفا صعبة بسبب انعدام النظافة يقترح صاحب الاختراع أن تتبنّى البلدية الفكرة مع خصم ثمنه ضمن «الزبلة والخرّوبة». ويقترح أيضا على الباعثين العقاريين الخواص والتابعين للدولة تركيز هذه الحاوية الحائطية وإدراجها ضمن ثمن المنزل. وذكر أن مشروع الحاوية يمكن أن يوفر 100 موطن شغل. وأضاف أن بلدية العمران وافقت على تمكيني من أرض لبناء الورشة لكن ليست لديه الامكانات اللازمة لا سيما للبناء وبعث المشروع والانطلاق في التصنيع.