'كان 2025': الجزائر تفتتح مشوارها بانتصار عريض على السودان    تطاوين: إطلاق حملة للتبرّع بالدم وسط مدينة تطاوين في إطار مجهودات دعم المخزون الوطني من الدم    الإطاحة بشبكة لترويج الأقراص المخدّرة بفريانة وحجز قرابة 330 ألف قرص مخدّر    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    مناظرة 2019: الستاغ تنشر نتائج أولية وتدعو دفعة جديدة لتكوين الملفات    بابا نويل يشدّ في'' المهاجرين غير الشرعيين'' في أمريكا: شنوا الحكاية ؟    أستاذ قانون: العاملون في القطاع الخاصّ يمكن لهم التسجيل في منصّة انتداب من طالت بطالتهم    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    توننداكس ينهي معاملات الإربعاء على منحى سلبي    كأس افريقيا للأمم : فوز بوركينا فاسو على غينيا الاستيوائية    قبلي: الاعداد لمشروع انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية المزمع انجازه بمعتمدية رجيم معتوق    الديوانة تكشف عن حصيلة المحجوز من المخدرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر    في الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية : الجزيرة تستحضر البحر وتحول الحرف الأصيلة إلى مشاريع تنموية    القصور: انطلاق المهرجان الجهوي للحكواتي في دورته الثانية    زلزال بقوة 1ر6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    الرابطة الأولى: علاء الدين بوشاعة رئيسا جديدا للمستقبل الرياضي بقابس    الديوان الوطني للأسرة يجهّز ثلاث مصحات متنقّلة بهذه المناطق    عاجل: شوف شنيا قال عصام الشوالي على الماتش الجاي لتونس    قفصة: إصدار 3 قرارات هدم لبنانيات آيلة للسقوط بالمدينه العتيقة    عدّيت ''كوموند'' و وصلتك فيها غشّة؟: البائع ينجّم يوصل للسجن    مدرسة الطيران ببرج العامري: ارتفاع سنوي في عدد الطلبة و مسار مهني واعد    تزامنا مع العطلة المدرسية: سلسلة من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية بعدد من القاعات    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    قائمة سوداء لأدوية "خطيرة" تثير القلق..ما القصة..؟!    حليب تونس يرجع: ألبان سيدي بوعلي تعود للنشاط قريبًا!    كي تشرب القهوة يجيك النوم علاش؟...السّر الي ماكنتش تعرفو    هام/ المركز الفني للبطاطا و القنارية ينتدب..    عاجل: هذا موعد الليالي البيض في تونس...كل الي يلزمك تعرفه    ندوة علمية بعنوان "التغيرات المناخية وتأثيرها على الغطاء النباتي والحيواني" يوم 27 ديسمبر الجاري على هامش المهرجان الدولي للصحراء    رد بالك: حيلة جديدة تسرّق واتساب متاعك بلا ما تحسّ!    عركة كبيرة بين فريال يوسف و نادية الجندي ...شنوا الحكاية ؟    قابس: أيام قرطاج السينمائية في الجهات ايام 25 و26 و27 ديسمبر الجاري بدارالثقافة غنوش    درجة الحرارة تهبط...والجسم ينهار: كيفاش تُسعف شخص في الشتاء    هذا هو أحسن وقت للفطور لخفض الكوليسترول    بول بوت: أوغندا افتقدت الروح القتالية أمام تونس في كأس إفريقيا    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    الحماية المدنية :425 تدخّلا خلال ال 24 ساعة الماضية    عاجل: تغييرات مرورية على الطريق الجهوية 22 في اتجاه المروج والحمامات..التفاصيل    عاجل/ العثور على الصندوق الأسود للطائرة اللّيبيّة المنكوبة..    بطاقة التعريف عن بعد لتلاميذ الثالثة ثانوي: شنيا الحكاية؟    راس السنة : جورج وسوف بش يكون موجود في هذه السهرية    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    وزارة التجهيز تنفي خبر انهيار ''قنطرة'' في لاكانيا    عاجل/ قضية وفاة الجيلاني الدبوسي: تطورات جديدة..    البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    تونسكوب تطلق نشيدها الرسمي: حين تتحوّل الرؤية الإعلامية إلى أغنية بصوت الذكاء الاصطناعي    عاجل: اصابة هذا اللّاعب من المنتخب    اتحاد المعارضة النقابية: استقالة الطبوبي ليست نهائية ولم تكن مفاجئة    كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025: برنامج مباريات اليوم والقنوات الناقلة..#خبر_عاجل    كأس أمم افريقيا (المغرب 2025: تونس-اوغندا 3-1): تصريحات ما بعد المباراة..    انفجار في دار لرعاية المسنين في ولاية بنسلفانيا الأمريكية والنار تحاصر المقيمين    عبد الستار بن موسى: المنتخب الوطني قادر على التطور.. والمجبري كان رجل مباراة اليوم    اشتباكات بين الجيش الأردني ومجموعات مسلحة على الحدود مع سوريا    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمانية تخترع أول ماكينة ذكية لتحويل المخلفات إلى سماد عضوي
نشر في الفجر نيوز يوم 01 - 10 - 2010

انتهت أول صاحبة براءة اختراع خليجية وهي المهندسة العمانية بشرى بنت جعفر العبدوانية من تصميم وتنفيذ أول ماكينة من نوعها تقوم بتحويل القمامة الى سماد عضوي يستخدم في الزراعة خلال أقل من ساعة بدلا من اتباع اسلوب الكمر في تحويل القمامة الى سماد عضوي والذي يستغرق من 3 الى 6 أشهر. وطلبت كلية الزراعة بجامعة القاهرة من
المخترعة العمانية ابرام بروتوكول للتعاون معها بحيث يتم تعميم اختراعها على مناهج الكلية لتدريسه للطلاب. وكانت المهندسة العمانية قد سجلت براءة اختراعها في السلطنة ثم توجهت الى القاهرة لتنفيذه نظرا لتوفر الورش المتخصصة وكذلك شركات برامج الحاسوب والدوائر لتركيب ما يسمى بالمفاعل الحيوي للجهاز وهو عبارة عن برنامج حاسوبي ذكي يمكنه إدارة الماكينة وتحديد وتنفيذ عملية التحويل والخلط واستبعاد أي مواد مشعة من تلقاء نفسه. والماكينة التي تحول القمامة والمخلفات الى سماد هي عبارة عن تصميم مصغر «ديمو»وتزن حوالي 300 كيلو جرام.
وكانت المهندسة بشرى العبدوانية قد أصبحت محط أنظار وسائل الإعلام المصرية والعربية خلال وجودها في القاهرة لتنفيذ مشروعهاحيث تناول اختراعها العديد من وسائل الإعلام المصرية وعلي رأسها جريدة الأهرام وقناة النيل الثقافية إضافة الى قناة أبوظبي. وكانت جريدة (عمان) قد انفردت بنشر تفاصيل الاختراع قبل وصوله للسلطنة، وقد أوضحت المهندسة بشرى أنها تتشرف بتقديم هذا الاختراع ونموذج الجهاز هدية للأب والقائد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- بمناسبة العيد الوطني الأربعين ورفضت في سبيل ذلك كافة الإغراءات المالية التي تقدم بها مستثمرون كبار في مجال الصناعات التدويرية للقمامة ووسطاء يعملون لحساب شركات النظافة العالمية. واعتبر البعض ان مشروع بشرى العبدوانية لو تم تعميمه فسوف يؤدي الى تغيير نمط العمل في مجال القمامة وانتهاء عصر الحصول على الأسمدة بطريقة الكمر نهائيا. وكانت كلية الزراعة بجامعة القاهرة قد أجرت جميع التحاليل الكيميائية على السماد الناتج من الماكينة وأشادت به مؤكدة في تقريرها العلمي ان العينة جاءت مطابقة للمواصفات وصالحة للاستعمال الزراعي بفضل العناصر الموجودة بها ونسبة المواد العضوية والنيتروجين والكربون واقترحت الكلية عمل برتوكول تعاون مع المخترعة المهندسة بشرى بنت جعفر بن داود العبدوانية لعمل البحوث التطبيقية على العينة واعتمادها في خطة الكلية للسنة الدراسية 2010-2011 – أي لهذا العام - والسماح بعمل دراسات عليا وبحوث على العينة للنشر في المجلات العلمية وكان قد عاون بشرى في مشروعها الكيميائي شرف امام سلامة وهو مستثمر مصري في مجال جمع القمامة في مصر وتحويلها الى أسمدة عضوية وقد ساهم في ضبط و موازنة المعادلات الكيمائية .
عروض لشراء الاختراع
والكيميائي شرف إمام سلامة معروف بأنه «أشهر زبال في مصر» رغم انه حاصل على بكالوريوس قسم الكيمياء من كلية العلوم جامعة القاهرة وأنه يستخدم طريقة الكمر الهوائي في عمل الأسمدة وهي الطريقة التي تستغرق من 3 الى 6 اشهر وبمصفوفات طويلة ومليئة بالشوائب وقد أبدى شرف انبهاره باختراع بشرى في إنتاج السماد العضوي في ساعة عندما التقى معها أول مرة أثناء زيارة عمل له بالسلطنة و كان هو نفسه من ضمن من تقدموا بعروض مالية ضخمة لشراء الاختراع: وقد التقينا مع الكيميائي شرف ولكن عبر البريد الإلكتروني نظرا لوجوده حاليا في القاهرة فقال: تشرفت بأن أكون اليد المساعدة لأول فتاة خليجية مخترعة من سلطنة عمان فيما يخص المعادلات الكيميائية فقد سجلنا سويا هذا الاختراع في السلطنة وأردف مستطردا:لقد تقدم بعض المستثمرين بعروض لشراء الاختراع ولكنها رفضت بيع الاختراع لأنها لا تريد احتكاره لشركة معينة وان رغبتها ان تنفع به بلدها أولا ثم باقي الدول العربية وذلك بعد إهدائه لصاحب الجلالة رمز السلطنة ومحل حب وتقدير الشعب العماني وشعوب العالم كافة .
الكمر الهوائي
وحول الاختراع يقول شرف : الاختراع العماني يعالج ويكشف المخلفات الخطرة بفضل الحساسات الموجودة به ويعمل الجهاز أو الماكينة بطريقة حديثة ووفق تكنولوجيا متطورة .والمعروف ان تحويل القمامة الى سماد عضوي يستلزم وضعها بشكل مصفوفات على الأرض فيما يعرف بنظام «الكمر الهوائي»أي التخمير الهوائي لفترة تتراوح ما بين 3 الى 6 أشهر تقريباً يستلزم وجود مساحات شاسعة من الأراضي للمصفوفات وآخر الأبحاث التي تم التوصل إليها بإحدى الدول الأوروبية قللت هذه المدة الى 7 أيام أما فكرة المهندسة بشرى فقلصتها الى ساعة واحدة فقط ومن الممكن اقل من ساعة من خلال نظام يقوم بتحليل المادة العضوية الكترونيا فضلا عن تقليل مساحة الكمر والتي تصل الى 10 أفدنة لدفن 400 طن مخلفات لتصل الى فدان واحد فقط وبنفس الكمية السابقة مما يؤدي الى توفير في الوقت والجهد كما ان فكرة المهندسة بشرى تعتمد على وضع المخلفات الصلبة داخل حاويات ومن خلال الحساسات الإلكترونية تستطيع التحكم في نسبة الحموضة ودرجة الحرارة والرطوبة لخلطها معا وفي حالة عدم وجود نسب معينة لأي عنصر من العناصر السابقة ومن خلال جهاز حقن المكونات المطلوبة من المخلفات لإنتاج السماد العضوي. ويؤكد على أن الحساسات الإلكترونية التي تم تزويد الجهاز بها تقوم بدور المعامل البيولوجية ولكن الكترونيا وبطريقة سريعة وآمنة حيث يتم تسجيل النسب بدقة متناهية على خريطة رسم بياني وذاكرة الحاسب الآلي الملحق بالجهاز وبذلك تحصل على سماد عضوي آمن اضافة الى ان الحساسات الموجودة تعمل على كشف المخلفات الخطرة .
باختصار شديد جدا:- السماد العضوي المنتج صالح للتربة الصحراوية أي سيحول الصحراء لأراضي خضراء في حالة وجود ماء.وهو الجهاز الأول من نوعه الذي يعمل على إدارة النفايات بالكامل.
أهمية الاختراع
وحول هذاالاختراع تقول المهندسة بشرى بنت جعفر العبدوانية:
إن اختراع جهاز لإنتاج سماد عضوي صلب سهل الامتصاص طويل الأجل من المخلفات العضوية الحيوانية والنباتية والمنزلية بدون كمر مع استرجاع كامل للمخلفات غير العضوية بغرض الاستفادة منه في الزراعة العضوية (تسميد الأرض الزراعية بأسمدة مصنعة من المخلفات الحيوانية والنباتية والمنزلية وذلك بغرض استرجاع العناصر السمادية التي أخذت من التربة خلال مراحل نمو النبات المختلفة) وهو أمر ضروري وحيوي للحفاظ على خصوبة الأرض وحيويتها وإعادة التوازن البيئي للتربة.ولما كان الحفاظ على البيئة ضرورة تحتمها الاتفاقيات الدولية والإقليمية والمحلية فقد استلزم الأمر مراعاة الشروط البيئية من خلو الإنتاج الزراعي وعلى وجه التحديد المحاصيل الزراعية من بقايا الأسمدة والمبيدات الكيماوية حتى يصل المنتج الى الأسواق المستوردة مطابقا لشروط السلامة الصحية والبيئية، الأمر الذي يدعو الى الاهتمام بدراسة الزراعة العضوية وكيفية الاستفادة منها ومدى جدواها الاقتصادية وأثارها على الاقتصاد القومي وبذلك يتحقق معه الآتي :
1 تقليل التلوث البيئي نتيجة ترشيد استهلاك الأسمدة المعدنية والمبيدات وغيرها من المركبات الكيماوية وكذلك من خلال عدم حرق المخلفات للتخلص منها.
2 إنتاج غذاء نظيف آمن صحيا سواء للإنسان أو الحيوان 3 الحصول على منتج عالي الجودة 4 تقليل تكلفة الإنتاج الزراعي 5 توفير فرص عمل غير تقليدية من خلال مراحل انتاج الأسمدة العضوية 6 المحافظة على سلامة مصادر الري والصرف وتقليل انتشار الحيوانات الضارة وبالأخص الحيوانات القارضة.
المدخلات الأساسية للمشروع
يعتبر الإنتاج الحيواني في الأسواق العربية والعالمية متنوعا فهو يأتي من مزارع ( دواجن ماعز خراف) ومزارع نباتية وكذلك بقايا الأطعمة المنزلية وينتج عن كل ذلك مخلفات بكميات كبيرة وللأسف لا يتم استغلال هذه المخلفات بالشكل الكامل مع أن هذه المخلفات هي المدخلات الأساسية لتأسيس مشروع ذي ربحية عالية طويل المدى وذي طلب متزايد لتسميد جميع المساحات الزراعية الصغيرة والكبيرة مباشرة مثل (الحدائق المنزلية الاستثمارات الزراعية ) كذلك يمكن استخدامه بطريقة غير مباشرة مثل (1 تبطين قواعد الأفلاج والمجاري المائية لتسميد المحاصيل الزراعية 2 عمل تربة بديلة لمنع تسرب مياه الري في التربة الرملية ) وهذا المشروع لا يحتاج الى أي إضافات كيميائية فهو منتج عضوي طبيعي 100% وينتج على أشكال متعددة في شكل بودرة أو مكعبات صلبة مضغوطة بأحجام وتركيزات مختلفة كما أنه غني بجميع العناصر المغذية للنبات وخال من بذور الحشائش والديدان الضارة بالنبات وله القدرة على تحمل درجة الحرارة والرطوبة دون ان تتغير خواصه وذو صلاحية طويلة الأجل ويتميز بسهولة نقله وتصديره لجميع أنحاء العالم لأنه اّمن ميكروبيا، كما لا يحتاج الى فترة كمر ويعتمد نجاح هذا المشروع على توافر المدخلات الاساسية وهي المخلفات العضوية (الحيوانية النباتية المنزلية ) مع مراعاة الظروف البيولوجية في مراحل الإنتاج للحصول على منتجات جيدة .
يساعد على حماية البيئة
وتضيف المهندسة بشرى العبدوانية قائلة: لقد أجمع الاقتصاديون العالميون على أن أحد أسباب التدهور في البيئة يرجع الى عدم إدخال مصادر الثروة الطبيعية في حسابات الدخل القومي عندا إجراء عملية التنمية المتواصلة أو برامج حماية البيئة، فأحد الأسباب الرئيسية لتلوث البيئة هو التخلص من المخلفات بإلقائها في البيئة من مجار مائية أو تربة زراعية أو البيئة الهوائية دون أي معالجة، فأصبحت الطاقة الاستيعابية للبيئة غير قادرة على احتواء الملوثات الناتجة عن الأنشطة البشرية، وتعتبر المخلفات الحيوانية والنباتية والمنزلية من أخطر مشاكل التلوث في البيئة ولقد دعا الانفجار السكاني الذي يعاني منه العالم اليوم وما تبعه من عجز عن تلبية المتطلبات الغذائية الى التفكير وبشكل جدي في كيفية ترشيد الموارد المتاحة وحسن استغلالها للوصول بإنتاجها الى اقصي حد ممكن ومن هذه الموارد المخلفات العضوية الحيوانية والنباتية والمنزلية والتي ان لم يكن لها استعمال اقتصادي، فهي تمثل فاقد من الإنتاج كما إن تراكم هذه المخلفات يعمل على الإخلال بالاتزان البيئي بالمنطقة المحيطة حيث تنتشر الروائح الكريهة و التلوث الميكروبي وتعتبر ملجأ لكثير من الحشرات والقوارض.
وبالرغم من أن الدول النامية تعاني من نقص شديد في مصادر الثروة الطبيعية إلا أنه و للأسف لا توجد أي استراتيجية لإعادة الاستفادة من مصادر الثروة الطبيعية التي تلقي في البيئة مسببة مخاطر لكل من صحة البيئة وصحة الإنسان وأمام هذه الحقيقة فهناك مكاسب اقتصادية يمكن أن تتحقق من تدوير المخلفات الحيوانية والنباتية والمنزلية الى سماد عضوي (الكمبوست) .
الاستفادة من عناصر المخلفات
فلو تكلمنا بلغة اقتصادية نجد أداة مفيدة لقياس استنفاذ الموارد الطبيعية وهي ( تكلفة الفرصة البديلة لتحول الموارد ) وهي تشير الى إعادة استخدام المخلفات كمورد مرة اخرى بهدف تقليل أثر المخلفات على تلوث البيئة ولزيادة عرض الموارد، حيث يترتب على أسلوب التعامل مع المخلفات فقدان 90% من طاقتها الكلية وحرمان التربة الزراعية من أهم مصادر المادة العضوية والعناصر السمادية، وقد انعكس ذلك على زيادة تكلفة الإنتاج الزراعي من حيث استخدام الأسمدة الكيماوية المكلفة اقتصاديا خلال مراحل إنتاجها وتداولها والمسببة لتلوث البيئة، ولقد قمنا بإعادة استخدام هذه المخلفات والتعامل معها بمنظور علمي واقتصادي منظم وتحويلها الى مدخلات أساسية لبناء مشروع ذي ربحية عالية و طلب متزايد يعتمد أساسا على المخلفات مع مراعاة الظروف البيولوجية وبدون أي إضافات كيميائية كما لا يحتاج الى مساحات كبيرة ولا الى عمليات التخمير الهوائي (الكمر الهوائي) الذي يحتاج لفترات قد تمتد لعدة أشهر، ولكن في هذه التقنية الحديثة لا تحتاج لعمليات الكمر الهوائي المعروف حيث يتم معالجة هذه المخلفات بمجرد وصولها الى محطة المعالجة بطرق مبتكرة لتحويل هذه المخلفات الى سماد عضوي صلب سهل الامتصاص طويل الأجل في عدة ساعات ويتميز بكل صفات الكمبوست العادي، فعند اضافته للتربة الزراعية فإن الكائنات الحية الدقيقة الموجودة بالتربة تعمل على هدمها وتحليلها وينتج عن ذلك مركبات عضوية بسيطة التركيب بالإضافة الى العناصر السمادية الميسرة للنبات، كما ينتج عن هذه العمليات مادة «الدوبال» وهي عبارة عن مادة هشة معقدة التركيب تتحلل ببطء وبالتالي تعيد للتربة خصوبتها وحيويتها، كما تعتبر مخزنا رئيسيا ومستمرا للعناصر السمادية الضرورية للنبات مثل النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم والكبريت والكالسيوم والماغنسيوم والحديد والزنك والنحاس والمنجنيز والكلوريد وغيرها من العناصر، يمد ميكروبات التربة بالغذاء والطاقة التي تمكنها من تحليل المادة العضوية وانطلاق العناصر الغذائية، ويحافظ على الاتزان البيولوجي لميكروبات التربة، يعتبر مصلحا للخواص الطبيعية والكيماوية للتربة حيث تعمل المادة العضوية الموجودة في المنتج على تحسين بناء الأراضي الرملية وتحسين التهوية والتبادل الغازي في الأراضي الجيرية،أيضا يعمل على زيادة السعة التبادلية للتربة مما يرفع من قدرتها على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية وعدم فقدها مع مياه الصرف، ويعتبر عاملا منظما للتربة ضد التغييرات السريعة في الحموضة والقلوية والملوحة والعناصر السامة وبقايا المبيدات والتلوث الكيماوي، ويحمي سطح التربة من التجريف بالمياه والرياح والاحتفاظ بتجمعات حبيبات التربة وزيادة السعة التشبعية للماء الميسر والكلي بالتربة وزيادة ترطيب سطح التربة، اضافة الى كونه يحافظ على درجة حرارة التربة ورطوبتها وتهويتها ونفاذيتها مما يساعد على انتشار الجذور والنمو الجيد للنبات، وكذلك يمد النبات بالمغذيات الضرورية وبصفة منتظمة خلال فترة نموها وطبقا لاحتياجها سواء كانت هذه العناصركبرى ( الكربون الهيدروجين الاكسجين النتروجين الفسفور الكبريت البوتاسيوم الكالسيوم المغنسيوم ) أو عناصر صغرى( الحديد المنجنيز النحاس الصوديوم الكلور الموليبدنيم)، كما يجعل الفوسفات والعناصر الصغرى الضرورية في صورة أكثر تيسيرا للامتصاص بواسطة النبات، يعمل على زيادة قدرة الأراضي الرملية على الاحتفاظ بماء الري وذلك بزيادة قدرة حبيبات التربة على التجمع مع بعضها،و يمكن تخزينه لفترات طويلة دون أي أثار جانبية تؤثر عليه أو على المناخ البيئي .
مطلوب تضافر الجهود
ولهذا أجريت العديد من الدراسات لإنتاج مادة الكمبوست المبتكرة ذات مواصفات عالية الجودة وتحويلها الى فكرة مشروع اقتصادي( الاستخدام الآمن للمخلفات العضوية حيوانية ونباتية ومنزلية ) ليكون احد خطوات البحوث الزراعية الايجابية نحو إيجاد حلول قومية لمشكلة المخلفات التي تعتبر من المشكلات المهمة التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على البيئة مما جعل الحكومات تضعها في أولويات برنامجها للقضاء على التلوث البيئي وقد بادر كثير من العلماء بعمل كثير من التجارب والأبحاث من أجل الاستفادة من هذه المخلفات لتنعكس بصورة إيجابية على المنظومة الإنتاجية الزراعية و بالتالي يمكن إنتاج محاصيل الخضر والفاكهة العضوية التي يتزايد الطلب عليها لأغراض التصدير، من ذلك يتضح أن معالجة وتدوير المخلفات العضوية ( الحيوانية والنباتية والمنزلية ) له مردود اقتصادي قومي كبير، ولتحقيق أقصى استفادة من هذه المخلفات والتخلص من سلبيتها على البيئة يجب أن يكون من خلال البحوث والدراسات العلمية ومن خلال خطة قومية تتضافر فيها كل الجهود المخلصة العامة والخاصة لكي تحقق هذه الخطة أهدافها في فترة زمنية محدودة وذلك باستحداث التكنولوجيا العلمية المبتكرة التي تساعد في إعادة التدوير والاستفادة السريعة من معالجة هذه المخلفات بما لا يسبب عبئا على البيئة أو على المزارع، ومما لاشك فيه أن ( دراسة الأهمية النسبية لبنود التكاليف الإنتاجية للمساحة وكذلك الميزانية الإجمالية والمؤشرات الاقتصادية) تفيد في التعرف على أقصى جدوى اقتصادية وأقصى صافي عائد على المستثمر والمزارع حيث يظهر ذلك في بنود التكاليف الإنتاجية في إنتاج سماد عضوي منتج من المخلفات بالطريقة التقليدية حيث يسترد صاحب مشروع إنتاج السماد بالطريقة التقليدية (الكمر الهوائي) رأس ماله المستثمر في فترة تتراوح مابين أسبوع الى عدة شهور مما يعكس مدى ربحية هذا النشاط له و للمزارع أيضا، كما أن هذه الطريقة لها علاقة طردية بين كمية المخلفات والمساحة أي كلما زادت كمية المخلفات يقابلها زيادة في مساحة الأرض المستخدمة لمعالجة هذه المخلفات لطول المصفوفات المستخدمة لعملية الكمر الهوائي، بخلاف استخدام الطريقة المنظورة المبتكرة ( بدون كمر هوائي ) لإنتاج سماد عضوي من المخلفات الحيوانية والنباتية والمنزلية حيث يسترد صاحب المشروع إنتاج السماد العضوي بالطريقة المبتكرة بمعالجة هذه المخلفات في مدة تستغرق ساعات ومساحة اقل من الطريقة التقليدية، مع استرجاع كامل لكل المخلفات غير العضوية الصلبة( البلاستيك الورق والكرتون الزجاج المعادن المنسوجات) لاستخدامها إما في نفس الاستخدام الأصلي أو في نفس الصورة ولكن لاستخدام آخر او كمادة أولية في خط الإنتاج ذاته أو كمادة أولية في خط تصنيع آخر بعد معالجتها أو تغيير تكوينها أو في استخدامات أخرى.
مميزات الماكينة
إذاً نلاحظ أن هذا الجهاز أو الماكينة يساعدنا في كيفية الاستفادة الاقتصادية من المخلفات المهملة وخاصة المخلفات البلدية ثم النباتية والحيوانية معا لتحويلها الى قيمة اقتصادية مضافة للدخل القومي والشخصي وذات عائد مربح. كما نلاحظ ان استخدامات هذا الجهاز المبتكر له عدة مميزات من أهمها معالجة المخلفات البلدية اليومية التي تعتبر من أهم مشاكل البلديات في جميع الدول أيا كان مستوى هذه الدول كما يساعد أيضا في زيادة المساحات الزراعية واستصلاح الأرض الرملية والقضاء على الأسمدة الكيميائية وانتشار الزراعة العضوية، كما يعمل على استرجاع كامل للمخلفات الصلبة (الورق والكرتون والبلاستيك والزجاج والمعادن والمنسوجات وغيرها من المواد التي يعاد تدويرها مرة اخرى ) كما يوفر فرص عمل ذات عائد مادي كبير للعاملين والمستثمرين في هذا المجال ولنجاح هذه المنظومة لابد من مشاركة الحكومة بتوفير المخلفات البلدية يوميا مع وضع القوانين الملزمة للشركات كل في تخصصه فالشركات الخاصة بجمع المخلفات ونقلها مقابل تعاقد مادي نظير خدمة الجمع والنقل تمنع من عمليات الفصل للمكونات الصلبة والعضوية لان هذه المكونات هي المدخلات الأساسية لمشروع المعالجة المبتكر، فلابد من توفير المدخلات الأساسية اليومية لاستمراريته وتأدية أهدافه وتغطية مصروفاته اليومية ليعود بالنفع على الجميع من بيع جميع منتجات المعالجة من هذه المخلفات من سماد عضوي من المخلفات العضوية أو من المواد الأولية الصلبة من المخلفات غير العضوية لإعادة تدويرها مرة اخرى في الصناعة . أما في حالة عدم وجود أسواق للسماد العضوي في بعض الدول غير الزراعية فقد نكون عالجنا هذه المخلفات بتحويلها لمادة صلبة غير ضارة بالبيئة المحيطة، بل أصبحت مادة مفيدة في صورة منتج طبيعي تتحول الى سماد مخصب للتربة الرملية في وجود الماء في حالة التخلص منها في التربة الرملية لكي تنمو النباتات والأعشاب لكي تكون بيئة مراعي تنمو عليها الحيوانات آكلة العشب. لذا في حالة عدم الاستفادة الاقتصادية من بيع السماد العضوي فقد استفدنا في المساهمة في منع التلوث و انتشار الحشرات والقوارض وتحويلها من تربة رملية الى تربة بديلة.
كلمة أخيرة
وفي كلمة أخيرة أشارت المهندسة بشرى إلى أن الاختراع بحاجة لمزيد من التطوير ليتم تحويله الى جهاز إنتاجي اقتصادي وان الأمل يحذوها لتقديم الدعم المادي لتحقيق هذا الهدف وتبني هذا الاختراع وتعميمه وتطويره.
زكريا فكري
جريدة عمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.