الوضع الصحي للفنان ''الهادي بن عمر'' محل متابعة من القنصلية العامة لتونس بمرسليا    النظر في الإجراءات العاجلة والفورية لتأمين جسر بنزرت محور جلسة بوزارة النقل    ارتفاع حصيلة شهداء قطاع غزة إلى أكثر من 34 ألفا    النادي البنزرتي وقوافل قفصة يتأهلان إلى الدور الثمن النهائي لكاس تونس    تونس - ايطاليا: دعم بقيمة 50 مليون اورو للميزانة العامة للدولة    طبرقة: توافد 200 شخص للترويج للوجهة التونسية    حامة الجريد: سرقة قطع أثرية من موقع يرجع إلى الفترة الرومانية    الصالون الدولي للفلاحة البيولوجية: 100 عارض وورشات عمل حول واقع الفلاحة البيولوجية في تونس والعالم    مضاعفا سيولته مرتين: البنك العربي لتونس يطور ناتجه البنكي الى 357 مليون دينار    تخصيص 12 مليون م3 من المياه للري التكميلي ل38 ألف هكتار من مساحات الزراعات الكبرى    عاجل/ انتخاب عماد الدربالي رئيسا لمجلس الجهات والأقاليم    عاجل/ كشف هوية الرجل الذي هدّد بتفجير القنصلية الايرانية في باريس    انتخاب عماد الدربالي رئيسا للمجلس الوطني للجهات والأقاليم    الترجي الرياضي: يجب التصدي للمندسين والمخربين في مواجهة صن داونز    سيدي بوزيد: وفاة شخص واصابة 5 آخرين في حادث مرور    انطلاق معرض نابل الدولي في دورته 61    عاجل/ مفتّش عنه يختطف طفلة من أمام روضة بهذه الجهة    وزارة التربية تقرر إرجاع المبالغ المقتطعة من أجور أساتذة على خلفية هذا الاحتجاج ّ    نقابة الثانوي: وزيرة التربية تعهدت بإنتداب الأساتذة النواب.    انزلاق حافلة سياحية في برج السدرية: التفاصيل    القصرين: تلميذ يطعن زميليْه في حافلة للنقل المدرسي    كأس تونس لكرة السلة: البرنامج الكامل لمواجهات الدور ربع النهائي    تواصل حملات التلقيح ضد الامراض الحيوانية إلى غاية ماي 2024 بغاية تلقيح 70 بالمائة من القطيع الوطني    كلوب : الخروج من الدوري الأوروبي يمكن أن يفيد ليفربول محليا    بطولة برشلونة للتنس: اليوناني تسيتسيباس يتأهل للدور ربع النهائي    عاجل: زلزال يضرب تركيا    تفاصيل القبض على 3 إرهابيين خطيرين بجبال القصرين    مستجدات الوضع الصحي للأستاذ الذي تعرض للطعن على يد تلميذه..    وزارة الفلاحة: رغم تسجيل عجز مائي.. وضعية السدود أفضل من العام الفارط    تنبيه/ رياح قوية على هذه المناطق في تونس..#خبر_عاجل    توزر: ضبط مروج مخدرات من ذوي السوابق العدلية    عاجل/ بعد تأكيد اسرائيل استهدافها أصفهان: هكذا ردت لايران..    عاجل/ وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما..    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    كميّات الأمطار المسجلة بعدد من مناطق البلاد    انتشار حالات الإسهال وأوجاع المعدة.. .الإدارة الجهوية للصحة بمدنين توضح    قيس سعيد يُشرف على افتتاح الدورة 38 لمعرض الكتاب    تجهيز كلية العلوم بهذه المعدات بدعم من البنك الألماني للتنمية    الاحتلال يعتقل الأكاديمية نادرة شلهوب من القدس    المصور الفلسطيني معتز عزايزة يتصدر لائحة أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم لسنة 2024    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الجمعة 19 افريل 2024    المنستير: ضبط شخص عمد إلى زراعة '' الماريخوانا '' للاتجار فيها    القيروان: هذا ما جاء في إعترافات التلميذ الذي حاول طعن أستاذه    طيران الإمارات تعلق إنجاز إجراءات السفر للرحلات عبر دبي..    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    جوهر لعذار يؤكدّ : النادي الصفاقسي يستأنف قرار الرابطة بخصوص الويكلو    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    وزير الصحة يشدّد على ضرورة التسريع في تركيز الوكالة الوطنية للصحة العموميّة    محمود قصيعة لإدارة مباراة الكأس بين النادي الصفاقسي ومستقبل المرسى    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    توزر: المؤسسات الاستشفائية بالجهة تسجّل حالات إسهال معوي فيروسي خلال الفترة الأخيرة (المدير الجهوي للصحة)    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمانية تخترع أول ماكينة ذكية لتحويل المخلفات إلى سماد عضوي
نشر في الفجر نيوز يوم 01 - 10 - 2010

انتهت أول صاحبة براءة اختراع خليجية وهي المهندسة العمانية بشرى بنت جعفر العبدوانية من تصميم وتنفيذ أول ماكينة من نوعها تقوم بتحويل القمامة الى سماد عضوي يستخدم في الزراعة خلال أقل من ساعة بدلا من اتباع اسلوب الكمر في تحويل القمامة الى سماد عضوي والذي يستغرق من 3 الى 6 أشهر. وطلبت كلية الزراعة بجامعة القاهرة من
المخترعة العمانية ابرام بروتوكول للتعاون معها بحيث يتم تعميم اختراعها على مناهج الكلية لتدريسه للطلاب. وكانت المهندسة العمانية قد سجلت براءة اختراعها في السلطنة ثم توجهت الى القاهرة لتنفيذه نظرا لتوفر الورش المتخصصة وكذلك شركات برامج الحاسوب والدوائر لتركيب ما يسمى بالمفاعل الحيوي للجهاز وهو عبارة عن برنامج حاسوبي ذكي يمكنه إدارة الماكينة وتحديد وتنفيذ عملية التحويل والخلط واستبعاد أي مواد مشعة من تلقاء نفسه. والماكينة التي تحول القمامة والمخلفات الى سماد هي عبارة عن تصميم مصغر «ديمو»وتزن حوالي 300 كيلو جرام.
وكانت المهندسة بشرى العبدوانية قد أصبحت محط أنظار وسائل الإعلام المصرية والعربية خلال وجودها في القاهرة لتنفيذ مشروعهاحيث تناول اختراعها العديد من وسائل الإعلام المصرية وعلي رأسها جريدة الأهرام وقناة النيل الثقافية إضافة الى قناة أبوظبي. وكانت جريدة (عمان) قد انفردت بنشر تفاصيل الاختراع قبل وصوله للسلطنة، وقد أوضحت المهندسة بشرى أنها تتشرف بتقديم هذا الاختراع ونموذج الجهاز هدية للأب والقائد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- بمناسبة العيد الوطني الأربعين ورفضت في سبيل ذلك كافة الإغراءات المالية التي تقدم بها مستثمرون كبار في مجال الصناعات التدويرية للقمامة ووسطاء يعملون لحساب شركات النظافة العالمية. واعتبر البعض ان مشروع بشرى العبدوانية لو تم تعميمه فسوف يؤدي الى تغيير نمط العمل في مجال القمامة وانتهاء عصر الحصول على الأسمدة بطريقة الكمر نهائيا. وكانت كلية الزراعة بجامعة القاهرة قد أجرت جميع التحاليل الكيميائية على السماد الناتج من الماكينة وأشادت به مؤكدة في تقريرها العلمي ان العينة جاءت مطابقة للمواصفات وصالحة للاستعمال الزراعي بفضل العناصر الموجودة بها ونسبة المواد العضوية والنيتروجين والكربون واقترحت الكلية عمل برتوكول تعاون مع المخترعة المهندسة بشرى بنت جعفر بن داود العبدوانية لعمل البحوث التطبيقية على العينة واعتمادها في خطة الكلية للسنة الدراسية 2010-2011 – أي لهذا العام - والسماح بعمل دراسات عليا وبحوث على العينة للنشر في المجلات العلمية وكان قد عاون بشرى في مشروعها الكيميائي شرف امام سلامة وهو مستثمر مصري في مجال جمع القمامة في مصر وتحويلها الى أسمدة عضوية وقد ساهم في ضبط و موازنة المعادلات الكيمائية .
عروض لشراء الاختراع
والكيميائي شرف إمام سلامة معروف بأنه «أشهر زبال في مصر» رغم انه حاصل على بكالوريوس قسم الكيمياء من كلية العلوم جامعة القاهرة وأنه يستخدم طريقة الكمر الهوائي في عمل الأسمدة وهي الطريقة التي تستغرق من 3 الى 6 اشهر وبمصفوفات طويلة ومليئة بالشوائب وقد أبدى شرف انبهاره باختراع بشرى في إنتاج السماد العضوي في ساعة عندما التقى معها أول مرة أثناء زيارة عمل له بالسلطنة و كان هو نفسه من ضمن من تقدموا بعروض مالية ضخمة لشراء الاختراع: وقد التقينا مع الكيميائي شرف ولكن عبر البريد الإلكتروني نظرا لوجوده حاليا في القاهرة فقال: تشرفت بأن أكون اليد المساعدة لأول فتاة خليجية مخترعة من سلطنة عمان فيما يخص المعادلات الكيميائية فقد سجلنا سويا هذا الاختراع في السلطنة وأردف مستطردا:لقد تقدم بعض المستثمرين بعروض لشراء الاختراع ولكنها رفضت بيع الاختراع لأنها لا تريد احتكاره لشركة معينة وان رغبتها ان تنفع به بلدها أولا ثم باقي الدول العربية وذلك بعد إهدائه لصاحب الجلالة رمز السلطنة ومحل حب وتقدير الشعب العماني وشعوب العالم كافة .
الكمر الهوائي
وحول الاختراع يقول شرف : الاختراع العماني يعالج ويكشف المخلفات الخطرة بفضل الحساسات الموجودة به ويعمل الجهاز أو الماكينة بطريقة حديثة ووفق تكنولوجيا متطورة .والمعروف ان تحويل القمامة الى سماد عضوي يستلزم وضعها بشكل مصفوفات على الأرض فيما يعرف بنظام «الكمر الهوائي»أي التخمير الهوائي لفترة تتراوح ما بين 3 الى 6 أشهر تقريباً يستلزم وجود مساحات شاسعة من الأراضي للمصفوفات وآخر الأبحاث التي تم التوصل إليها بإحدى الدول الأوروبية قللت هذه المدة الى 7 أيام أما فكرة المهندسة بشرى فقلصتها الى ساعة واحدة فقط ومن الممكن اقل من ساعة من خلال نظام يقوم بتحليل المادة العضوية الكترونيا فضلا عن تقليل مساحة الكمر والتي تصل الى 10 أفدنة لدفن 400 طن مخلفات لتصل الى فدان واحد فقط وبنفس الكمية السابقة مما يؤدي الى توفير في الوقت والجهد كما ان فكرة المهندسة بشرى تعتمد على وضع المخلفات الصلبة داخل حاويات ومن خلال الحساسات الإلكترونية تستطيع التحكم في نسبة الحموضة ودرجة الحرارة والرطوبة لخلطها معا وفي حالة عدم وجود نسب معينة لأي عنصر من العناصر السابقة ومن خلال جهاز حقن المكونات المطلوبة من المخلفات لإنتاج السماد العضوي. ويؤكد على أن الحساسات الإلكترونية التي تم تزويد الجهاز بها تقوم بدور المعامل البيولوجية ولكن الكترونيا وبطريقة سريعة وآمنة حيث يتم تسجيل النسب بدقة متناهية على خريطة رسم بياني وذاكرة الحاسب الآلي الملحق بالجهاز وبذلك تحصل على سماد عضوي آمن اضافة الى ان الحساسات الموجودة تعمل على كشف المخلفات الخطرة .
باختصار شديد جدا:- السماد العضوي المنتج صالح للتربة الصحراوية أي سيحول الصحراء لأراضي خضراء في حالة وجود ماء.وهو الجهاز الأول من نوعه الذي يعمل على إدارة النفايات بالكامل.
أهمية الاختراع
وحول هذاالاختراع تقول المهندسة بشرى بنت جعفر العبدوانية:
إن اختراع جهاز لإنتاج سماد عضوي صلب سهل الامتصاص طويل الأجل من المخلفات العضوية الحيوانية والنباتية والمنزلية بدون كمر مع استرجاع كامل للمخلفات غير العضوية بغرض الاستفادة منه في الزراعة العضوية (تسميد الأرض الزراعية بأسمدة مصنعة من المخلفات الحيوانية والنباتية والمنزلية وذلك بغرض استرجاع العناصر السمادية التي أخذت من التربة خلال مراحل نمو النبات المختلفة) وهو أمر ضروري وحيوي للحفاظ على خصوبة الأرض وحيويتها وإعادة التوازن البيئي للتربة.ولما كان الحفاظ على البيئة ضرورة تحتمها الاتفاقيات الدولية والإقليمية والمحلية فقد استلزم الأمر مراعاة الشروط البيئية من خلو الإنتاج الزراعي وعلى وجه التحديد المحاصيل الزراعية من بقايا الأسمدة والمبيدات الكيماوية حتى يصل المنتج الى الأسواق المستوردة مطابقا لشروط السلامة الصحية والبيئية، الأمر الذي يدعو الى الاهتمام بدراسة الزراعة العضوية وكيفية الاستفادة منها ومدى جدواها الاقتصادية وأثارها على الاقتصاد القومي وبذلك يتحقق معه الآتي :
1 تقليل التلوث البيئي نتيجة ترشيد استهلاك الأسمدة المعدنية والمبيدات وغيرها من المركبات الكيماوية وكذلك من خلال عدم حرق المخلفات للتخلص منها.
2 إنتاج غذاء نظيف آمن صحيا سواء للإنسان أو الحيوان 3 الحصول على منتج عالي الجودة 4 تقليل تكلفة الإنتاج الزراعي 5 توفير فرص عمل غير تقليدية من خلال مراحل انتاج الأسمدة العضوية 6 المحافظة على سلامة مصادر الري والصرف وتقليل انتشار الحيوانات الضارة وبالأخص الحيوانات القارضة.
المدخلات الأساسية للمشروع
يعتبر الإنتاج الحيواني في الأسواق العربية والعالمية متنوعا فهو يأتي من مزارع ( دواجن ماعز خراف) ومزارع نباتية وكذلك بقايا الأطعمة المنزلية وينتج عن كل ذلك مخلفات بكميات كبيرة وللأسف لا يتم استغلال هذه المخلفات بالشكل الكامل مع أن هذه المخلفات هي المدخلات الأساسية لتأسيس مشروع ذي ربحية عالية طويل المدى وذي طلب متزايد لتسميد جميع المساحات الزراعية الصغيرة والكبيرة مباشرة مثل (الحدائق المنزلية الاستثمارات الزراعية ) كذلك يمكن استخدامه بطريقة غير مباشرة مثل (1 تبطين قواعد الأفلاج والمجاري المائية لتسميد المحاصيل الزراعية 2 عمل تربة بديلة لمنع تسرب مياه الري في التربة الرملية ) وهذا المشروع لا يحتاج الى أي إضافات كيميائية فهو منتج عضوي طبيعي 100% وينتج على أشكال متعددة في شكل بودرة أو مكعبات صلبة مضغوطة بأحجام وتركيزات مختلفة كما أنه غني بجميع العناصر المغذية للنبات وخال من بذور الحشائش والديدان الضارة بالنبات وله القدرة على تحمل درجة الحرارة والرطوبة دون ان تتغير خواصه وذو صلاحية طويلة الأجل ويتميز بسهولة نقله وتصديره لجميع أنحاء العالم لأنه اّمن ميكروبيا، كما لا يحتاج الى فترة كمر ويعتمد نجاح هذا المشروع على توافر المدخلات الاساسية وهي المخلفات العضوية (الحيوانية النباتية المنزلية ) مع مراعاة الظروف البيولوجية في مراحل الإنتاج للحصول على منتجات جيدة .
يساعد على حماية البيئة
وتضيف المهندسة بشرى العبدوانية قائلة: لقد أجمع الاقتصاديون العالميون على أن أحد أسباب التدهور في البيئة يرجع الى عدم إدخال مصادر الثروة الطبيعية في حسابات الدخل القومي عندا إجراء عملية التنمية المتواصلة أو برامج حماية البيئة، فأحد الأسباب الرئيسية لتلوث البيئة هو التخلص من المخلفات بإلقائها في البيئة من مجار مائية أو تربة زراعية أو البيئة الهوائية دون أي معالجة، فأصبحت الطاقة الاستيعابية للبيئة غير قادرة على احتواء الملوثات الناتجة عن الأنشطة البشرية، وتعتبر المخلفات الحيوانية والنباتية والمنزلية من أخطر مشاكل التلوث في البيئة ولقد دعا الانفجار السكاني الذي يعاني منه العالم اليوم وما تبعه من عجز عن تلبية المتطلبات الغذائية الى التفكير وبشكل جدي في كيفية ترشيد الموارد المتاحة وحسن استغلالها للوصول بإنتاجها الى اقصي حد ممكن ومن هذه الموارد المخلفات العضوية الحيوانية والنباتية والمنزلية والتي ان لم يكن لها استعمال اقتصادي، فهي تمثل فاقد من الإنتاج كما إن تراكم هذه المخلفات يعمل على الإخلال بالاتزان البيئي بالمنطقة المحيطة حيث تنتشر الروائح الكريهة و التلوث الميكروبي وتعتبر ملجأ لكثير من الحشرات والقوارض.
وبالرغم من أن الدول النامية تعاني من نقص شديد في مصادر الثروة الطبيعية إلا أنه و للأسف لا توجد أي استراتيجية لإعادة الاستفادة من مصادر الثروة الطبيعية التي تلقي في البيئة مسببة مخاطر لكل من صحة البيئة وصحة الإنسان وأمام هذه الحقيقة فهناك مكاسب اقتصادية يمكن أن تتحقق من تدوير المخلفات الحيوانية والنباتية والمنزلية الى سماد عضوي (الكمبوست) .
الاستفادة من عناصر المخلفات
فلو تكلمنا بلغة اقتصادية نجد أداة مفيدة لقياس استنفاذ الموارد الطبيعية وهي ( تكلفة الفرصة البديلة لتحول الموارد ) وهي تشير الى إعادة استخدام المخلفات كمورد مرة اخرى بهدف تقليل أثر المخلفات على تلوث البيئة ولزيادة عرض الموارد، حيث يترتب على أسلوب التعامل مع المخلفات فقدان 90% من طاقتها الكلية وحرمان التربة الزراعية من أهم مصادر المادة العضوية والعناصر السمادية، وقد انعكس ذلك على زيادة تكلفة الإنتاج الزراعي من حيث استخدام الأسمدة الكيماوية المكلفة اقتصاديا خلال مراحل إنتاجها وتداولها والمسببة لتلوث البيئة، ولقد قمنا بإعادة استخدام هذه المخلفات والتعامل معها بمنظور علمي واقتصادي منظم وتحويلها الى مدخلات أساسية لبناء مشروع ذي ربحية عالية و طلب متزايد يعتمد أساسا على المخلفات مع مراعاة الظروف البيولوجية وبدون أي إضافات كيميائية كما لا يحتاج الى مساحات كبيرة ولا الى عمليات التخمير الهوائي (الكمر الهوائي) الذي يحتاج لفترات قد تمتد لعدة أشهر، ولكن في هذه التقنية الحديثة لا تحتاج لعمليات الكمر الهوائي المعروف حيث يتم معالجة هذه المخلفات بمجرد وصولها الى محطة المعالجة بطرق مبتكرة لتحويل هذه المخلفات الى سماد عضوي صلب سهل الامتصاص طويل الأجل في عدة ساعات ويتميز بكل صفات الكمبوست العادي، فعند اضافته للتربة الزراعية فإن الكائنات الحية الدقيقة الموجودة بالتربة تعمل على هدمها وتحليلها وينتج عن ذلك مركبات عضوية بسيطة التركيب بالإضافة الى العناصر السمادية الميسرة للنبات، كما ينتج عن هذه العمليات مادة «الدوبال» وهي عبارة عن مادة هشة معقدة التركيب تتحلل ببطء وبالتالي تعيد للتربة خصوبتها وحيويتها، كما تعتبر مخزنا رئيسيا ومستمرا للعناصر السمادية الضرورية للنبات مثل النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم والكبريت والكالسيوم والماغنسيوم والحديد والزنك والنحاس والمنجنيز والكلوريد وغيرها من العناصر، يمد ميكروبات التربة بالغذاء والطاقة التي تمكنها من تحليل المادة العضوية وانطلاق العناصر الغذائية، ويحافظ على الاتزان البيولوجي لميكروبات التربة، يعتبر مصلحا للخواص الطبيعية والكيماوية للتربة حيث تعمل المادة العضوية الموجودة في المنتج على تحسين بناء الأراضي الرملية وتحسين التهوية والتبادل الغازي في الأراضي الجيرية،أيضا يعمل على زيادة السعة التبادلية للتربة مما يرفع من قدرتها على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية وعدم فقدها مع مياه الصرف، ويعتبر عاملا منظما للتربة ضد التغييرات السريعة في الحموضة والقلوية والملوحة والعناصر السامة وبقايا المبيدات والتلوث الكيماوي، ويحمي سطح التربة من التجريف بالمياه والرياح والاحتفاظ بتجمعات حبيبات التربة وزيادة السعة التشبعية للماء الميسر والكلي بالتربة وزيادة ترطيب سطح التربة، اضافة الى كونه يحافظ على درجة حرارة التربة ورطوبتها وتهويتها ونفاذيتها مما يساعد على انتشار الجذور والنمو الجيد للنبات، وكذلك يمد النبات بالمغذيات الضرورية وبصفة منتظمة خلال فترة نموها وطبقا لاحتياجها سواء كانت هذه العناصركبرى ( الكربون الهيدروجين الاكسجين النتروجين الفسفور الكبريت البوتاسيوم الكالسيوم المغنسيوم ) أو عناصر صغرى( الحديد المنجنيز النحاس الصوديوم الكلور الموليبدنيم)، كما يجعل الفوسفات والعناصر الصغرى الضرورية في صورة أكثر تيسيرا للامتصاص بواسطة النبات، يعمل على زيادة قدرة الأراضي الرملية على الاحتفاظ بماء الري وذلك بزيادة قدرة حبيبات التربة على التجمع مع بعضها،و يمكن تخزينه لفترات طويلة دون أي أثار جانبية تؤثر عليه أو على المناخ البيئي .
مطلوب تضافر الجهود
ولهذا أجريت العديد من الدراسات لإنتاج مادة الكمبوست المبتكرة ذات مواصفات عالية الجودة وتحويلها الى فكرة مشروع اقتصادي( الاستخدام الآمن للمخلفات العضوية حيوانية ونباتية ومنزلية ) ليكون احد خطوات البحوث الزراعية الايجابية نحو إيجاد حلول قومية لمشكلة المخلفات التي تعتبر من المشكلات المهمة التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على البيئة مما جعل الحكومات تضعها في أولويات برنامجها للقضاء على التلوث البيئي وقد بادر كثير من العلماء بعمل كثير من التجارب والأبحاث من أجل الاستفادة من هذه المخلفات لتنعكس بصورة إيجابية على المنظومة الإنتاجية الزراعية و بالتالي يمكن إنتاج محاصيل الخضر والفاكهة العضوية التي يتزايد الطلب عليها لأغراض التصدير، من ذلك يتضح أن معالجة وتدوير المخلفات العضوية ( الحيوانية والنباتية والمنزلية ) له مردود اقتصادي قومي كبير، ولتحقيق أقصى استفادة من هذه المخلفات والتخلص من سلبيتها على البيئة يجب أن يكون من خلال البحوث والدراسات العلمية ومن خلال خطة قومية تتضافر فيها كل الجهود المخلصة العامة والخاصة لكي تحقق هذه الخطة أهدافها في فترة زمنية محدودة وذلك باستحداث التكنولوجيا العلمية المبتكرة التي تساعد في إعادة التدوير والاستفادة السريعة من معالجة هذه المخلفات بما لا يسبب عبئا على البيئة أو على المزارع، ومما لاشك فيه أن ( دراسة الأهمية النسبية لبنود التكاليف الإنتاجية للمساحة وكذلك الميزانية الإجمالية والمؤشرات الاقتصادية) تفيد في التعرف على أقصى جدوى اقتصادية وأقصى صافي عائد على المستثمر والمزارع حيث يظهر ذلك في بنود التكاليف الإنتاجية في إنتاج سماد عضوي منتج من المخلفات بالطريقة التقليدية حيث يسترد صاحب مشروع إنتاج السماد بالطريقة التقليدية (الكمر الهوائي) رأس ماله المستثمر في فترة تتراوح مابين أسبوع الى عدة شهور مما يعكس مدى ربحية هذا النشاط له و للمزارع أيضا، كما أن هذه الطريقة لها علاقة طردية بين كمية المخلفات والمساحة أي كلما زادت كمية المخلفات يقابلها زيادة في مساحة الأرض المستخدمة لمعالجة هذه المخلفات لطول المصفوفات المستخدمة لعملية الكمر الهوائي، بخلاف استخدام الطريقة المنظورة المبتكرة ( بدون كمر هوائي ) لإنتاج سماد عضوي من المخلفات الحيوانية والنباتية والمنزلية حيث يسترد صاحب المشروع إنتاج السماد العضوي بالطريقة المبتكرة بمعالجة هذه المخلفات في مدة تستغرق ساعات ومساحة اقل من الطريقة التقليدية، مع استرجاع كامل لكل المخلفات غير العضوية الصلبة( البلاستيك الورق والكرتون الزجاج المعادن المنسوجات) لاستخدامها إما في نفس الاستخدام الأصلي أو في نفس الصورة ولكن لاستخدام آخر او كمادة أولية في خط الإنتاج ذاته أو كمادة أولية في خط تصنيع آخر بعد معالجتها أو تغيير تكوينها أو في استخدامات أخرى.
مميزات الماكينة
إذاً نلاحظ أن هذا الجهاز أو الماكينة يساعدنا في كيفية الاستفادة الاقتصادية من المخلفات المهملة وخاصة المخلفات البلدية ثم النباتية والحيوانية معا لتحويلها الى قيمة اقتصادية مضافة للدخل القومي والشخصي وذات عائد مربح. كما نلاحظ ان استخدامات هذا الجهاز المبتكر له عدة مميزات من أهمها معالجة المخلفات البلدية اليومية التي تعتبر من أهم مشاكل البلديات في جميع الدول أيا كان مستوى هذه الدول كما يساعد أيضا في زيادة المساحات الزراعية واستصلاح الأرض الرملية والقضاء على الأسمدة الكيميائية وانتشار الزراعة العضوية، كما يعمل على استرجاع كامل للمخلفات الصلبة (الورق والكرتون والبلاستيك والزجاج والمعادن والمنسوجات وغيرها من المواد التي يعاد تدويرها مرة اخرى ) كما يوفر فرص عمل ذات عائد مادي كبير للعاملين والمستثمرين في هذا المجال ولنجاح هذه المنظومة لابد من مشاركة الحكومة بتوفير المخلفات البلدية يوميا مع وضع القوانين الملزمة للشركات كل في تخصصه فالشركات الخاصة بجمع المخلفات ونقلها مقابل تعاقد مادي نظير خدمة الجمع والنقل تمنع من عمليات الفصل للمكونات الصلبة والعضوية لان هذه المكونات هي المدخلات الأساسية لمشروع المعالجة المبتكر، فلابد من توفير المدخلات الأساسية اليومية لاستمراريته وتأدية أهدافه وتغطية مصروفاته اليومية ليعود بالنفع على الجميع من بيع جميع منتجات المعالجة من هذه المخلفات من سماد عضوي من المخلفات العضوية أو من المواد الأولية الصلبة من المخلفات غير العضوية لإعادة تدويرها مرة اخرى في الصناعة . أما في حالة عدم وجود أسواق للسماد العضوي في بعض الدول غير الزراعية فقد نكون عالجنا هذه المخلفات بتحويلها لمادة صلبة غير ضارة بالبيئة المحيطة، بل أصبحت مادة مفيدة في صورة منتج طبيعي تتحول الى سماد مخصب للتربة الرملية في وجود الماء في حالة التخلص منها في التربة الرملية لكي تنمو النباتات والأعشاب لكي تكون بيئة مراعي تنمو عليها الحيوانات آكلة العشب. لذا في حالة عدم الاستفادة الاقتصادية من بيع السماد العضوي فقد استفدنا في المساهمة في منع التلوث و انتشار الحشرات والقوارض وتحويلها من تربة رملية الى تربة بديلة.
كلمة أخيرة
وفي كلمة أخيرة أشارت المهندسة بشرى إلى أن الاختراع بحاجة لمزيد من التطوير ليتم تحويله الى جهاز إنتاجي اقتصادي وان الأمل يحذوها لتقديم الدعم المادي لتحقيق هذا الهدف وتبني هذا الاختراع وتعميمه وتطويره.
زكريا فكري
جريدة عمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.