الفلوجة تلعفر بغداد (وكالات): استشهد نحو 40 عراقيا على الأقل وجرح العشرات في القصف الأمريكي الأعمى المتواصل لمدينتي الفلوجة و»تلعفر» في وقت لوحت فيه القوات الغازية باجتياح مدينة سامراء في غضون شهر إذا ظلت تحت سيطرة المقاومة. وعلى الميدان ظلت المقاومة مستمرة حيث تعرضت القوات الأمريكية للمزيد من الهجمات في مناطق عراقية عدة. وقصف الطيران الأمريكي الليلة قبل الماضية مجددا مدينة الفلوجة بعد سلسلة من الغارات أوقعت في غضون الأيام الماضية عشرات الشهداء والجرحى. قصف وحشي وأغارت الطائرات الأمريكية الليلة قبل الماضية على حي الضباط شمالي الفلوجة وقصفت منزل عائلة عراقية كان افرادها ينامون على سطح المنزل. وأدى القصف الصاروخي إلى تدمير المنزل تماما فيما قام السكان صباح أمس بانتشال خمس جثث من بين انقاض المنزل المدمّر وفق ما نقله مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية. وليس هؤلاء الخمسة هم جميع الضحايا حيث تواصلت أمس عمليات البحث عن الشهداء الذين دفنوا تحت أكوام الحجارة. وأكد الطبيب مشتاق طالب من مستشفى الفلوجة العام ان 12 عراقيا بينهم سيدتان وخمسة أطفال استشهدوا جراء القصف الأمريكي الذي أسفر عن جرح 9 آخرين وتسبب في تدمير منازل أخرى في حي الضباط. وعثر على أشلاء الشهداء على مسافة عشرات الأمتار من الأماكن التي سقطوا فيها وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. وزعم جيش الاحتلال الأمريكي انه استهدف منزلا كان بداخله 3 من انصار ابو مصعب الزرقاوي، لكن حصيلة القصف الأعمى تكذب هذا الادعاء. وفي الواقع شن الطيران الأمريكي الغارات الجديدة على الفلوجة كما لو انه «ينتقم» بعد ان نجح رجال المقاومة مساء أول أمس في اسقاط مروحية من نوع «شينوك» في منطقة «عامرية الفلوجة» وبعد ان قتلوا في الأيام الماضية عددا كبير من جنود الاحتلال في المنطقة. وفي شمال العراق واصلت أمس القوات الأمريكية قصفها المحموم من الجو والبر لمدينة «تلعفر» القريبة من الموصل. وقصفت الطائرات والدبابات الأمريكية عدة أحياء في المدينة التي تسكنها أغلبية من الطائفة «اليزيدية» مما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 28 عراقيا وجرح أكثر من 70 زيادة على مقتل وإصابة 13 شرطيا عراقيا. وأكدت مصادر طبية في المدينة التي طوقتها قوات الاحتلال بالأسلاك الشائكة ان الجيش الأمريكي والوحدات العراقية شبه العسكرية المساهمة في الهجوم تمنع دخول سيارات الاسعاف المحملة بالدواء والمواد الطبية إلى المدينة. وشوهدت جثث العديد من الضحايا في الشوارع ولم يكن من الممكن سحبها بسبب القصف الأمريكي وكذلك باعتبار المواجهات التي وقعت في عدة أحياء بين المقاومين والأمريكيين الذين زعموا ان مهمتهم تتمثل في «تحرير» المدينة ممن نعتوهم بالارهابيين. وقالت القوات الأمريكية ان الهجوم مستمر إلى أن يعود الهدوء إلى المدينة بمعنى القضاء على كل مظاهر المقاومة. وبالتوازي مع الاعتداءات الوحشية الهادفة إلى اجتثاث المقاومة من الفلوجة و»تلعفر» وغيرهما من المدن والبلدات العراقية كانت القوات الأمريكية قد لوّحت أول أمس باجتياح سامراء إذا لم تنسحب منها جماعات المقاومة التي تمسك بزمام الأمور. وغداة هذا التهديد الصادر عن ضابط أمريكي كبير دخلت أمس قوة أمريكية مؤلفة من 5 دبابات وثلاث سيارات «هامر» وثلاث آليات أخرى إلى المدينة بعد التوصل إلى اتفاق مع زعماء العشائر ومسؤولي المدينة وجماعات المقاومة وفق ما أكده طه الهنديره الرئيس الجديد لمجلس البلدية. وقامت القوات الأمريكية أمس في سياق محاولة «التطبيع» مع سامراء باعادة فتح الجسر المغلق الذي يقسم المدينة إلى شطرين. وحسب مسؤول محلي فإن القوات الأمريكية (التي دخلت أمس تحت حماية الطيران) تريد أن تتولى الشرطة حفظ الأمن في المدينة. مزيد من الخسائر وعلى الميدان تواصلت أمس هجمات المقاومة العراقية في مناطق عدة مخلفة مزيدا من الاصابات في صفوف الأمريكيين. وأصيب جنديان أمريكيان من الشرطة العسكرية حين فجر مقاومون صباح أمس عبوة ناسفة في آليات أمريكية كانت تمر بالقرب من سجن «أبوغريب» غربي بغداد. وقتل 3 عراقيين في هذا الانفجار حسب الجيش الأمريكي. وإلى الشمال الشرقي من بغداد كان رجال المقاومة قد قصفوا مساء أول أمس قاعدة أمريكية قرب بغداد بمدفعية الهاون والقاذفات الصاروخية. وفي بعقوبة أيضا قتل أمس جندي أمريكي وجرح 7 آخرون في حادث سير حسب قوات الاحتلال.