اقترفت قوات الاحتلال الأمريكي الليلة قبل الماضية مذبحة أخرى في الفلوجة حين قصفت مقاتلاتها حفل عرس مما أسفر عن استشهاد 12 عراقيا وجرح 165 آخرين.. وفي مقابل هذا العدوان المتواصل على الفلوجة وغيرها من المدن والبلدات، استمرت المقاومة العراقية في عملياتها ضد الأمريكيين موقعة مزيدا من القتلى والجرحى في صفوفهم. ووقعت المذبحة الجديدة في حي الضباط بشمال المدينة حيث كان يقام حفل عرس بحضور عشرات المدعوين. جريمة جديدة وقصفت المقاتلات الأمريكية المنزل الذي كان يقام فيه العرس مما أسفر عن استشهاد 12 شخصا بمن فيهم العريس في حين أصيبت العروس بجروح خطيرة كما جرح 16 من المدعوين وفق مصادر من مستشفى الفلوجة العام. وأكدت المصادر الفنية ذاتها ان معظم المصابين من الأطفال والنساء. وكعادته زعم جيش الاحتلال الأمريكي ان القصف استهدف موقعا تستخدمه جماعة أبي مصعب الزرقاوي للاجتماع والتخطيط لهجمات. وفي مدينة الصدر ببغداد أطلقت مروحية أمريكية الليلة قبل الماضية صاروخا على تجمع للمواطنين مما أدى إلى استشهاد ثلاثة عراقيين. وزعم الجيش الأمريكي ان الشهداء الثلاثة كانوا بصدد زرع عبوة ناسفة لتفجيرها حين تمر الآليات الأمريكية في هذا الحي. وبعد قصف فندقي «شيراتون» و»فلسطين» وسط بغداد بصاروخي كاتيوشا الليلة قبل الماضية انفجرت سيارة مفخخة بساحة الفردوس على مساحة امتار قليلة من الفندقين المستهدفين. وإلى الجنوب الغربي من بغداد واصلت القوات الأمريكية والوحدات الأمنية وشبه العسكرية العراقية عملية «الشبح» التي أفضت إلى غاية أمس الجمعة إلى اعتقال عشرات العراقيين في البلدات الواقعة في شمال محافظة بابل، مثل اللطيفية، والاسكندرية والمحمودية وكلها تشكل معقلا للمقاومة العراقية في محيط بغداد. وتكبدت قوات الاحتلال من جهتها أمس مزيدا من القتلى والجرحى في عمليات متفرقة للمقاومة. وقتل جندي أمريكي وجرح آخر حين فجر مقاومون عبوة ناسفة في دورية لقوات الاحتلال في منطقة «طوز خورماتو» على مسافة 60 كيلومترا إلى الجنوب من كركوك بشمال العراق. وفي منطقة كركوك أيضا عثر على جثة ربما تعود لأجنبي بينما قتل أمس ضابط من الشرطة المحلية وأصيب اثنان من عناصر الأمن في هجوم على دورية للشرطة جنوبي المدينة. وإلى الجنوب من كركوك أيضا كان مسلحون قد قتلوا أول أمس قائد شرطة قضاء «سلمان بك» واثنين من حراسه. وفي محافظة الانبار وتحديدا في مدينة «هيت» اعتقلت قوات الاحتلال حامد عبد الجليل الذي تشتبه في كونه أحد منظمي هجمات المقاومة على الأهداف الأمريكية في المنطقة بواسطة مدفعية الهاون. مفاوضات وغارات وبينما تستمر المقاومة في صد الاعتداءات الأمريكية على المدنيين العزل بضربات مضادة توقع يوميا قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال. تتواصل المحادثات بين ممثلي مدينة الفلوجة وحي الصدر ببغداد مع حكومة اياد علاوي وسط مخاوف من ان تكون الفلوجة خصوصا عرضة لاجتياح أمريكي قريب. وقال علاوي في تصريحات تلفزيونية ان حكومته تشترط على مقاتلي الفلوجة القاء السلاح وفرض «القانون» ودخول الشرطة إلى المدينة قبل اعلان اتفاق سلام. أما وزير دفاعه حازم الشعلان فتحدث من جهته عن اتفاق بين الحكومة المعينة وممثلي أهالي الفلوجة، ينص على تعليق القصف (الأمريكي) على المدينة لمدة 3 أيام ثم تدخل بعدها الشرطة العراقية إلى المدينة على أن يسلم المقاتلون الأسلحة الثقيلة. لكن يبدو أن اتفاقا كهذا لن يصمد باعتبار الغارات الأمريكية اليومية على المدينة. وحسب ما ذكره أمس موقع «ايلاف» الالكتروني فإن وفد الفلوجة المفاوض طلب من حوالي 300 مقاتل عربي مغادرة المدينة على أن يتم توفير «ممر آمن» لهم. وفي ما يتعلق بحي الصدر في بغداد قال مسؤولون من تيار الصدر ان انصار هذا التيار مستعدون لتسليم أسلحتهم (لحكومة علاوي) في إطار «بادرة سلام» تشمل الافراج عن مساعدي مقتدى الصدر وضمانات بعدم محاكمتهم والافراج عن السجناء. وجاء هذا العرض من جانب تيار الصدر الذي يبدو انه يمهد لاعلان مشاركته في الانتخابات المقبلة.