اجتاحت أمس قوات أمريكية كبيرة معززة بوحدات عسكرية موالية لحكومة إياد علاوي مدينة سامراء واصطدمت بمقاومة عنيفة من جانب المقاتلين العراقيين الذين كبّدوا الأمريكيين وأعوانهم عديد القتلى والجرحى فيما سقط عشرات الشهداء ونحو 200 جريح في القصف الجوي والمدفعي والمواجهات. وتزامن اجتياح سامراء الذي يندرج في اطار الحرب المعلنة على معاقل المقاومة مع مواجهات في مدينة الصدر. وشارك حوالي 2500 جندي أمريكي مدعومين بالطيران والدبابات في عملية الاقتحام زيادة على نحو ألف عنصر من الجيش والميليشيا شبه العسكرية العراقية المسماة «الحرس الوطني». اجتياح وعدوان وبدأ اجتياح سامراء فجر أمس من محاور مختلفة وتحت غطاء جوي وفرته المروحيات في حين كانت الدبابات والمدرعات تتقدم على الارض باتجاه مراكز الامن والمؤسسات الحكومية. وفور دخول الوحدات الأمريكية والعراقية الى المدينة اندلعت مواجهات عنيفة في حيين كبيرين أحدهما حي القادسية الذي يقع في الطرف الشمال الشرقي من سامراء (125 كيلومترا) شمالي بغداد. وجابه المقاومون القوات المتوغلة بالقاذفات الصاروخية والرشاشات منذ الفجر والى غاية ما بعد ظهر امس على الأقل. ووسط المواجهات العنيفة في الشوارع كان أئمة المساجد يدعون الى المقاومة عبر مكبرات الصوت في المآذن. واعترف جيش الاحتلال الامريكي بمصرع أحد عناصر ال»مارينز» وجرح 4 آخرين وتحدث عن استشهاد 109 من المقاومين وجرح مقاوم اخر بعد ان كان تحدث في وقت سابق عن 94 شهيدا في صفوف المقاتلين العراقيين. وأشارت مصادر طبية بسامراء الى استشهاد 20 عراقيا ثم أعلنت لاحقا ان عدد الشهداء ارتفع الى حوالي 90 شهيدا دون تحديد ما اذا كانوا من المقاتلين او من المدنيين. وحسب الطبيب خالد احمد من مستشفى سامراء العام فقد استشهد 90 عراقيا وجرح 180 آخرين. وسقط معظم الشهداء والجرحى في الغارات التي تواصلت أحيانا على مدى ساعتين وأسفرت عن تدمير 7 منازل على الاقل. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن المسعف العراقي احمد ياسين قوله ان جنود الاحتلال منعوه في عدة مناسبات من اجلاء الضحايا في حي القادسية. وكان من الواضح ان جيش الاحتلال الامريكي يخطط منذ أسابيع لاجتياح المدينة في محاولة لتركيعها والمدن الاخرى الرافضة لوجود قوات الاحتلال فيها. وفي تبريره للاجتياح تذرع الجيش الامريكي امس بتعدد هجمات المقاومة وتحدث تحديدا عن ان اشتباك سبق الاجتياح بقليل. وحسب ادعاء الأمريكيين فقد رصد جنودهم مساء أول أمس مقاتلين كانوا يفرغون متفجرات من ثلاثة مراكب على ضفاف نهر دجلة ثم قاموا لاحقا بإطلاق قذائف هاون من أحد المراكب باتجاه سامراء مما دفع بالقوات الأمريكية الى الرد على مصدر القصف وقتل 4 من المسلحين. لكن هذه الذرائع ليست في الواقع الا محاولة من جانب قوات الاحتلال لتحميل المقاومة وأهالي سامراء فشل أحدث جولة من المفاوضات قبل أسبوع وتبرير اجتياح المدينة التي رفضت القبول بنشر جنود أمريكيين في المدينة مثلما أهالي الفلوجة. وقبل ساعات من بدء الاجتياح كان برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي المعين من سلطة الاحتلال قد مهّد لهذا التصعيد بالقول ان حكومة علاوي تعتزم استعادة السيطرة (بالقوة) على المدن المناهظة للاحتلال والمناوئة لهذه الحكومة قبل نوفمبر المقبل... وكان المسؤول المذكور يشير الى سامراء والفلوجة والرمادي وغيرها من المدن والبلدات العراقية المصممة على عدم الاذعان للاحتلال. تحرّش فمواجهات وفي مدينة الصدر ببغداد اندلعت فجر أمس صدامات جديدة بين مقاتلي جيش المهدي والقوات الأمريكية التي حاولت اقتحام بعض مناطق الحي بالتزامن تقريبا مع بدء اجتياح سامراء. وأعلن جيش المهدي ان 9 من عناصره استشهدوا خلال المعركة التي وقعت حين حاولت قافلة عسكرية أمريكية الدخول الى أحد الشوارع. وأكد طبيب في مدينة الصدر ان 3 مدنيين استشهدوا متأثرين بجراحهم. وفي منطقة القرنة قرب البصرة كان 8 عراقيين نصفهم من عناصر الشرطة قد قتلوا مساء أول أمس في اشتباك استخدمت فيه أسلحة خفيفة ومتوسطة.