كشفت مديرة الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية السيدة درّة بوشوشة، أن الرقم الذي قدّمه وزير الثقافة والمحافظة على التراث بخصوص التجاوز الحاصل في ميزانية الدورة الأخيرة للمهرجان والمقدّر حسب رأيه ب 300 ألف دينار، لا أساس له من الصحة موضحة أن الرقم الصحيح هو 158 ألف دينار لا غير. وبيّنت مديرة المهرجان التي فوجئت بتصريحات الوزير خصوصا وأنها قدّمت للوزارة تقريرا ماليا مفصلا عن مصاريف المهرجان، أن هناك مبلغ 60 ألف دينار من ضمن المبلغ المذكور (158 ألف دينار) مازالت متخلّدة بذمّة شركة اتصالات تونس، الراعي الرسمي للمهرجان، ولم تصرف الى حدود تقديم التقرير المالي للوزارة. وبخصم هذا المبلغ، تضيف مديرة المهرجان ، تصبح قيمة التجاوز في ميزانية المهرجان، 100 ألف دينار لا غير. ماذا يريد وزير الثقافة؟ وتتساءل السيدة درّة بوشوشة عن دواعي وزير الثقافة من هذه التصريحات مشيرة الى أن الميزانية التي يتحدث عنها هي التي وضعت برنامجها مع الهيئة المديرة للمهرجان، وهي أوّل مرّة حسب قولها يقع فيها استشراف ميزانية أيام قرطاج السينمائية قبل بدء العمل بها. مغالطات وإذا كانت مديرة مهرجان أيام قرطاج السينمائية قد رفضت وصف تصريحات وزير الثقافة بالمغالطة رغم ما أقدم عليه هذا الأخير فإن عددا من المسرحيين وفي مقدّمتهم مجموعة مسرح الحمراء لم يترددوا في وصفه بذلك، عقب التصريح الذي أدلى به لاذاعة تونس الدولية حين قال ان قطاع المسرح لم يحصل على منحة دعم في تاريخه مثل التي خصصها له سيادته، وهي مليار و400 ألف دينار. وقد استنكرت مجموعة مسرح الحمراء هذه التصريحات مشيرة الى أن قيمة الدعم التي خصصتها الدولة في 2007، أي قبل ثلاث سنوات وصلت الى مليارين و800 مليون دينار. ووصفت المجموعة تصريحات الوزير بالمغالطة للرأي العام. انتقادات بالجملة ويتعرّض وزير الثقافة السيد عزالدين بالشاوش منذ أسابيع الى انتقادات شديدة من قبل العاملين في الحقل الثقافي من سينمائيين ومسرحيين وتشكيليين وكتاب. وتكفي الوقفة الاحتجاجية التي سينظمها الكتاب غدا السبت 16 أفريل 2011 أمام المسرح البلدي بالعاصمة بدعوة من مكتب نقابة كتاب تونس، وذلك ردا على ما وصفه المكتب النقابي بالتسويف الذي ما فتئ يقوم به وزير الثقافة في التعامل مع مطالب الكتاب واقصائه لهم عن قضايا الشأن العام في البلاد. والسؤال، متى يصحو وزير الثقافة للرد على هذه الانتقادات التي باتت تتهاطل عليه من كل حدب وصوب؟